ليس صعباً على الإنسان الحر أن يحمي نفسه من الاستغلال.. بنظر خالد الجنفاوي

زاوية الكتاب

كتب 552 مشاهدات 0


السياسة

حوارات  /  الحر ليس بوقاً أو حطباً في صراعات الآخرين

د. خالد عايد الجنفاوي

 

يترفع الإنسان السوي والفرد الحر والمستقل أن يتحول بإرادته إلى بوق لمصالح وايديولوجيات الساعين وراء مصالحهم الشخصية. فالإنسان الحر والمستقل لا يتحول بإرادته إلى حطب في نار يشعلها أفراد آخرون يتصارعون فيما بينهم لتصفية حسابات شخصية, لا تمت بصلة سوى لأنفسهم وحدهم, في عالمنا المعاصر, الانسان الذكي والفطن هو من يستثمر كل وقته وكل طاقاته ومهاراته وخبراته لتحقيق حياة إنسانية حرة ومثمرة وبناءة. وإذا كان هدف الانسان السوي ربط آماله وتطلعاته المشروعة في النجاح والتميز بما يمكنه تحقيقه في بيئته الاجتماعية فلا يمكنه تحقيق كل ذلك ما لم يحرر عقله وقلبه من سيطرة مشاعر وأفكار الآخرين. وبالطبع, سيسعى أصحاب المصالح الضيقة, ومن لا يحترمون أصلاً كرامة الناس, أن يستغلوا كل من يعتقدون أن له رأياً مؤثراً في المجتمع, ولكن الانسان الحر والمستقل ينأى بنفسه ليس فقط عن الانخراط في مشكلات الآخرين, بل يحذر قدر ما يستطيع أن يقع في شبه ذلك, ليس صعباً على الانسان الحر والمستقل أن يحمي نفسه من الاستغلال الفكري والايديولوجي, فما عليه سوى الاستمرار في الحفاظ على استقلالية رأيه واحترام كرامته الانسانية. فلا يقبل الانسان الأبي أن يتحول إلى بوق مجاني يردد شعارات وأفكار ومصالح ذوي العقول والمصالح الضيقة, بل يُكرم الانسان الحر نفسه من النزول إلى مستوى ترديد شعارات وهياط وأكاذيب ذوي المصالح الشخصية الضيقة. أعتقد أن الانسان الديمقراطي والحر والمستقل قولاً وفعلاً هو من يكرس 99 في المئة من وقته وجهده ومهاراته لعيش حياة إنسانية منظمة ومثمرة وبناءة. وحتى لو ظن البعض أن دفاعهم عن أفكار أو مبادئ عامة هو جزء من مسؤوليتهم الديمقراطية, لكن الواقع الفعلي ينافي ذلك! من المفترض أن يلتفت الانسان السوي إلى مصالحه الشخصية والاسرية في سياق حياته اليومية وألا يضيع ولو ثواني قليلة في الانصات لهياط وأكاذيب والشعارات البراقة التي يطلقها ذوو المصالح الضيقة. الانسان الحر والمستقل يدرك جيداً أن كل ما يملكه من وقت وكل ما يملكه من مهاراته وخبرات حياتية من المفترض تجييرها لتحقيق حياة إنسانية ديمقراطية وبناءة ومثمرة. أرفض شخصياً أن أتحول من إنسان حر يملك قرار نفسه ورأيه إلى بوق يكرر تفاهات البعض أو حطباً يحترق بشكل مجاني من أجل عيون الديماغوجيين وأهل المصالح. 

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك