القضاء على الفساد لن يتم إلا بمشروع إصلاحي تشرف عليه الأمة.. بنظر سعد حوفان الهاجري

زاوية الكتاب

كتب 747 مشاهدات 0


عالم اليوم

نقطة نظام /  مؤسسات ينخر فيها الفساد

د. سعد حوفان الهاجري

 

 مما لاشك فيه أن المجتمعات على مر التاريخ لم تخل من الفساد، وليست هناك أمة لم يكن فيها الفساد والمفسدون، وهو يوجد حيثما يوجد البشر، لكن تكمن الخطورة في اتساع حجم الفساد وتوسع نطاقه، حتى يصبح متغللا في كل زاوية من زوايا الدولة والمجتمع، وهنا يبدأ المجتمع والدولة تهتز أركانها وتبدأ عملية سقوط الدولة .

الفساد عندما ينخر في مؤسسات الدولة وقتها تكون مرحلة الانحدار، وعندها تفقد الحكومات السيطرة على الدولة، وينتج عنها السخط الشعبي .

إن ما حدث في دول الربيع العربي، لم يكن وليد الصدفة نتفق أو نختلف نجحت أم لم تنجح ولكن كان تراكم سنوات من إدارات فاسدة جثمت على صدر الشعب الذي وصل إلى مرحلة الغليان ثم الانفجار في وجه هذه الديكتاتوريات، لذلك يجب على أي نظام حاكم يريد الاستمرار والاستقرار أن يعمل على مكافحة كل أشكال الفساد.

 واقول ان الفساد المستشري عندنا للأسف يبدأ من مسؤولين بالدولة ثم ينزل على باقي الجسم، نحن في الكويت ابتلينا بنماذج مختلفة من الفساد، ولدينا أيضاً من يبرر لهذا الفساد، وهم بذلك يخلقون التبرير في أخذ الرشوة التي بلا شك سيكون لها مقابل، الشيخ أو التاجر الذي يريد أن يعطي ويتبرع لأهل الكويت يعرف تمام  المعرفة أين أماكن هذه التبرعات ومن هم مستحقوها، هذه صورة من صور الفساد التي تمارسها السلطة التنفيذية من خلال بعض أعضاء السلطة التشريعية، وضرب الأمثلة في صور الفساد كثيرة ولا يتسع المقام لذكرها، أردت التدليل فقط.

إن القضاء على الفساد أو مكافحته لا يكون إلا من خلال مشروع إصلاحي تشرف عليه الأمة تحت مرأى ومسمع منها، لآن التجربة السابقة التي مضى عليها عقود فاشلة بكل المقاييس، وهي من كرس الفساد بشتى صوره، وأصبحت السلطة تدار من مجموعة وفئة بعينها ويدور في فلكها بعض من وجدوا مصلحتهم ببقاء الوضع كما هو عليه.

إن المشروع الإصلاحي يلزم السلطات الثلاث (التشريعية والتنفيذية والقضائية) بالنزول تحت رقابة الأمة والرقابة الصحيحة.

إن للإعلام ومؤسسات المجتمع المدني دورا كذلك في حماية البلد من الفساد، وهنا خطابي لشرفاء هذين الحقلين لأننا نعلم أن الفساد للأسف قد طال مجموعة كبيرة منهم، إن المطلوب منهم محاربة الفساد والفاسدين وألا يضعفوا أمام الترغيب والترهيب، وسوف يجدون كل العون والدعم من المخلصين في هذا الوطن، لكن نحتاج إلى توحيد وتضافر الجهود حتى نكون حصناً حصيناً في وجوههم، والدور المنوط بنا هو:

- توعية الشعب بمخاطر الفساد من خلال بيان آثاره السلبية.

- القيام بتوعية إعلامية واسعة ومستمرة لكشف الفساد والمفسدين وذلك بنشر المعلومات عنهم  عبر وسائل الإعلام .

- السعي لإشراك شريحة كبيرة من المواطنين داخل مؤسسات المجتمع المدني لإيجاد قاعدة اجتماعية واسعة مطلعة على جميع صور الفساد. 

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك