انخفاض اسعار النفط يدفعنا إلى مشاكل اقتصادية أصعب.. إقبال الأحمد منبهة

القبس

اصحوا يا جماعة

إقبال الأحمد

 

دعت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل الايطاليين الى الصبر حتى يجنوا ثمار الاصلاح الاقتصادي، وان بلادها اتخذت اصلاحات اقتصادية لم تلق قبولا شعبيا، مشيرة الى انه بعد ان تظهر النجاحات ستكون وجهات النظر مختلفة.

واروع ما قالته ميركل بهذا الخصوص ان هدف الحكومة من هذا كله.. «تقليل الهدر وتحسين الكفاءة».. وهذا ما نريده من حكومتنا الرشيدة.. هذا ما نريد، ان يبدأ التفكير والعمل من اجل ذلك بكل جدية.. فقد بحت الاصوات من التحذير مما هو آت قريبا، من مستقبل اقتصادي مظلم، اذا ما استمر هدرنا وعدم مسؤوليتنا وادراكنا للعبث في مقدرات هذه الدولة.. وكان آخرها الاقتراح العظيم في غياب الرؤية.. ذلك الاقتراح الذي تقدم به بعض اعضاء المجلس الذي فرحنا انه حل، ولم يكتب له البقاء حتى الوصول إلى لحظة تقديم ذلك الاقتراح.. الذي هو اقتطاع نسبة من فائض الميزانية العامة لتوزع على الكويتيين.. وقد كتبت بخصوص هذا الموضوع قبل فترة.

لقد جسدت المستشارة الوضع عندما قالت ان الاصلاح يؤلم، ولا يلقى قبولا شعبيا.. وهذا صحيح لانه يصل إلى جيوب ابناء الشعب والشركات من خلال رفع سن التقاعد لخفض البطالة وزيادة الضرائب وخفض الانفاق العام و.. و.. ومن الطبيعي ان ترفض الشعوب والطبقة المتوسطة، وما دونها كل هذا، لانها تتألم منه اكثر من طبقة الاغنياء.

اكثر الامراض تهديدا للحياة تحتاج الى علاج قاس وصعب.. ويتطلب ذلك من المريض الصبر والتحمل إلى حين انتهاء العلاج لتعود الحياة إلى جسد معافى سليم.. يتمكن صاحبه من العيش بقية حياته سعيدا.

لا أعرف متى نستيقظ، ومتى نشعر ان السكين اقتربت من العنق.. واننا باتجاه مشاكل اقتصادية اصعب في ظل انخفاض اسعار النفط، والاصرار على ان يكون النفط لا غيره مصدر رزق ميزانيتنا التي تأكل الرواتب اكثر من 90 في المائة منها .. ونحن نصر على تطبيق مقولة «اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب».. وكأن الغيب لا يحمل الا الجميل والحلو والرخاء.. اصحوا يا جماعة.. اصحوا.