الاستقرار السياسي تحصيل حاصل لممارسة المواطنة الحقة.. برأي خالد الجنفاوي

زاوية الكتاب

كتب 725 مشاهدات 0


السياسة

حوارات  /  المواطنة الحقة تكرس الاستقرار السياسي

د. خالد عايد الجنفاوي

 

“وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ” ( التوبة 105). يشتكي بعض الأفراد أن ما يعطل تنفيذ بعض خطط ومشاريع التنمية والتطوير وفق زعمهم, هو ما يطلقون عليه الاستقرار السياسي ! فيتحجج من ليس لديه حجة منطقية أنه بسبب عدم وجود استقرار سياسي في البيئة المحلية لن يتحقق أي تطوير. ولكنني أعتقد أن ما يطلق عليه البعض الاستقرار السياسي هو بشكل أو بآخر تحصيل حاصل لممارسة المواطنة الحقة. فإذا تكرست ثقافة المواطنة الحقة والايجابية بشكل جيد في المجتمع فسيؤدي ذلك إلى تكريس الاستقرار السياسي والاجتماعي والثقافي والأخلاقي…الخ. ولا يمكن في أي حال من الأحوال أن يشتكي أحدهم من البطء في تحقيق أهداف خطط ومشاريع التنمية بينما هم في نفس الوقت يشاركون في تأزيم الأوضاع المحلية وتعطيل العمل والإنجاز عبر المشاركة في الجدل العقيم أو التراخي عن القيام بكامل واجباتهم ومسؤولياتهم الاجتماعية. أي نوع من الاستقرار في المجتمع يرتكز على قناعة ذاتية لدى عضو المجتمع في مشروعية ممارسة المواطنة الصالحة والايجابية في الحياة اليومية, فحين يلتفت أغلبية المواطنين لمسؤولياتهم وواجباتهم الاجتماعية فكل طاقاتهم وجهودهم الشخصية ستؤدي إلى تحقيق حياة يومية منظمة وإيجابية ومثمرة ومجزية. لا يمكن لأحدهم أن يمارس مواطنة صالحة وهو في نفس الوقت يشارك بعض المؤزمين تأزيمهم, ويحاول قدر ما يستطيع لوم الآخرين حول مشكلاته ومعوقاته الشخصية. بمعنى آخر, المواطن الحق والايجابي هو القدوة الحسنة في المجتمع وهو أحد الركائز المحورية للاستقرار الاجتماعي والسياسي في البيئة المحلية, فلو التفت بعض من يلومون حالة الاستقرار السياسي لحياتهم اليومية وربطوا الحزام أثناء قيادة السيارة واحترموا الرأي الآخر والتعددية في مجتمعهم وقدروا الحرية المسؤولة ومارسوا حياة يومية منظمة وإيجابية ومتفائلة لأدى ذلك إلى تكرس الاستقرار في مجتمعهم. وكما أن البعض لا يملك حقاً حصرياً في توزيع صكوك الوطنية على أبناء وطنه الآخرين, فلا يملك أحدهم الحق في جبر أحد أعضاء المجتمع على ممارسة المواطنة الحقة ما لم يبدأها هو باختياره. فإذا وصل بعض أعضاء المجتمع إلى قناعة منطقية أنه عندما يصلح الفرد يصلح المجتمع, وأن ترسيخ الاستقرار النفسي والسياسي والاجتماعي رهين بممارسة غالبية أعضاء المجتمع لمواطنة حقة وإيجابية وبناءة, فستبدأ تتحقق في البلد كل الانجازات والنجاحات المتأملة.

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك