فرنسا تشن هجوما على المتمردين بجمهورية مالي

عربي و دولي

اسلاميون متشددون يسيطرون على بلدة ويتوعدون باريس بالرد

2104 مشاهدات 0


شن متمردون إسلاميون على صلة بتنظيم القاعدة هجوما مضادا بوسط مالي يوم الاثنين وذلك بعد غارات جوية فرنسية على مدى أربعة أيام استهدفت مواقعهم بشمال البلاد وتوعدوا فرنسا بجرها الى حرب برية شرسة وطويلة الامد على غرار الحرب في أفغانستان.
 
وكثفت فرنسا غاراتها الجوية يوم الاحد باستخدام طائرات رافال المقاتلة وطائرات هليكوبتر من طراز جازيل لضرب معسكرات التدريب في قلب المنطقة الشاسعة التي سيطر عليها المتمردون في ابريل نيسان الماضي مع ارسال مئات الجنود الى العاصمة باماكو.
 
وشاركت الطائرات الفرنسية في الهجوم مرة أخرى يوم الاثنين.
 
وتصمم فرنسا على إنهاء سيطرة الإسلاميين على شمال مالي التي يخشى كثيرون أن تصبح قاعدة لشن هجمات على الغرب وهمزة وصل مع القاعدة في اليمن والصومال وشمال أفريقيا.
 
واشتبك الاسلاميون مع القوات الحكومية يوم الاثنين داخل بلدة ديابالي التي تقع على مسافة 350 كيلومترا شمال شرقي العاصمة باماكو عندما شنوا هجوما مضادا في أقصى الجنوب الغربي في أحدث معارك.
 
وقال سكان ان المتمردين دخلوا البلدة من الشمال في ليل الأحد واقتربوا من منطقة الحدود مع موريتانيا التي بها ثغرات حيث توجد معسكرات لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.
 
وقال وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان يوم الاثنين إن المتمردين الإسلاميين سيطروا على بلدة ديابالي في وسط مالي مما يعني فتح جبهة جديدة في جنوب غرب البلاد بعد أربعة أيام من بدء التدخل العسكري الفرنسي في البلاد.
 
وأضاف أن المعركة مستمرة وأن قوات فرنسا ومالي تقاتل لإخراج المتمردين من المنطقة.
 
وقال لو دريان لتلفزيون (بي.إف.إم) 'سيطروا على ديابالي... بعد قتال شرس ومقاومة من جيش مالي الذي لم يستطع صدهم في تلك اللحظة.
 
'علمنا أن النقاط المهمة ستكون ناحية الغرب وفي الغرب قصفنا الليلة الماضية ووقع أهم قتال اليوم في الغرب.'
 
وقال سكان ان الاسلاميين يخوضون قتالا ضد الجيش داخل البلدة.
 
وقال وزير الدفاع الفرنسي 'كنا نعلم انه سيكون هناك هجوم مضاد في الغرب لانه توجد هناك أكثر العناصر تعصبا وتنظيما.'
 
وتوعد متحدث باسم حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا وهي من الفصائل الرئيسية في تحالف المتمردين المواطنين الفرنسيين بأن يدفعوا ثمن الضربات الجوية التي وقعت يوم الاحد في معقلهم في جاوا. وقتل عشرات المقاتلين الاسلاميين عندما سقطت صواريخ على مستودع وقود ومبنى للجمارك يستخدمونه مقرا لهم.
 
وقال المتحدث لراديو اوروبا 1 بنبرة تحد انه كان يتعين على الفرنسيين شن هجومهم على الارض وأنهم كانوا سيرحبون بهم بأذرع مفتوحة. وأضاف ان فرنسا فتحت أبواب الجحيم على كل الفرنسيين.
 
وتابع قائلا ان فرنسا وقعت في مصيدة أكثر خطورة من العراق وأفغانستان والصومال.
 
وقالت فرنسا ان تدخلها المفاجيء يوم الجمعة بعد ان وجه رئيس مالي نداء لارسال مساعدات عاجلة في مواجهة تقدم المتمردين منع الاسلاميين من الاستيلاء على العاصمة باماكو. وتعهدت بالمضي قدما في الغارات الجوية في الايام القادمة.
 
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند إن فرنسا لا تسعى إلا لدعم عملية عسكرية تقودها المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (إيكواس) لاستعادة السيطرة على شمال مالي وهي مهمة أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تفويضا بها في ديسمبر كانون الأول.
 
وتحت تأثير ضغوط من باريس قالت عدة دول في المنطقة انها تأمل في ان يكون لها جنود على الارض هذا الاسبوع. ويجتمع قادة عسكريون من الدول الاعضاء في ايكواس في باماكو يوم الثلاثاء لكن نيجيريا التي من المقرر ان تتولى قيادة البعثة حذرت من ان تدريب ونشر قوات سيستغرق وقتا.
 
واكتسبت مالي صورة كحصن للديمقراطية في غرب أفريقيا بفعل اكثر من 20 عاما من الحكم الديمقراطي السلمي لكن تلك الصورة تقوضت خلال أسابيع في أعقاب انقلاب عسكري في مارس آذار سبب فراغا في السلطة استغله المتمردون الإسلاميون.
 
