زيارة السلطان قابوس للكويت

محليات وبرلمان

4495 مشاهدات 0



  يقوم جلالة السلطان قابوس بن سعيد –سلطان عمان- بزيارة اليوم للكويت تستغرق يومين، ويحل جلالته ضيفا على الكويت وأميرها- أخوه صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه.
 والحق بأن جلالة السلطان يحل في القلوب قبل أن تطأ قدماه أرض الكويت، والقول بأنه ضيف على الكويت فيه شيء من الضعف، فالسلطان قابوس يسكن في ذاكرة الكويت والكويتيين ويقطن في قلوبهم وإن كان مقيما في سلطنة عمان، والمثل الشعبي يقول: 'ما يباعد إلا القلوب'. فكل كويتي يلهج لسانه دوما بالثناء والمديح لمواقف الضيف الكبير وبلاده وشعبه، ويسجل بالفخر والعرفان فزعتهم العمانية الأصيلة وقت العدوان عام 1990م. لقد كانت عمان بحق في تلك الحقبة السوداء ملاذا للكويتيين، ونصيرا للحق ومؤيدا للعدالة.
 إن الزائر لعمان ليشاهد بالإعجاب والاعتزاز ما آل إليه هذا البلد العزيز على قلوبنا جميعا، والتحولات النهضوية الكبرى التي شهدتها السلطنة في عهد جلالته. لقد انتقلت عمان من مجاميع الدول المتخلفة إلى مصاف الدول المتقدمة، وسجلت لها المنظمات الدولية إنجازات أهمها ترتيبها في مصاف الدول الأنظف والدول الأكثر استقرارا وسلاما، وهو ما انعكس على الوضع الاقتصادي بالبلاد، وسجل تدفقات لاستثمارات أجنبية كبيرة. فقد تجنبت عمان القلاقل، وتحصنت من الإرهاب، وتجاوزت عوائد الأيام ونكبات الطبيعة. فالعالم وقف موقف المعجب الحائر من الكيفية التي تعاملت بها عمان مع كارثة إعصار جونو الذي ضربها عام 2007 مخلفا الدمار والقتل والفيضانات، لكن عمان الأبيّة، تجاوزت المحنة وبقدرات ذاتية –رافضة طلب أية مساعدة خارجية.
 وتأتي زيارة جلالة السلطان قابوس إلى الكويت، في وقت أحوج ما تكون فيه المنطقة إلى الحكمة العمانية والتجربة الطويلة لجلالته للمساهمة في استقرارها وتجنيبها المزيد من الحروب والمواجهات التي حاقت بها منذ عقود. إن المنطقة تحتاج إلى سياسة السلطنة المتوازنة، والهدوء الدبلوماسي والرؤية العمانية المتعمقة، ففي المنطقة حرائق مشتعلة، وفي الأفق ملامح لأزمات قادمة.
 إن الحرب اليمنية-اليمنية، واليمنية-الحوثية، والحوثية-السعودية ليست من مشارف السلطنة ببعيد، كما أن القرصنة الصومالية، والأمواج البشرية الأفريقية تلقي بأمواجها شرورا على سواحل بحر العرب وعلى مقربة من السواحل العمانية، وقد استطاعت عمان أن تتحاشى الأزمات، وأن تتجنب الحروب، وأن تقف على مسافات متساوية من معظم الفرقاء، وهي سياسة يندر وجودها في المنطقة، بل لا نبالغ إن قلنا في العالم أجمع.
 إن المنطقة تفتقد لهذه السياسة العمانية المتميزة التي يمكن أن تجنبها مواجهات دولية مع إيران، أو حصار قاس تكون دول الخليج سياجه فرضا بقرارات دولية، أو ما أسوأ من ذلك لا قدر الله.
 إن للزيارة السلطانية أهمية خاصة، فبخبرته وحنكته، وبالتنسيق مع أخيه صاحب السمو أمير البلاد، يمكن للقائدين أن ينسقا المواقف، ويصفا الصفوف لما فيه خير المنطقة واستقرارها، ولما فيه سلام الشعوب في هذه المنطقة وتعايشها.
 جلالة السلطان:
إن لعمان وشعبها بقلوب الكويتيين مكانة متميزة وخاصة، ولقد حللت أهلا ونزلت سهلا ببلدك وبين أهلك ومحبيك...

 

كتب سعد بن طفلة:

تعليقات

اكتب تعليقك