ربيعنا العربي لم يبق منه الا اسمه فقط.. برأي فاطمة البكر

زاوية الكتاب

كتب 547 مشاهدات 0


القبس

وهج الأفكار  /  الصمت أبلغ من الكلام.. أحياناً؟!

فاطمة عثمان البكر

 

• كل ما يجري في محيط عالمنا العربي والإقليمي والدولي يثير الدهشة.

كثرت الثرثرة، وكثر القيل والقال، ونشطت وكالات التهويل والتأويل، حوارات، لقاءات، تحليلات، حواراتهم ومحاورهم أصبحت كصخب الليالي الطويلة تضرب الأرض بخطوات، كأنها جنود الليل في معسكر الرعب.. يتكلمون يحللون يتجادلون يتعاتبون، وهناك من التزم جانب الصمت، لأننا في مجالس «الكلمة» تعودنا ان نصمت، وفي محيطها وأجوائها نستجمع كل حواسنا لالتقاط الدهشة التي تسري حين انبلاج الكلمة، حين ولادة الفكرة وإشراقة الإلهام، في محيطها ننسى الماضي وأحداثاً تراكمت، ونبدأ صفحة بيضاء ننقش عليها رسم براءة تتلبسنا أشكالها، ونغرق في نشوة تنقلنا إلى مطارح لم نزرها، وآفاق لم تفارقنا أحلامها، ونعبر بها إلى آفاق وأنفاق مملكة سحر تزرعنا نبتة في الخيال!

في مجالس «الكلمة» ما زلنا نصمت.. نستمع، نبتهل، فقد تقلص العمر في متاهات البحث، فلنطو كل تلك الملفات التي تراكمت حولنا، ولنصوب أعيننا الى آفاق اخرى، فلقد غافلتنا الايام واصبحت «اللعبة» بين شد وجذب مرهقة للجميع، واستنزفتنا، ولم يبق سوى شريط حلم كسير يوغل ويوغل في الدفع الى جدار موصد، كأنه خاتمة الطريق، وكأننا اصبحنا في زمن آخر، ولا ندري هل نقارن؟ أم نتساءل؟ نحلل أو نعلل، فكل ما يجري من احداث في محيط عالمنا العربي والاقليمي، والدولي يثير الدهشة ويثير الغرابة، ثورة ربيع تصبح بعدها شتاء قارساً بارداً، ربيع لم يبق منه الا اسمه فقط.

لنترك الضجيج والصراخ الى مملكة الخيال، ولنكن نبتة تورق دمعاً وتغتسل في الصباح حين يشرق على الوجود صباح، ومن حسن حظنا ان الشمس تشرق كل صباح، لنزرع في عيون القلقين والمتشائمين نغمة أمل، اغنية ضاحكة على الشفاه في زمن عزَّ فيه الابتسام، لا نريد لانشودة الامل ان تتحول مع الايام الى صفحات متشابهة يطويها السأم، لن نغفر لاحد ان يسرق منا ما احتفظنا به دائما، لتسقط من غصون ايامنا اوراقها، فلا يبقى فيها سوى البراعم الندية تلك التي تعد بألف زهرة وزهرة لنفرح قليلاً، لاننا على يقين بأن اروع فرح، هو ذاك الذي ينسكب علينا قطرات ندية آتية من ثغر حلم!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك