'الفضالة' لم يرض 'البدون' ولا المواطنين وإقالته أصبحت واجبة

زاوية الكتاب

كتب 2586 مشاهدات 0


الجريدة

كفاية.. حرام!

نواف فهد البدر

 

كلما أريد أن أكتب بعيدا عن قضية البدون أجد الظلم الكبير الذي يتجدد عليهم ويتنوع يوماً بعد يوم بفضل الإجراءات الحكومية العبثية في التعامل مع هذا الملف عبر الجهاز المركزي يشدني للكتابة عنهم، ومن آخر الجرائم الحكومية تجاه الكويتيين البدون يتمثل بعمليات تسريح العاملين منهم في وزارات الإعلام والصحة والموانئ، حيث جاوز عدد من تم تسريحهم خلال شهرين الـ250 شخصا!
بدل أن تفي الحكومة بوعودها في توظيف البدون تقوم بتسريحهم من أعمالهم وقطع أرزاقهم، وتدفعهم نحو المجهول، وأغلبهم أرباب أسر، وعلى الرغم من الراتب المتدني جداً فإنهم كانوا يعملون من أجل إطعام أبنائهم، ولعدم مدّ اليد وطلب المساعدة، لكن يرفض الجهاز المركزي الحياة الكريمة لهم ويعمل على تدمير ما تبقى من إنسانيتهم.
من أبشع التصرفات الأخيرة تجاه البدون والتي قام بها الجهاز المركزي، وهو شيء لم أكن أتخيل أن يجرؤ إنسان على القيام به، لكن الجهاز العنصري هذا لا يضع اعتبارا للإنسانية ولا الدين أيضا، فالطامة الكبرى التي قام بها الجهاز المركزي هي أن يقوم بإلزام بيت الزكاة الكويتي- وهو بيت مال المسلمين الذي يضع فيه أهل الكويت صدقاتهم وتبرعاتهم من باب الثقة بهذه الجهة الحكومية الكبيرة التي وصل خيرها إلى مشارق الأرض ومغاربها- بمنع زكاة المسلمين على البدون المحتاجين!
أتساءل: هل من الشروط الشرعية للزكاة أن يكون الإنسان المسلم البدون قد قام بتجديد بطاقته الخضراء، والتي قام الجهاز المركزي في الآونة الأخيرة بسحب الآلاف منها ومنع الآلاف الآخرين من تجديدها؟ هل يجرؤ أي مسلم على وضع شروط إضافية على الشريعة الإسلامية؟!
نعم استطاع الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع البدون وضع شروط، وللأسف بيت الزكاة انصاع لهذه الشروط، وأصبح يمنع الزكاة عن المحتاجين البدون ممن يحاربهم الجهاز المركزي، أي عمل إنساني شرعي تدّعونه يا حكومة وأنتم تضيفون على شرع الله؟!
إن فرض الزكاة التي فرضت منذ عهد إبراهيم عليه السلام يحاربها الجهاز المركزي لا لعذر شرعي مقبول، ولكن لعذر دنيوي بحجة البطاقة الأمنية، فالزكاة التي لم يحرم منها الأسير حرم منها البدون أي عدل يا أهل العدل؟
عن أي إنسانية تتحدثون وأنتم تحرمون أقرب الناس من الصدقات والزكاة؟ عن أي حلول يدعيها الجهاز المركزي وهو يقوم بتدمير البدون عبر تسريحهم من أعمالهم، ويمنع الزكاة للمحتاجين منهم ويسحب البطاقات الخاصة بهم؟!
لذلك أطالب سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك بإقالة صالح الفضالة من عمله نظرا لعدم قدرته على الحل على الرغم من مرور 20 شهراً، وحتى الآن لم يرضِ البدون ولا المواطنين، والجميع مستاء جدا، لذلك عليه أن يرحل.

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك