دراسات الخليج يصدر تقريره الأسبوعي،

محليات وبرلمان

'اسرائيل تسعى إلى تقزيم جيرانها ودول الخليج'

1673 مشاهدات 0

دراسات الخليج

عزمت إدارة مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية في جامعة الكويت استحداث باب التقارير الدورية والتي ستنشر تباعا لأحداث الساعة الخليجية والدول المجاورة لها والقضايا المنوعة ذات الصلة، و قررت الإدارة أن يكون تقريرها الجديد تحت عنوان 'اسرائيل تسعى إلى تقزيم جيرانها ودول الخليج' والذي جاء على النحو التالي:
تسعى اسرائيل إلى تحجيم مستقبل النفوذ الاقتصادي والعسكري لدول الخليج في المنطقة على المدى القريب والمتوسط. هذا الهدف أعلنت عنه خطط اسرائيل الحكومية المستقبلية للتنمية. وتسعى تل أبيب الى تكديس الثروة داخل وخارج حدودها لكسب ضمانة المنافسة مع العرب وخصوصا الدول النفطية. وسيساعد نمو الثروة في اسرائيل على زيادة هجرة اليهود اليها ما من شأنه ان يؤثر على نمو مشاريع الاستيطان في المستقبل وتكون له تداعيات مباشرة على الصراع العربي الاسرائيلي. كما يكشف سعي اسرائيل الى منافسة دول الخليج على انتاج الطاقة رغبتها في لعب دور اكثر اهمية في المنطقة مستقبلا في رغبة جامحة للبقاء الى الأبد كأكبر قوة عسكرية واقتصادية ايضا في الشرق الأوسط.
نفذت اسرائيل مشاريعا سرية مع شركات أميركية لتنمية قطاع حيوي جالب للثروة وهو قطاع انتاج الغاز بعد كشف احتياطات هامة في جوف المياه الاسرائيلية. البنك المركزي الاسرائيلي ذكر أخيرا ان احتياطيات العملات الأجنبية بلغت رقما قياسيا بنحو 81 مليار دولار في نهاية نوفمبر الماضي بعد كسر عتبة 80 مليار دولار للمرة الأولى محققة قفزة نوعية مقارنة بعام 2004م إن كانت تستحوذ خزينتها من العملة الصعبة على نحو 25 مليار دولار. هذا النمو السريع لتكديس الثروات في الدولة العبرية التي تعد حسب مؤشرات التنافسية العالمية أفضل دول الشرق الأوسط على مستويات نمو التعليم والتسلح من شأنه ان يدعم نفوذ اسرائيل في المنطقة مع امتلاكها في المدى القريب مصادر الطاقة متطلعة الى تصدير الغاز الطبيعي على غرار دول خليجية بهدف الحصول على عوائد مالية أكثر. وتتكون ايرادات اسرائيل عموما وفق مؤشرات موازنتها المالية في 2013م من ايرادات الاستثمار بالاضافة الى الضرائب فيما تتطلع الحكومة اليهودية بسعي حثيث الى تعزيز ايراداتها المستقبلية من ارباح مشاريع الطاقة وذلك من خلال ارتفاع متوقع لتدفق عائدات الاستثمار في انتاج الغاز الطبيعي حسب تقرير للبنك المركزي الاسرائيلي.
وتعود زيادة احتياطي اسرائيل من العملات الأجنبية والذهب الى نمو ايرادات انتاج الغاز الطبيعي بالاضافة الى تحويلات الحكومة الاسرائيلية الأجنبية، وفق بيان المركزي الاسرائيلي. كما تسعى اسرائيل ايضا وفق استطلاع راي مستثمرين يهود نشر في أكثر الصحف اليهودية قراءة في اميركا 'الجيماينر' الى ' زيادة انتاجها للغاز وتصديره ما سيوفر عوائد اكبر من الايرادات الحالية، وهذا بهدف ضمان هيمة اسرائيل الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط ومواجهة نمو اقتصادات الخليج'.
ويقترب حجم احتياطي اسرائيل من العملة الصعبة اليوم من مجموع احتياطي كل من الكويت والامارات حسب ارقام 2012م وفق إحصائيات شركة الكويت والشرق الأوسط للاستثمار المالي (كيمفيك) التي اكدت في تقرير لها ان 'الاحتياطات الأجنبية لكل من الكويت 49.5 مليار دولار، كما بلغت احتياطات الإمارات العربية المتحدة 34.7 مليار دولار'.
وتتساوى احتياطات اسرائيل من العملات الأجنبية والذهب مع احتياطي العراق الذي بلغ 80 مليار دولار مدعوما بزيادة صادرات النفط. كما تتفوق احتياطات اسرائيل من الذهب والعملات الأجنبية على احتياطات ايران المقدرة بنحو 69 مليار دولار.
وبلغت احتياطات اسرائيل 3 اضعاف احتياطيات مصر من العملة الأجنبية. وتسعى اسرائيل الى موزانة قوتها العسكرية والاقتصادية مع القوى الاقليمية الكبرى مثل مصر و ايران وسورية والسعودية. وقد تقدمت اسرائيل في 2013 م على كل دول منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي على مستوى التسلح وفق معهد ابحاث التسلح في بون. على المستوى الاقتصادي، تعمل اسرائيل على تفعيل خطة تحفيز اقتصادية لجذب حجم اكبر من الاستثمارات الأجنبية اليها في سعي حثيث للتفوق على عناصر قوة جيرانها. وتستهدف الخطط الاسرائيلية هذه المرة ربح المنافسة الاقتصادية التي تجمعها في ملعب واحد مع دول الخليج.
زيادة نمو مخزون اسرائيل من الدولارات في داخل بنوكها يؤشر حسب تحاليل اقتصادية اسرائيلية الى طموح الدولة اليهودية الى تقزيم الاحتياطيات التي تحتفظ بها العديد من جيرانها. وستكون المفاجأة الكبرى التي تجهزها اسرائيل لدول الخليج مستقبلا هي وصولها كمنافس على انتاج الطاقة خصوصا من الغاز الطبيعي وهو ما من شأنه ان يساعد إسرائيل على التنافس مباشرة مع الدول الغنية بالنفط في الشرق الأوسط خلال السنوات المقبلة.
قدرة إسرائيل على وضع فائض من النقد في البنك المركزي لحالات الطوارئ يدل كثيرا على أن الاقتصاد الإسرائيلي ينمو، لا سيما بالمقارنة مع جيرانها العرب. ومن المتوقع ان ينمو الاقتصاد الإسرائيلي ويتوسع بوتيرة اسرع بفضل نية زيادة انتاج الغاز الطبيعي.
كتاب نشر أخيرا بعنوان 'الاقتصاد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا' في سبتمبر 2012م كان بمثابة الدراسة الاقتصادية الأولى لمقارنة إسرائيل مع جيرانها العرب في الشرق الأوسط وقد عرض الكتاب دراسات أعدها خبراء اقتصاد في الجامعات والمعاهد وخصوصا في المؤسسات العالمية، بما في ذلك الأمم المتحدة أو البنك الدولي. وكان الكتاب قد توقع ان اسرائيل على الرغم من صغر حجمها بين دول الشرق الأوسط الا انها ستزيد ثرواتها المستقبلية مقارنة مع تعداد شعبها ونموها الديمغرافي المحدود'.
وقد تم اكتشاف حقول كبيرة من احتياطيات الغاز الطبيعي تحت الماء قبالة سواحل حيفا مثل حقل تامار، أول حقل يتم اكتشاف النفط والغاز فيه يعتقد أن ينتج لوحده أكثر من 10 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي بقيمة 50 مليار دولار حسب اسعار الغاز في السوق العالمية للطاقة.
في عام 2010 م ، وقعت الولايات المتحدة اتفاقا مع مجموعة ديليك الاسرائيلية لتطوير الحقل. وفي الوقت نفسه، يتم تطوير الحقول الرئيسية الأخرى، ومن المتوقع أن يتوقف استيراد اسرائيل للغاز وتبدأ في تصديره بعد عام 2016م حسب توقعات وزير الطاقة الاسرائيلي سيلفان شالوم الذي رجح ان يوفر تصدير الغاز الاسرائيلي300 مليون دولار شهريا وهذا الرقم قد يصل الى اكثر من 1 مليار دولار مستقبلا.
وستتحرر اسرائيل بذلك نهائيا من اية عقود غاز تربطها مع مصر او غيرها من الدول التي تستورد منها الطاقة. في عام 2018 حسب برنامج الحكومة الاسرائيلية تخطط إسرائيل الى نقل حصة الحكومة من الأرباح من بيع الغاز الى صندوق الثروة السيادية الإسرائيلية وذلك للحفاظ على اجيالها في المستقبل.
توقعات النمو في إسرائيل، ستكون مدعومة باستثمارات عالية جدا في مجال البحوث في التنمية حسب برنامج التنمية الاسرائيلي. ومن أجل الحفاظ على تنافسية فائقة في التكنولوجيا تخصص إسرائيل 4.5 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي للبحث والتطوير، وهي أعلى نسبة في العالم، وفق منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وتركز اسرائيل الاستثمار في مجال التكنولوجيا العالية والوظائف ذات القيمة المضافة. على سبيل المثال تتفوق اسرائيل على عرب الشرق الأوسط والخليج على مستوى جيل المخترعين. فحسب تقرير لـصحيفة اسرائيلية تدعى 'الجيماينر' فان المخترعين الاسرائيليين أكثر من نظرائهم العرب في الشرق الأوسط ويفدون بشكل متزايد الى السوق العالمية للأفكار والابداع. وتقارن اسرائيل نفسها مع الدول الأوربية على مستوى انتاج الفكر وتصدير الاختراعات. فيما تزال بيئة الفكر والعلم والابداع في العالم العربي في منطقة الشرق الأوسط والخليج مغلقة تماما وتشكو من محدودية الأفكار وانتاج العلوم والاختراعات. واعتبرت الدراسة الاسرائيلية ان تفوق اسرائيل على مستوى العوم سيكون نقطة قوة للدولة العبرية للتفوق على جيرانها العرب.
آثار ثراء اسرائيل في المستقبل على دول الخليج و صراعها مع العرب
قد تمثل زيادة ثروات اسرائيل تهديدا مباشرا للسلطة الفلسطينة وذلك بتوفر تمويلات ضخمة لزيادة الاستيطان مستقبلا مع توقعات زيادة جاذبية اسرائيل كمنطقة يحلو فيها العيش بالنسبة لليهود حسب مؤشر افضل مناطق العيش في العالم، ويرجح ان تشهد اسرائيل اذا زادت ثرواتها زيادة موجات الهجرة اليها من اوروبا خصوصا مع تردي الأوضاع الاقتصادية هناك.
التنافس المستقبلي بين اسرائيل ودول الخليج قد لا يقتصر فقط على انتاج الطاقة وزيادة الثروات ولكن سيكون على تنافسا محموما على السيطرة على المنطقة اذ ستظطر اسرائيل مع زيادة انتاجها من الغاز مستقبلا الى زيادة ترسانتها العسكرية البحرية لفرض حماية محيطها المائي الذي يعد بثروات لها في المستقبل. وبذلك حسب مرصد الأبحاث العالمي 'مونيتور' فان احتكاك اسرائيل بالدول النفطية مستقبلا سيكون من خلال استفزاز اسرائيل لكل من الأردن ومصر التي تربطهما شراكة امنية استراتيجية مع دول مجلس التعاون. وسيكون الصراع على مصادر ومعابر امدادات الغاز اكثر الصراعات المحتملة في المنطقة مستقبلا.

الآن - محرر المحليات

تعليقات

اكتب تعليقك