ودعت فرنسا الى عقد اجتماع لمجلس الامن الدولي يوم الاثنين لبحث الوضع في مالي وذلك في الوقت الذي قصفت فيه طائرات مقاتلة فرنسية مواقع متمردين إسلاميين في شمال مالي يوم الأحد وأرسلت باريس المزيد من القوات إلى العاصمة باماكو انتظارا لوصول قوة من دول غرب أفريقيا لطرد المتمردين المرتبطين بالقاعدة من شمال البلاد.
 
وأشاد زعماء في اوروبا وافريقيا والولايات المتحدة بتدخل الرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند ولكن الامر لا يخلو من مخاطر.
 
فقد زاد ذلك خطورة وضع ثماني رهائن فرنسيين يحتجزهم حلفاء للقاعدة في الصحراء الكبرى كما رفع مستوى المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها 30 ألف فرنسي يعيشون في بلاد مجاورة يغلب المسلمون على سكانها.
 
وقبل بضع ساعات من ذلك قتل في الصومال ضابط في المخابرات الفرنسية كانت تحتجزه حركة الشباب الإسلامية المتحالفة مع القاعدة وذلك خلال عملية فاشلة للقوات الخاصة الفرنسية لتحريره.
 
غير أن محللين عسكريين حذروا من انه اذا لم يعقب العمل الفرنسي نشر قوة كبيرة من دول ايكواس مع دعم لوجيستي ومالي من حلف شمال الاطلسي فان مهمة مالي التي فوضت بها الامم المتحدة لن يكتب لها النجاح على الارجح.
 
وقال حسين سولومون الاستاذ بقسم الدراسات السياسية ونظم الحكم بجامعة فري ستيت في جنوب افريقيا 'الاجراء الفرنسي كان اجراء مؤقتا. وستعم الفوضى فترة من الوقت ويتوقف الامر على مدى السرعة التي تشارك بها الاطراف الاخرى'
 
وعبر عن شكوكه بشأن احتمالات تجهيز وتدريب قوة ايكواس بطريقة مناسبة وفعالة في عملية برية تعقب الضربات الجوية الفرنسية.
 
وقال مسؤولون في واشنطن ان الولايات المتحدة ستتبادل معلومات المخابرات مع فرنسا وانها تبحث لرسال عدد صغير من طائرات الاستطلاع دون طيار. كما وعدت بريطانيا وكندا بتقديم دعم لوجستي.
 
من ناحية أخرى قالت شركة راندجولد ريسورسيز ان مناجمها في مالي تعمل كالمعتاد بعد ان اعلنت البلاد حالة الطواريء في مطلع الاسبوع.
 
وقال مسؤول كندي رفيع يوم الاثنين ان بلاده سترسل طائرة نقل عسكرية لتقديم معاونة مؤقتة للحملة الفرنسية في مالي ضد المقاتلين الاسلاميين.

الاتحاد الأوروبي يستبعد القيام بمهمة قتالية في مالي

من جهته استبعد الاتحاد الاوروبي يوم الاثنين القيام بأي دور قتالي في مالي وقال حلف شمال الاطلسي إنه لم يتلق أي طلب فرنسي للمساعدة بعد أن تدخلت فرنسا في مواجهة الإسلاميين المرتبطين بتنظيم القاعدة في البلاد.
 
ويعتزم الاتحاد الأوروبي الإسراع من الاستعدادات لإرسال مدربين عسكريين لجيش مالي ويتوقع بدء تلك المهمة في أواخر فبراير شباط أو أوائل مارس اذار.
 
وقال مايكل مان المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي لشؤون السياسة الخارجية في إفادة صحفية يومية عندما سئل عما إذا كان بإمكانه استبعاد أي مهمة قتالية للاتحاد الأوروبي 'نعم بإمكاني.'
 
وعندما سئل عما إذا كان الاتحاد الأوروبي يؤيد ما قامت به فرنسا أجاب 'نحن نؤيد الخطوات التي تقوم بها الدول الأعضاء.'
 
ورحب حلف شمال الأطلسي بالتدخل العسكري الفرنسي لكنه قال إن الحلف لم يتلق أي طلب فرنسي للمساعدة.
 
وقالت أوانا لونجسكو المتحدثة باسم الحلف للصحفيين 'لم نتلق أي طلب ولم تجر أي مناقشة (داخل الحلف) للوضع في مالي. بهذا الشكل فإن الحلف ليس ضالعا في هذه الأزمة.
 
'ولكن بالطبع نشعر كلنا بالقلق من التهديدات التي يمكن أن تمثلها المنظمات الإرهابية في مالي ليس فقط بالنسبة للبلاد ذاتها وانما أيضا للمنطقة ولهذا نرحب بجهود المجتمع الدولي من أجل تنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للامم المتحدة (بشأن مالي) والتصرف السريع من جانب فرنسا لصد هجوم المنظمات الإرهابية.'
 
وأضافت لونجسكو أنه على حد علمها فإن فرنسا لم تقدم طلبا بوضع مالي على جدول أعمال حلف شمال الأطلسي.
 
وقال الجنرال جان بول بالوميرو من القوات الجوية الفرنسية وهو قائد رفيع في حلف شمال الأطلسي إن التدخل في مالي عملية فرنسية وطنية لا تتضمن مشاركة حلف الأطلسي. لكنه قال في مؤتمر صحفي إنه 'فخور جدا بأن فرنسا تشارك بشكل كامل في محاربة الإرهاب في هذا الجزء من العالم.


 

الآن - وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك