المواطن الصالح لا يتخذ من فساد الآخرين سبباً لإفساد نفسه.. برأي وليد الغانم

زاوية الكتاب

كتب 663 مشاهدات 0


القبس

إصلاحك لك ولوطنك.. وفسادهم عليهم

وليد عبد الله الغانم

 

يضطرب البعض تجاه ما يراه من حوادث الفساد في البلد، ويكاد يفقد اتزانه وهو يسمع قصص المفسدين وتلاعبهم بمقدرات الدولة كل يوم وليلة، وتزداد الفتنة عند الناس عندما يرون من يفترض فيهم القدوة في حماية المال العام ومصالح الوطن، مثل البعض من النواب والوزراء والقياديين ووجهاء القوم، هم أول من يسارع للخوض فيه.

يجد البعض في تكرار حالات الفساد وتناميها مبرراً له للسكوت عن هذا الفساد أو حتى الوقوع في امثاله، وهم يرفعون شعار كل الناس يفعلون هذا؛ ليقنعوا أنفسهم بجواز فسادهم وصحة تطاولهم على أموال الدولة.

بعض الموظفين يتهربون من واجباتهم فإذا طلب منهم حسن العمل قالوا: لا تكلمنا وشاهد ذلك المسؤول كيف يقصر في عمله أو يستفيد من وظيفته؟ وبعض الناس اذا طلب منهم الالتزام بالقانون رفضوا ذلك بحجة أن القانون يطبق على ناس وناس، أو أن الكبار لا يطبقونه، وهكذا يجد الانسان المشتهي للفساد مبررات هشة تسهل له تحقيق مآربه الآثمة.. لكن ليس هذا خلق الأمين ولا صفات المواطن الصالح، فلا يكن فساد الآخرين سبباً لوقوعك في الفساد ولا تكن تجاوزات الآثمين مبرراً لارتكابك التجاوزات، ولا تحتقر التزامك بوظيفتك وعملك في خدمة الناس والوطن من أي موقع كنت فيه.

لا تتردد في اداء واجباتك للمجتمع والبلد مهما كانت صغيرة، ولا تمل من التزامك بالقانون مهما ظننت انك تخسر من مكاسب، ولا تتوقف عن الاصلاح في موطنك ولو كنت تلاقي جحوداً من الآخرين، ولا تكن ولو للحظة واحدة شريكاً في فساد قليل أو كثير، وثق تماما ان إصلاحك واخلاصك مهما ظننته صغيراً سينفعك وينفع أهلك وديرتك ولو بعد حين، وأن فسادهم مهما كان عظيما سينقلب وبالاً عليهم في الدنيا والآخرة، فاختر انت اي الفريقين تريد.. والله الموفق.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك