'ابن غير شرعي للأمة'.. نصار الخالدي منتقداً مجلس 'الصوت الواحد'

زاوية الكتاب

كتب 1312 مشاهدات 0


الكويتية

كرامة أمة  /  نواب لا حول ولا قوة

نصار الخالدي

 

من يتابع عمل مجلس الصوت الواحد، وتصريحات أعضائه وردود أفعالهم، يدرك أن هذا المجلس ولد وكأنه ابن غير شرعي للأمة، وأغلب أعضائه يكادون لا يصدقون أنهم نواب فعلاً، ومازلنا نذكر العقدة البروتوكولية التي انتابت رئيس هذا المجلس، حين بثت «كونا» خبراً جاء فيه اسم رئيس الوزراء قبل رئيس مجلس الأمة، فاستنفر الأخير وغضب ووجه احتجاجاً رسمياً، ولسان حاله يقول «ليش مو مصدقين إني رئيس؟».
ورغم كل محاولات الاختباء خلف الأصبع التي يمارسها بعض أعضاء المجلس، ومنهم رئيسه حين قال - وكأنه يستشعر مأزق الاستخفاف الذي يشعر به أعضاء مجلسه، ويدافع سلفاً عن تهمة يستشعرها موجهة للمجلس بأنه «طوفة هبيطة»، «من يعتقد أن المجلس لا يملك أظافر أقول له إن المجلس يشمخ»، إلا أن الواقع يؤكد أن أعضاء المجلس الحالي في واد آخر، فهم لا يريدون أن «يشمخ ولا يحزنون»، بل كل ما يريدونه أن تتعامل معهم الحكومة والشعب الكويتي على أنهم نواب فعلاً، فأحد هؤلاء الأعضاء سبق وقال: «الحكومة مو معبرتنا ولا معتبرتنا نواب»، وآخر قال: «الظاهر ما ينفع وياكم إلا المجلس المبطل»، وإشاعات كثيرة تتناقل عن أقوال وزراء للنواب «انتوا مصدقين أنكم نواب»، وليس بعيداً عن ذلك ما قاله النائب سعدون حماد، من أن وزير الكهرباء هاجم في مجلس الوزراء أعضاء البرلمان بقوله «هذا مجلس بوربع ومو كفو احترام»!، إضافة إلى ذلك، ارتفاع شكوى الأعضاء وتذمرهم من عدم تجاوب الوزراء معهم، وعدم الرد على أسئلتهم، وهو ما عبر عنه النائب خالد الشليمي حين قال: إن «الوزراء لا يجيبون عن أسئلتنا».
حين زار وفد برلماني المملكة العربية السعودية، عادوا مستائين من تصرفات السفير الكويتي لدى السعودية، وروى بعضهم كيف سأل السفير الكويتي رئيس مجلس الأمة «منو هذوله اللي معاك؟»، فرد عليه الأخير هؤلاء السادة النواب فلان وفلان، وخلال استعدادهم لمقابلة ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، بدأ السفير يملي عليهم كيف يتصرفون ويمشون ويتحدثون أمامه، وعلق أحد النواب غاضباً «هل كان السفير يجرؤ  أن يفعل ذلك أمام الخرافي أو السعدون، وأن يعلمهما كيف يجلسان ويتحدثان؟!
كل ذلك ولمّا يمض 100 يوم على بدء هذا المجلس أعماله، وكأن الكويت التي اعتادت شعبياً وحكومياً مجلس أمة يشكل ثقلاً في النظام الدستوري، وفي الحياة السياسية، لا تستطيع أن تنسى أن هؤلاء وصلوا في ظل مقاطعة شعبية واسعة، وحجمهم التمثيلي صغير لدرجة يمكن اعتباره مهملا، ولذلك تتعامل كل الأطراف السياسية والإدارية مع هذا الحجم «المهمل» بما يستحقه، هذا عدا ما يتندر به الكويتيون في الدواوين، حتى أصبح هذا المجلس بأعضائه الذين يستشعرون عقدة النقص، مادة للتسلية، فهل يَعقل هؤلاء، أن النائب ليس من ترضى عنه الحكومة، بل من يختاره الشعب، ويعطيه المشروعية والقوة.

الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك