مويس والقشة التي قصمت ظهر البعير!

زاوية الكتاب

كتب 1443 مشاهدات 0

ديفيد مويس

قد تكون خسارة مباراة ايفرتون الأخيرة والأداء الباهت من قبل اللاعبين - الذي أصبح هو النمط السائد لمانشستر يونايتد هذا الموسم - هي المسمار الأخير في نعش المدرب ديفيد مويس وفقد على أثرها منصبه كمدرب لأكثر نادي انجليزي حصدا للبطولات المحلية ولكن هذه الخسارة والأداء السيئ حسب رأيي ليست الا نهاية لسلسلة طويلة من الأخطاء بدأت منذ البداية الكارثية لمويس في تدريب مانشستر يونايتد وسأستعرضها بالترتيب :
1-تغييرالطاقم التدريبي السابق بالكامل:
من نصائح السير الأخيرة لمويس كانت الاحتفاظ بالطاقم التدريبي ( فيلان,مولينستين و ستيلي) في البداية لأنهم سيقودونه الى بر الأمان على حسب تعبير السير ولكن لم يستمع مويس لهذه النصيحة وغير الطاقم التدريبي بالكامل وأتى بأشخاص مؤهلاتهم وتاريخهم الرياضي والتدريبي أقل بكثير ليس فقط مقارنة بالطاقم التدريبي السابق ولكن حتى بالمقارنة مع لاعبين اليونايتد المتخمة خزائنهم بالبطولات وبالخبرات المحلية والأوروبية و لم يستطع الطاقم الجديد كسب ثقة اللاعبين و هذا خلق جو جديد على اللاعبين صعب من المهمة الانتقالية ولو أحتفظ بالطاقم السابق ولو لموسم واحد لكانت العملية الانتقالية اكثر سلاسة.
2-التمسك بلاعبين وعدم عقد صفقات جديدة:
من الايجابيات التي تحسب لمويس انه عمل ثورة في نظام الكشافين والتعاقدات داخل النادي وجعله أكثر تطورا ودقة ولكن نادي بحجم مانشستر يونايتد عنده خطط يسير عليها لسنوات وكانت هناك خطط جاهزة للتخلص من بعض اللاعبين والتعاقد مع جدد لكن مويس اختار ان يوقف جميع الخطط ليطلع عليها بنفسه ولم يسمح بمغادرة لاعب ينكانقد قرر النادي سبقا انتهاء صلاحيته ممثل اندرسون ونانيو لم ينهي صفقة التعاقد مع المدافع غاراي وهذا أضاع عليه الكثير من الوقت خلال الصيف وهذا سبب حالة الهلع الشديدة في اواخر أغسطس قبل أقفال سوق الانتقالات الصيفية لضيق الوقت.
3-خوض القسم الأول من الموسم كمعسكر تدريبي:
متسلحا بعقد الست سنوات وسمعة تاريخ مانشستر يونايتد بإعطاء الفرصة للمدربين لم يقدر مويس مباريات اليونايتد في بداية الموسم حق قدرها واعتبرها كأنها مباريات ودية ورأيناه يجرب اللاعبين انتهت صلاحياتهم عند جماهير اليونايتد كأندرسون وغيره ويعطيهم فرصة تلو الأخرى وكأنه في معسكر تجريبي صيفي وليس في موسم رياضي رسمي يسعى الجميع فيه لحصد النقاط والارتقاء لأعلى المراكز.
4-النظر للمستقبل ونسيان الحاضر:
بعد فشله في جلب الصفقات المناسبة بالصيف او حتى في شهر يناير أصبح مويس يتطلع للموسم القادم والصفقات المستقبلية وأستبعد لاعبين الخبرة بالفريق لمصلحة الشباب لأعدادهم للمستقبل متناسيا الحاجة الماسة لليونايتد في حصد النقاط الذي كان لاعبون الخبرة قادرين على حصدها لو أعطوا الفرصة والثقة من قبل المدرب.
5- التمسك ب واين روني وفرضه أساسيا فالتشكيلة:
قد يختلف معي العديد من مشجعين اليونايتد حول هذه النقطة ولكني أصبحت أرى وجهة نظر السير بالتخلص من روني قبل اعتزاله , ف روني ليس مهاجم صرف وليس صانع العاب صرف كذلك وهو يؤدي بنسبة 90% في كل من المركزين بعكس فان بيرسي الذي يتفوق عليه كمهاجم صرف و خوان ماتا الذي يتفوق عليه في مركز صانع الالعاب.
فبرأيي روني رغم إبداعاته لكنه اصبح عاله على الفريق فهو صاحب اعلى اجر ووجوده أصبح ضروري ولكن عدم ثباته وعطاءه الثابت في مركز معين يأثر سلبا على الفريق وأتمنى من المدرب القادم لليونايتد أن يجد حل لهذه المشكلة العويصة.

6- محاولة فرض شخصيته بالقوة:
ديفيد مويس في تاريخه التدريبي لم يحقق أي بطولة قبل انضمامه لليونايتد بعكس السير الذي حقق بطولات عدة ومنها البطولة الاوربية مع أبردين قبل ان ينضم وهذا ما شفع للسير تصرفاته في بداية عهده في اقصاء العديد من لاعبين الفريق وفرض شخصيته. ولكن مويس وضعه يختلف ولا يمتلك هذا الرصيد من النجاحات وكان عليه أن يكسب اللاعبين وخصوصا الكبار منهم في صفه في بداياته على الأقل.
7- الانتقاد العلني للاعبين وفشله في تحويل الضغوطات عنهم:
أكثر مويس من الانتقاد العلني للاعبين اليونايتد بعد كل هزيمة ومعللا ذلك بقلة الجودة في الفريق والحاجة للتعزيزات مما اثار حنق لاعبين تعودوا على حصد البطولات طوال المواسم السابقة متناسيا ان نفس اللاعبين كانوا قد حصلوا على الدوري بالموسم السابق بفارق 11 نقطة , ولعل أكثر الأمثلة وضوحا هو وصفه لهدف البايرن السريع بعد هدف ايفرا في لقاء العودة بأنه 'خطأ أطفال مدارس' وعلى من؟ على فيديتش وايفرا وهم من هم في تاريخ مانشستر يونايتد وكرة القدم ككل!
هذا ما كان ليصدر من السير او أي مدرب يعلم كيف يحمي لاعبيه من الرأي العام والصحافة والانتقادات بعد كل هزيمة ولا اذكر ان مويس اعلن مسؤوليته عن أي هزيمة رغم اخطائه التكتيكية الكثيرة وحتى لم يحاول ان يوجه الصحافة والرأي العام للتحكيم مثلا بعد بعض الهزائم ليبعد الضغط عن لاعبيه وهذا ما كان يفعله السير دائما , ففي مباراة ليفربول بالاولدترافورد وبعد احتساب ثلاث ركلات جزاء ضد اليونايتد دفعة واحدة وبغض النظر عن سوء اداء اللاعبين توقعت ان يلقي مويس جام غضبه بالمؤتمر الصحفي بعد المباراة على الحكام ليخفف الضغط عن لاعبيه وهذا ما لم يفعله للأسف.
8- الروح الانهزامية امام المنافسين:
شتان بين بداية مويس وبداية السير اليكس فيرغسون ففي أول مؤتمر صحفي للسير أعلن ان هدفه هو ازالة اكثر الفرق الانجليزية نجاحا محليا واوروبيا عن عرشهم – ليفربول – وتحدى الصحافة بكلمة ' تستطيعون طباعة ذلك' وبعد 26 سنة من العطاء نجح في ذلك.
اما مويس فقد خذل المشجعين بروحه الانهزامية وتصريحاته السلبية مقللا من قدر اليونايتد وخصوصا ضد ليفربول عندما اعتبرهم المرشحين للفوز قبل المباراة رغم ان المباراة بالاولدترافورد وتصريحه ضد سيتي بعد الهزيمة بثلاثية نظيفة بانه يطمح للوصول لمستواهم !
9- خسارة غرفه تبديل الملابس:
بسبب نظرة مويس للمستقبل والمواسم القادم أختار ان لا يعتمد على اللاعبين كبار السن وعناصر الخبرة مثل جيجز وهو أمر اتفهمه ولا أقبله وهذا سبب انشقاق داخل غرفه تبديل الملابس وخسارته لدعم اللاعبين القدامى بالفريق ولكن ازداد الوضع سوءا عندا خسر مؤخرا ايضا اللاعبين الشباب والذي يفترض ان يبني الفريق من حولهم ك سمولنغ و ويلباك وبهذا قد يكون خسر غرفة تبديل الملابس كليا هذا اذا افترضنا انه كسبها في يوم من الايام.
النهاية الحتمية:
رغم أنني كنت من المتحمسين لقرار تعيين مويس خليفة للسير لثقتي بالسير ومعرفتي بأهمية الاستقرار ولكن أتضح لي وأظن للعديد غيري أن هذه النهاية حتمية و مويس لم يكن هو الاختيار المناسب منذ البداية وأن السير رغم تاريخه المبهر لكن الخطأ وارد منه أيضا وبالعصر الحديث ومع الاموال الضخمة في المجال الكروي وطغيان الجانب الاقتصادي والمالي على الجانب الرياضي لم يعد هناك مجال للاستقرار واعطاء الفرصة فالنادي له ملاك يخسرون عشرات الملايين في حال عدم التأهل للأبطال وكذلك النادي مدرج في بورصة نيويورك والنتائج السلبية مازالت تسبب انخفاضا في قيمة السهم وقيمة النادي ككل وأظن يجب علينا جميعا تقبل الواقع الجديد لكرة القدم والحاجة للنتائج السريعة وأن كان الاستقرار وارد لو أتى مدرب شاب لليونايتد لكن لا يقع بنفس الاخطاء السابق ذكرها التي وقع فيها مويس.
بحسب عدة مصادر صحفية فأن قرار اقالة مويس قد تم في فبراير ولكن تم الانتظار حتى يتأكد حسابيا فشله بالتأهل لدوري الابطال وهذا حسب بنود عقده مع النادي يتيح لهم تعويضه ب 4.5 مليون جنيه استرليني فقط عوضا عن 36 مليون مقابل مدة الست سنوات الكاملة لعقده وكم أتمنى لو كان للنادي بعد نظر في هذا الموضوع وأقالوه في فبراير فربما كانت هناك صحوة للفريق في الجزء الاخير من الموسم وربما فقط ربما تمكن اليونايتد من التأهل لدوري الابطال وتم تعويض ال30 مليون بالمشاركة بدوري الابطال بدل الغياب عنه في الموسم القادم

الآن - رأي: خالد الطوارئ

تعليقات

اكتب تعليقك