في تطور لافت بالموقف الروسي

عربي و دولي

بوتين: التغيير في سوريا ضروري ولا يجب أن يكون دموياً

1860 مشاهدات 0


دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشركاء الدوليينن في تسوية الأزمة السورية إلي أن يعيدوا النظر في موقفهم.. وقال'إن ممارسة العنف في سورياالآن تبعث على القلق.. موسكو تدرك وجوب التغيير في سوريا، لكن هذا لا يعنى أن يكون التغيير دمويًا'.

وشدد بوتين - في حوار أجرته معه قناة (روسيا اليوم) الفضائية بمناسبة افتتاح قمة منتدى التعاون الاقتصادي لبلدان آسيا والمحيط الهادئ (ابيك) في فلاديفستوك الذي تستضيفه روسيا لأول مرة، على ضرورة إيقاف إرسال السلاح إلى منطقة النزاع في سوريا، وأكد أنه من المهم إرغام جميع أطراف النزاع في سوريا على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، متسائلا: هل حل النظام والرخاء في البلدان العربية التي جرى فيها تغيير السلطة؟.

 ونوه بوتين إلي أن بلاده لديها علاقات طيبة مع العالم العربي بشكل عام ولكن ليس لديها رغبة في التدخل بالنزاعات الإسلامية الداخلية، بين الشيعة والسنة والعلويين وغيرهم، مشيرًا إلى أن البعض يريد اليوم استخدام مقاتلي القاعدة وأمثالهم من أجل تحقيق أهدافهم في سوريا وهذا شيء خطير.

ورأى الرئيس الروسي أن الثورات العربية اندلعت بحكم مسيرة التاريخ وعدم الرضى عن قيادات البلدان التي جرى فيها الربيع العربي، لكنه لفت إلى أن الثورات التي قامت وما أعقبها من أحداث تولد القلق على المستقبل. ووصف بوتين الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنه'رجل مخلص' ويريد فعلا تغيير أمور كثيرة نحو الأحسن، لكنه تساءل 'هل سيسمح له بذلك؟، معتبرا أن موقف المرشح الجمهوري للانتخابات الأمريكية ميت رومني من روسيا 'له علاقة بالحملة الانتخابية، لكنه موقف خاطئ بلا ريب.

وحول اجتماع منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (إبيك)، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن إبيك تأسس ليكون منتدى لمناقشة القضايا الاقتصادية.. ونحن بصفتنا دولة مستضيفة ننوي أيضًا أن نركز اهتمامنا على القضايا ذات الطابع الاقتصادي الاجتماعي. وأضاف أنه عندما تأسس أبيك كان الهدف الأساسي منه هو تحويل الاقتصاد العالمي إلى اقتصاد يعتمد على الأسس الليبرالية. ونحن ننوى أن نجعل هذا الموضوع محوريًا خلال المناقشات في فلاديفوستوك.

ولفت بوتين إلى أن ثلثي مساحة روسيا تقع في آسيا في حين أن الحصة الكبرى للتبادل التجاري، وهي أكثر من 50%، تجري مع أوروبا الغربية، و24% فقط من التبادل التجاري مع آسيا.

وشدد على ضرورة أن يتم التركيز على توفير الأمن الغذائي لسكان العالم، مشيرًا إلى أن عدد الجائعين في العالم ارتفع في السنة الأخيرة بشكل حاد، ليضاف إليهم 200 مليون شخص وأصبح عدد الناس الذين يتضورون جوعًا مليار شخص.

وأعرب عن اعتقاده بأن هذه المشاكل وبعض المشاكل الأخرى تعتبر مهمة جدا وحساسة بالنسبة للملايين من سكان كوكبنا، وستكون في صلب اهتمامنا، مشيرًا إلى أن روسيا تستضيف قمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا المحيط الهادئ بعدما أصبحت عضوا في منظمة التجارة العالمية.

وتابع :أعتقد أننا الآن مستعدون بشكل أفضل لأننا تجاوزنا موجة الأزمة الماضية ولدينا تفهم كيف وماذا يجب عمله، وتتوفر أدوات مكافحة الأزمة أضف على ذلك أنني منذ العام الماضي كلفت بهذا الحكومة، بتشكيلتها السابقة، وهذه الأدوات متوفرة لدينا وتم اختبارها وتطويرها، وتم إعداد مشاريع الوثائق التشريعية، وتصحيح القاعدة القانونية. وقد طلبنا من البرلمان، ووافق، وخصص 200 مليار (روبل)، كرصيد احتياطي للحكومة.

وقال إنه بالاضافة إلى ذلك كان النمو الاقتصادي جيدا لدينا، وهو على أعلى مستوى في العالم بين الاقتصادات الكبرى بعد الصين والهند، إذ بلغ نسبة 2.4% بينما كان متوسط نمو الاقتصاد في أوروبا في منطقة اليورو 9.3 % أما لدينا فهو بنسبة 2.4%. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن احتياطي بلاده من الذهب والعملة الصعبة تزداد، وعمليا وصلت إلى مستواها قبل الأزمة.

مشيرًا إلى أن موسكو تحتل المرتبة الثالثة في العالم من حيث مقدار احتياطيات الذهب والنقد الأجنبي بعد الصين واليابان.

وأضاف: أن روسيا لديها 500 مليار ونصف المليار دولار في احتياطي الذهب والنقد الأجنبي. وفي الوقت نفسه ترفد احتياطيات الحكومة بالموارد ولدينا رصيدان احتياطيان للحكومة: رصيد الرفاه الوطني، حيث يوجد 80 مليار دولار، وصندوق الاحتياط حيث يوجد ما يعادل حوالي 60 مليار دولار، ونحن نمول منه العجز في الميزانية في حالة حدوثه لكن لا يوجد لدينا عجز بل فائض في الميزانية.

وأكد أن فائض الميزانية أكثر مما كان عليه في ميزانية العام الماضي، كما أن روسيا لديها أقل مستوى من البطالة. وإذا كان المعدل في منطقة اليورو يعادل نسبة 2.11\% وفي بعض البلدان مثل أسبانيا يعادل 25 - 26 %، وفي أوساط الشباب حتى 70 %.

فإن نسبتها في روسيا أقل مما كانت عليه قبل الأزمة وتعادل 1.5 \%.

وتابع: 'هذا كله لا يجعلنا نخلد إلى الراحة، فنحن ندرك كل الادراك أن أخبث ما في جميع هذه العمليات في الاقتصاد العالمي، هو أنها تحدث دون التنبؤ بها مسبقا ومن المستحيل تقريبا التكهن أين ستظهر المصاعب الأساسية والمخاطر الرئيسية. ولهذا نحن نتابع باهتمام ما يجري في البلدان المجاورة، في البلدان والشركاء'.

وأكد بوتين أن أي تعثر في الاقتصاد - وعلى سبيل المثال - تدهور الوضع في منطقة اليورو، سينعكس بشكل مؤلم في الاقتصادنا الروسي لأنها تمثل الأسواق الرئيسية لترويج السلع الروسية وإذا ما تقلصت فسيتقلص ويتراجع الإنتاج الروسي فورًا.

الآن - وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك