ضربتين بالرأس 'تكلف!!'

الاقتصاد الآن

ماذا ستفعل مؤسسة البترول للتخلص من الشركة الإسرائيلية؟

1705 مشاهدات 0


ديليك ..داو .. شل .. حريق مصفاة الشعيبة .. حريق بئر الروضتين.. التعينيات.. الترقيات.. الغاز الحر.. ويستمر مسلسل تشكيل لجان المصائب النفطية وأحدثها في الأسبوع الماضي عند الإعلان عن وجود شراكة مابين احدى الشركات التابعة لمؤسسة البترول الكويتية وهي شركة كيو .ايت  مع مجموعة 'ديليك ' المملوكة للحكومة الإسرائيلية  وهي شركة تشغيلية تعمل في إدارة تخزين وتزويد وتوزيع المشتقات النفطية في محطات  كيو . ايت في بلجيكا،  'هل ناطرين فضيحة أكبر من هذه؟!' .
كيف ستتعامل الدولة أو سفاراتنا في الخارج مع التعاقد والتعامل مع شركة إسرائيلية بطن و ظهر.، يعني الآن مؤسسة البترول دخلتنا في متاهات واشكالات مع دول عربية وخارجية.
هذه الشراكة بدأت منذ عام 2007 و لم يتم إخطار أو إبلاغ أي من المسئولين بالأمر عن هذه الشراكة الجديدة عندما اشترت مجموعة ديليك Delek Group   حصة تكساكو الأمريكية لماذا يبلغ المسئولين باسم وهوية الشريك الجديد ولأكثر من 5 سنوات، أليس من المفروض أدبيا على شركة تكساكو إعلام المؤسسة باسم وهوية الشريك الجديد؟! الأمر الآخر هو كيف لم يتم التدقيق على حسابات هذه الشركة، واين التقارير الدورية والحسابات المالية السنوية  لهذه الشركة، وهل كانت تحقق أرباحا أو خسائرا، وماذا عن الإجتماعات الدورية ومجلس ادارتها، كيف وان الجهات الرقابية المحلية والخارجية التابعة للمؤسسة لم تعلم بهذه الشراكة، واين دور ديوان المحاسبة من هذه الشراكة .
الأدهى من هذا كله هو كيف من الممكن الدخول مع شراكة مع هذه المجموعة من دون علم ومعرفة المكتب الرئيسي لشركة Q8 ومجالس الإدارات المختلفة بالكويت وفي مكاتب شركة البترول العالمية في الخارج والإدارة التنفيذية العليا لشركة كيو .ايت ، كيف تم اخفاء هذه المعلومات من مختلف الجهات الرقابية وعلى النطاقين المحلي من التدقيق المحلي والخارجي و من ديوان المحاسبة، خاصة وان هذه الشركة ليست بالورقية وتمتلك مستودعات وصهاريج تخزين في بلجيكا ولكسمبرج حيث تقوم وتدير عمليات يومية مشتركة ؟  فضيحة مابعدها فضيحة . 'شلون طافت عليهم  كلهم؟!' .
من بعد الإنتهاء من هذا سنبدأ بالتحقيق أو بمعرفة نتيجة تحققيق وتقصي الحقائق  لجنة 'داو '
المليارية بالإضافة الى غرامة التأخير ومنذ عام 2009  مما يعني تجاوز المبلغ الأصلي ليصل الى تقريبا 5 ر 2  مليار دولار حتى الآن، ويجب على القطاع النفطي أن يحذر الجهات النفطية المسؤولة عن خطورة  التأخير في دفع الغرامة ما سيسبب كلفة إضافية أعلى  للمال العام، ومع ان الكل ساكت ولا يريد أن يتحدث عن هذا الموضوع الملياري، الا ان واقع الأمر يجبرنا بدفع الغرامة في نهاية الأمر، الكل سيعلم من خلال الفضائيات حيث ستعلن 'داو ' في حينه عند استلام الغرامه المالية وقيمتها وبقية التفاصيل،  'يعني مانقدر ان نخش عن أحد' . ونحن بدورنا نقترح على مؤسسة البترول بإعلامنا شهريا بقيمة الفوائض البنكية على قيمة الغرامة والبالغة 16 ر 2 مليار دولار منذ تاريخ صدور الحكم، وبإمكان ديوان المحاسبة متابعة الغرامة المليارية،  وبعد لجنة 'داو' ستظهر نتائج عقد شركة  'شل' لتطوير وانتاج الغاز الحر، وسنتابع مسلسل لجان التحقيق المختلفة وفي كل القطاعات النفطية المختلفة وبين فترة أخرى ستطل علينا مشكلة أو فضيحة أخرى وهكذا و من المتوقع أن يطل علينا قريبا مشكلة محلية جديدة حول التعينات في شركات مؤسسة البترول الكويتية أو باعادة إمتحان مواد أخرى بعدما  سهلت امتحان اللغة الإنجليزية للمتقدمين أو في إعادة إختبارات التخصص، أو التعيينات القادمة في شركة البترول العالمية وقدرة الشركة المحافظة على حيادية التقييم والتعيين، أم أنها أيضا ستعيد مراجعة الإختبارات مثلما ما فعلتا شركة البترول وشركة نفط الكويت لتفتح مجال التدخل و الواسطة . وليتراجع الأداء الوظيفي ايضا. وتزداد الشللية يوما عن يوم .
أما ومتى سيتفرغ القطاع النفطي للتركيز على تطوير المشاريع المشتركة من زيادة الإنتاج أو التوسع في بناء المصافي أو في زيادة الإنتاج أو تطوير أو تحديث المنشآت النفطية الأخرى أو تحديد وتوحيد  موقفها من النفط الصخري والغاز الصخري فهذا غير وارد على الإطلاق فالقطاع غير متفرغ وليس مؤهلا بالنظر في أمور آخرى، فمع أي مشروع  تشكل 3 لجان تحقيق مختلفة من  داخل القطاع ثم من مجلس الأمة ثم من وزير النفط أو من مجلس الوزراء وهكذا، الى متى سنكون متابعين 'ومفرخين لجان ولجان' . وماهو الحل .
الحل يكمن في تغيير جذري في داخل القطاع النفطي ابتدءا من الرئيس التنفيذي ومساعديه التنفيذيين والإتيان برئيس تنفيذي متفرغ من خارج القطاع النفطي بعيدا كل البعد عن الشللية و المشاحنات اليومية خاصة في مجال التوظيف والتعيين والترقيات، نعم  لقد جربنا 4 رؤوساء تنفيذين والأمر لم يتحسن ولازال الأمر سواء . 
ما علينا الآن إلا نسمع رأي لجنة 'ديليك' الإسرائيلية حول كيفية حل الشراكة والشرباكة، ونرجع بعدين إلى داو .. شل .. الحرائق النفطية ..التعينات .. الترقيات .. الغاز الحر... ولجنة تجر لجنة أخرى إلى أن نصل إلى النفط الصخري.

      
            

 

الآن: كامل عبدالله الحرمي- كاتب ومحلل نفطي مستقل

تعليقات

اكتب تعليقك