الكويت بحاجة ماسة إلى تغيير ثقافة الاستهلاك.. هكذا يعتقد أحمد العازمي

زاوية الكتاب

كتب 948 مشاهدات 0


الجريدة

تغيير ثقافة الاستهلاك

أحمد الفقم العازمي

 

يشتكي كثير من المواطنين من ارتفاع الأسعار، وأن رواتبهم الشهرية لم تعد تفي باحتياجاتهم، ولو نظرنا بحياد إلى الواقع لوجدنا أن ارتفاع الأسعار ليس مقصوراً على الكويت فقط، بل هي أزمة عالمية تعانيها شعوب العالم قاطبة، وهي ظاهرة طبيعية لأن أسعار اليوم من المستحيل أن تكون هي مثلها قبل عشر سنوات أو أكثر، كما أن تكاليف صناعة وشحن البضائع والسلع زادت عما كانت عليه قبل سنوات... وبالتالي فإن أسعار هذه البضائع ستزيد تبعاً لذلك.
ومن هنا فليس من الإنصاف أن نلقي اللوم كله في عدم كفاية الراتب الشهري على ارتفاع الأسعار، لأنها أزمة عالمية تزيد مع مرور السنوات، لكن حقيقة الأمر في كثرة شكوى الكويتيين من عدم كفاية رواتبهم تكمن في أن أكثر مصروفاتهم الشهرية لا تذهب إلى الأشياء الأساسية، بل إلى الكماليات والأمور غير الضرورية.
إنني على يقين تام من أنه لو أجريت دراسة علمية دقيقة على مصروفات الكويتيين الشهرية لكانت النتائج المتوقعة لهذه الدراسة أن أغلب رواتب الكويتيين تنفق على الكماليات لا على الأساسيات! بمعنى أن كثيراً من المواطنين يصرفون جل أموالهم على شراء أشياء ليسوا بحاجة فعلية إليها، أو أشياء يمكن الاستغناء عنها من دون أن تغير في واقع الحال شيئاً. على سبيل المثال مواطن يمتلك في الوقت نفسه (لابتوب وآيباد وميني آيباد وهاتف ذكي حديث) وهو ليس برجل أعمال ولا مسؤول كبير في مؤسسة أو شركة ضخمة، إنني على يقين من أن جهازين أو ثلاثة من هذه الأجهزة ليس بحاجة فعلية إليها، ولو بحثت عنها لوجدت أن الغبار قد غطاها لعدم استخدامها، وإن استخدمها فإنه يستخدمها مرة أو مرتين ثم يركنها. إن هذا المثال وغيره الكثير من الأمثلة تمثل غالبية المواطنين الكويتيين الذين اهتموا بشراء أشياء ليسوا بحاجة فعلية إليها، ثم بعد ذلك يصرخون بأن رواتبهم لا تكفيهم!
إننا بحاجة ماسة إلى تغيير ثقافة الاستهلاك لدينا، بحيث نعرف كيف نصرف رواتبنا لتكفينا شهراً كاملاً، وهذا يتطلب أن نعرف ما هي حاجاتنا الأساسية التي يجب أن نصرف عليها أولاً بقدر رواتبنا، ثم بعد ذلك ننظر إلى الكماليات، ويجب ألا نقلد غيرنا في ما يمتلكونه، فقد يكون غيرنا يمتلك مرتبات شهرية تفوق بكثير ما تمتلكه أنت. عليك بنفسك واصرف بقدر حاجتك وبقدر راتبك، عندها ستنعم بحياتك وسيكفيك راتبك شهراً كاملاً.

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك