طارق العلوي منبهاً شباب الأسرة: الاستيقاظ بعد فوات الآوان لن يُجدي

زاوية الكتاب

كتب 1272 مشاهدات 0


الوطن

شاطىء الكلمات  /  'تشييخ' التجار

د. طارق العلوي

 

أسوأ خطيئة، قام بها قطب حكومي سابق، بحق الكويت، وتبعه فيها قطب حكومي حالي، هي «تشييخ» التجار.
التجارة، مهنة شريفة عمل بها النبي (ص)، ونفخر في الكويت بالكثير من التجار الشرفاء، لكن هذا المقال موجه لعدد لا يتجاوز أصابع اليد من التجار..معروفين عند أهل الكويت قاطبة.
هناك أعراف، غير مكتوبة، عن خطورة خلط السياسة بالتجارة، لكن وللأسف، فان تواضع القدرات القيادية لدى القطب الحكومي السابق والحالي جعلهما في مأزق أمام الشعب الكويتي وأمام القيادة، فكان لابد من ان يتحالفا ولو مع الشيطان، للبقاء على الكرسي!
وقد وقع اختيارهما على ما هو أسوأ من الشيطان، فقد قررا التحالف «سياسيا» مع بعض.. التجار! 
ما حدث بعد ذلك لا يحتاج الى كثير من الشطارة للتنبؤ به، فقد حوّل هؤلاء التجار السياسة في الكويت الى «تابع مطيع» للتجارة، فصارت تعيينات وزراء ووكلاء تتم بناء على «الولاء»، وعلى قدرتهم في استخلاص أكبر عدد من المشاريع والمناقصات لصالح «معازيبهم».. فظهرت لنا مشاريع منجزة ولكنها غير صالحة للاستخدام الآدمي، لما فيها من فساد وعيوب..وظهرت لنا مشاريع لن تنتهي في موعدها ولا بعده بسنوات، بفضل بقرة «الأوامر التغييرية» الحلوب.. والأنكى من هذا وذاك هو وصول معلومات مؤكدة لدينا عن مشاريع استلم فيها هؤلاء التجار مئات الملايين من الدنانير..ولم يدق فيها مسمار واحد على أرض الواقع!
كل هذا يحدث أمام أعين الجميع، ولا يستطيع المواطن أكثر من «التحلطم» على مواقع التواصل الاجتماعي..وويل ثم ويل لمن فكر في اعتراض هؤلاء التجار أو محاسبتهم.
وقاتل الله الطمع والجشع، فالأمر لم يتوقف عند حقوق المواطنين وكرامتهم، بل تعداهم الى هيبة الأسرة! فمن تجرأ، من شباب الأسرة، ووقف في وجه فساد هؤلاء التجار، أصبح.. «من صيد أمس». فلا تبقى تهمة ولا شتيمة ولا سخرية أو استهزاء الا ولحقت به..وبمن يعز عليه.حتى قال لي أحد كبار الأسرة متحسرا: «وصل الحال ان يجرّحوا بنا «عالفاضي والمليان»، بينما أصبحت ذاتهم مصونة لا تمس»! للأسف فقد بات هؤلاء مسيطرين على مفاصل الدولة، ولهم في كل مرفق حكومي أو سيادي.. «عصعص».
وصار القانون هو ما يقولونه ويفعلونه..فلو ناشد الديوان بعدم «الخوض»، فلا أحد سواهم يحق له اصدار تصريح بعدها.. ولو أمرت النيابة بعدم «الخوض»، فلا أحد غيرهم يجوز له كسر الدستور، وهتك سرية الجلسات، والتعدي على سيادة القضاء!
حتى صار لدينا «ديكتاتور» صغير، أسكرته لذة السلطة، فصار يكذب صراحة في وجوه المواطنين، دون ان يرف له جفن، وصار كل من يعارضه يعاقب بقطع المايكرفون عنه، أو بارسال أحد «فداوية» هذا الديكتاتور ليشنع بالمعارض ويسيء له ولمن يؤيده، تحت قبة البرلمان.
وها هم اليوم يتحركون، تارة بالترهيب وتارة بالترغيب، لاغلاق بعض وسائل الاعلام التي تجرأت فعارضتهم وكشفت مخططات فسادهم. ونسمع كلاماً عن تجاوب معهم، من بعض مسؤولي الدولة، الذين يجهلون بأنهم ان استجابوا لنزوات هؤلاء التجار الفاسدة فقد..حفروا قبورهم السياسية بأيديهم.
الخطب جلل، ونحن اليوم لا نخاطب المواطن الكويتي، فهو واع لما يحدث، وما باليد حيلة. لكننا نخاطب شباب الأسرة، فالخوف الآن ليس من شريط أو مجلس أو مناقصة.. إنما الخوف ان تستيقظوا يوما، بعد فوات الأوان، ولا تملكون من أمركم شيئا الا ان ترددوا المقولة المعروفة: «ألا اني أُكلت يوم أُكل»...
٭٭٭
سمردحة:.. حتى القضاء صاروا «يهوشون» له بجرايدهم! 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك