عن رداءة زمن العرب!.. يكتب خليفة الخرافي

زاوية الكتاب

كتب 416 مشاهدات 0


القبس

على بلد المحبوب وديني

خليفة مساعد الخرافي

 

حين وصل طلبة الكويت دفعة مصر عام 1943 إلى فلسطين، كان الفلسطينيون ما زالوا في اراضيهم، وكان الخير وفيراً، وكانت مدن فلسطين مزدهرة عامرة بالخيرات».

ولم يتذكر أغلب أهل فلسطين دعم شعوب الخليج، التي كانت أوضاعهم وأحوالهم بائسة في ذلك الزمن، وانبهر شباب الكويت بما شاهدوه من تطور، مقارنة ببلدهم ذي البيوت الطينية والشوارع الترابية والفقر المدقع، بينما كان اهل فلسطين والشام يعيشون في رفاهية.

«كانت فلسطين حتى عام 1914 ضمن حدود الدولة العثمانية»، وبعد أن انهزمت الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى خسرت جميع أراضيها في البلاد العربية «لمصلحة بريطانيا وفرنسا وفق معاهدة سيفر الموقعة عام 1920 ومعاهدة لوزان الموقعة عام 1923 فكانت فلسطين ضمن الأراضي التابعة لبريطانيا وتحت انتدابها، حتى أعلنت عام 1948 إنهاء انتدابها على فلسطين»، أصدرت خلالها «الأمم المتحدة قراراً بتقسيم فلسطين الى دولتين: يهودية وعربية، مناصفة»، الأمر الذي عارضه مجاميع من الفلسطينيين وقادة الدول العربية، وشنّت جيوش مصر والأردن والعراق وسوريا ولبنان والسعودية في مايو 1948 هجوما عسكريا لطرد الميليشيات اليهودية من فلسطين، استمر حتى مارس 1949. فانهزمت جيوش العرب أمام الميليشيات الصهيونية المسلحة التي نجحت - كالعادة - بالمكر والدهاء اليهودي والتجهيز وحسن التخطيط والاستعداد والإقدام، مقارنة بالتخاذل والفوضى والارتجال العربي، وخسر أهل فلسطين جزءا كبيرا من اراضيهم التي كانت مقررة لهم، وفق تقسيم الامم المتحدة، الذي رفضه العرب «وليتهم لم يرفضوا وطبّقوا مقولة، خذ ثم طالب!»، وذهب الضحية الجنود العرب الشجعان وضباطهم، وستتبعها هزيمة اكبر بحرب عام 1967، التي سينتصر فيها مرة اخرى اليهود بمكرهم واستعدادهم، مع تخاذل العرب وضياع أغلب قياداتهم، حيث أقدم حاكم مصر - آنذاك -، بطرد قوات الامم المتحدة المتمركزة على حدود الدول العربية واسرائيل من دون ان يتجهز ويستعد للحرب، وكانت حكومة اسرائيل على أتم الاستعداد للحرب، وانهزم العرب شر هزيمة، واحتلت اسرائيل سيناء وغزة والضفة الغربية ومرتفعات الجولان، ودُمر جيش مصر واقتصادها، وكان الضحية مرة اخرى الجنود العرب الشجعان وضباطهم.

وظهرت خيانات ومتاجرة بالقضية الفلسطينية.

ومن اجل عودة فلسطين والقدس، أشغل قادة العرب الشعوب العربية بقضية فلسطين، فلا هم أرجعوها ولا الشعوب تطورت، «بحجة لا صوت يعلو على صوت المعركة، لا بل زاد الكبت والتنكيل والاعتقال بالسجون وقمع الحريات».

وانتهت حروب العرب مع اسرائيل بحرب تكتيكية عام 1973، وقّعت أقوى دولة عربية، وهي مصر، اتفاقية معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية. ومن أبرز بنود المعاهدة اعتراف كل دولة بالآخرى.

كما تضمّنت المعاهدة السماح بمرور السفن الإسرائيلية من قناة السويس. ولا يتعدى عدد الجنود المصريين في سيناء 400 عسكري في مجال 100 كلم عن حدود إسرائيل وعتادهم البنادق.

«ومن رداءة زمن العرب، أصبح من حامل لواء محاربة إسرائيل ملالي جمهورية إيران الإسلامية».

***

«وفي الباص غنّى شباب الكويت, وهم في طريقهم الى محطة قطار حيفا للذهاب للقاهرة»:

«على بلد المحبوب ودّيني

زاد وجدي والبعد كاويني»

يا حبيبى انا قلبي معاك

طول ليلي سهران وياك

تتمنى عيني رؤياك

أشكي لك وانت تواسيني

يا هنايا لما افرح بيك

واتهنى بقربك واناغيك

وعينية تبقى في عينيك

احكيلك وانت تراعيني

يا مسافر على بحر النيل

أنا لية في مصر خليل

من حبه ما بنام الليل

على بلد المحبوب وديني

***

«لمحبي الشعر الشعبي القديم

نهديكم هذه القصيدة»:

«لا تكاثر جيتي يا نظر عيني = الله اللي جابني لك وومشاني»

ماشي درب مشوه المحبين = بالمودة راجح لك بميزان

احسب اني مثل ما اغليك تغليني = ما دريت انك عدو وقوماني

واثر لك يا متلف الروح قلبين = قلب يبغضني وقلب يتمناني

كم هنوف عند اهلها تمنيني = كزت المرسول كله على شاني

تحسب انك يوم قفيت كاويني = يوم تكفي الحوض في وجه ضميان

سيد الخفرات ما توفي الدين = خنتني من غير حق وبرهاني

الجفا من بيننا موقفه شين = من فعل خير يجازى بالاحسان

خوفي الله لا تصيرين لاثنين = صفي النية وصيري لوحداني

يا حبيبي اسقني لا تخليني = لو اموت من الضما ما احد اسقاني

للمرحوم الشاعر عبدالله بن غصاب راعي اشعيبه.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك