الشعب سينتصر وسيستمر مصدراً للسلطات.. إبراهيم العوضي مؤكداً

زاوية الكتاب

كتب 1091 مشاهدات 0


الراي

اجتهادات  /  ألا تعون أنها كرامة وطن

إبراهيم أديب العوضي

 

إن كان للحق جنود فلابد يوم أن يعود، هي عبارة بسيطة تعبر عما يجب أن نكون عليه اليوم. فوطني جريح وحزين سئم وتعب الأنين ومُر السنين وبات اليوم يعيش في مفترق طرق بين يكون أو لا يكون، ومصيره سيحدد فقط من قبل أبنائه المخلصين، فهم أولا وأخيرا مصدر السلطات جميعا شاء من شاء وأبى من أبى. فلا بد لك يا وطني أن تعود من جديد بعد أن انتهكت فيك رغبات الشعب وأستبيحت كرامات الأمة ومصالح الأفراد وأهين ماضي وموروث الأجداد وضاع فيك مستقبل الأجيال فبت يا وطني على شفير حفرة الهاوية بعد ان كنت مثلا يحتذى بك.
لكل من يتساءل عن فوضى الشارع وبذور الفتنة وانتشار خطاب الكراهية وارتفاع لغة الخطاب، أقول له، أليس ذلك سببه تهاون الحكومات وسوء إدارتها لمؤسسات الدولة وفشلها الذريع في التحاور مع أطياف الشعب وتحديها المباشر لإرادة الأمة وازدواجيتها في التعامل مع المواطنين وتنصلها المطبق عن مسؤولياتها وأخيرا تهاونها في تطبيق القانون سواء كان ذلك عن حكمة او حنكة أو حتى عن سوء نية مما ساهم في الوصل إلى ما نحن إليه الآن.
فقبل أن تنتقدوا، اسألوا أنفسكم من أوصلنا إلى هذا الحال وما هي الأسباب؟ أم أن كل مشاكلنا يا سادة ستحل في تعديل قانون الانتخاب؟ وماذا عن حال أسرة الحكم في ذلك؟ نعم، فصراعاتهم انتقلت إلى الشارع وسعيهم إلى استقطاب مراكز القوى من نواب وشباب للسيطرة على مواطن صنع القرار السياسي ساهم بشكل أو بآخر في ما وصلنا إليه اليوم وما هو خلاف ذلك فهو وهم وسراب. كما أن مشاركتهم في جميع مناحي الحياة ومحاولتهم لاقحام أنفسهم في كل شاردة وواردة ساهم في التقليل من شأنهم ومكانتهم الاجتماعية، فلا اتحاد ولا نادٍ رياضيا يخلو من أبنائهم، ولا شركة أو مشروع إلا وكانوا شركاء فيه، ولا صراع سياسيا أو أزمة إلا وكانوا طرفا فيها وفي كل مشاركة لهم نرى الويلات والمشاكل والخلافات والإخفاقات، حتى أضحت الأسرة بسبب سوء تصرفات بعض أبنائها عرضة لما يواجهونه اليوم.
أسألكم أين هي مكانتهم الاجتماعية التي توارثناها جيلا بعد جيل؟ لقد سقطت باختصار سقوطا شنيعا بسبب سوء مواقف البعض وأفعالهم. أين هي دولة الدستور والمؤسسات التي ينادون بها ممن اقتحم اتحاد الكره أمام مرأى ومسمع الجميع؟ وأين هم ممن اقتحم ودمر القنوات الخاصة؟ أضف إلى ذلك، ألم تعوا ذلك الصراع المقيت بين ناصر المحمد وحكومة الظل وما تبع ذلك حتى اليوم؟ ولم تقرأوا جيدا تلك الرسالة التي وصلت للشعب من خلال استقالة الشيخ محمد صباح السالم؟ ثم ماذا عن خطابهم المسرب من قبل بعض أبنائهم والذي تناقلته وسائل الإعلام والذي أكدوا فيه ضرورة المحافظة على النظام الانتخابي الذي حصنه حكم المحكمة الدستورية ليأتوا بعدها ويصدروا بيانا آخر يعلنوا فيه أن ذلك شأنا خاصا بالأسرة؟ ألم تسألوا انفسكم من سرب الخطاب ومن يمثلون وما هو دورهم بالإسرة؟ ثم هل أصبح شأن الاسرة امرا خاصا بها؟ وما ذكرته ما هو إلا غيض من فيض.
أسأل وزير الداخلية، هل يستحق هذا الشعب الذي كفل له الدستور حرية الرأي والتعبير هذه القسوة والشدة في التعامل من قبل القوات الخاصة وأفراد الأمن؟ هل لغة القوة واستخدام المطاعات والهراوات والقنابل الدخانية والصوتية وضرب الرجال والنساء ممن شارك في مسيرة كرامة وطن هو جزاء كل من دعا للإصلاح؟ هل جزاء مسيرتنا الديموقراطية التي امتدت على مدار 50 عاما وما صاحبها من محاولات فاشلة للانقلاب على الدستور لولا سواعد أبنائها وتصدي شبابها والتفافها عليكم إبان الاحتلال الغاشم هو مقابلة هذا الإحسان بالتنكيل والتهديد والضرب والوعيد؟
هل تعون ما أثبتته التجارب التاريخية بأن الشعب ومهما عانى سينتصر بالأخير وسيستمر مصدرا للسلطات؟ أتمنى أن تكون الرسالة وصلت، فلا خير فينا إن لم نقلها، ونؤكد ختاما أنكم أنتم أسرة الحكم وستظلون كذلك، ولكن كما لكم منا الولاء، لنا منكم احترام حقوقنا التي كفلها لنا الدستور ليس إلا. 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك