عزيزي مارتين .. شكرا لك، بقلم فواز البحر

زاوية الكتاب

كتب فواز البحر 2650 مشاهدات 0


للتو رجعت من جزيرة بوكيت في تايلند بانجازه قضيتها لمدة إحدى عشر يوم .. وكانت من أجمل رحلاتي .. حقيقة لا اعلم هل كانت بسبب سحر المكان أم بسحر الحوارات والنقاشات التي صاحبت المكان ..  ولسبب فضولي المعتاد حين أسال عن جنسيه الذين أصاحبهم في الرحلات اسألهم عن ميولهم السياسية والدينية والفلسفية محاولا مني معرفه العالم كيف يجري ..

فالتقيت  استراليين ونيوزلنديين وسويديين و صينيين وروس  وعديد من الجنسيات .

فدخلت في حوارات عديدة  ومن أعمق الحوارات التي دخلتها كانت مع الصديق مارتين هو من جنسية سلوفاكية مهاجر إلى نيوزلندا وحاصل على جنسيتها ومستثمر ومالك فندق  بسيط في بوكيت .. وكان يشاركنا في الحوار  صديق مقيم في الفندق يدعى جيجريف روسي ..  وكان الحوار يبتدئ في بهو الفندق من الساعة 11 مساء إلى 2 فجرا وكأنه ملتقى ثقافي راقي وامتد الحوار لمده ثلاث أيام  ومن صدفه الأقدار بان مارتين كان ناشط سياسي في سلوفاكيا وقرر الهجرة بعد ما رأى  ظلم  وفساد الدولة بسبب الشركات، وجيجريف شخص مناهض لعهد بوريس يلتسين وكاد ان يقتل عده مرات ودعم بوتين لإنقاذ روسيا من توغل الشركات .. وأنا الفقير إلى الله أصنف باني معارض سياسي وعضو في تيار سياسي يحارب قوى الفساد..

يقول مارتين وهو في عمر 45 عاما .. بأنه عاصر العهدين الشيوعي والرأسمالي وشاهد بعينه كيف كان الرخاء للمواطن في العهد الشيوعي وكيف كانت الحياة بسيطة ومتطلباتها سهلة و غير معقده .. تتعلم بالمجان وتتعالج بالمجان وهناك وظيفة وسكن وامن وسلام .. وكيف كانت التشيك وسلوفاكيا  مكملين لبعض  يقول مارتين كانت لدينا مشاكل مثلا: ان تكلمت عن النظام السياسي بقسوة ورفضك له يكون مصيرك السجن وكان السفر ممنوع .. ولكن الآن ان تكلمت عن الشركات وسيطرتها على الدولة مصيرك مجهول !!  ولك الحق السفر ولكن (كمهاجر)  وليس كسائح  فليس هناك ما يستحق البقاء في ظل نظام مسيطر عليه من قبل الشركات التي أتت كمدمرة للدولة، هنا قفز جيجيريف وقال مؤكداً لكلام مارتين بأنه بعهد يلتسين الرئيس السابق لروسيا بأنه باع كل شيء للشركات حتى البشر ولم يبقى من كرامتنا ومجدنا سوى الذكرى، وهنا أصبح الحوار شديد بينهم وأنا أشاهد وأراقب  لماذا وصلوا لهذا الوضع؟؟  فقلت انتم السبب .. انتم كنتم تملكون كرامتكم فسمحتم للفساد ان يتفشى وقلتم  حسنا بأنه فساد صغير إلى ان كبر وسيطر على النظام حتى أكل النظام وانتهى الحال بكم هكذا .. مارتين قال نعم وهو يؤكد كلامي ولكن الروسي قال نعم ولكن صححنا خطئنا واخترنا بوتين الذي يقف الآن بوجه الشركات الأمريكية التي تفشت في عهد يلتسين ..

فقالو قل لنا أنت كيف نظامكم في الكويت ؟

فقلت عن الإيداعات والتحويلات والشيكات والدستور المعطل ومحاربة الحريات وفتح السجون وعبارة (الله لا يغير علينا) وجعلتهم يشاهدون مسيرات كرامة وطن  وكيف هناك أناس من بلدي يحاربونا ويقولون حتى لو كانت هناك سرقه لا يجب عليك ان تخرج ..

فقال مارتين وهو ساخر..  هناك بشر لا اعلم لماذا لديهم رأس هل هو للتوازن او للشكل الجمالي او للتفكير؟

وقال الروسي لا اعلم لماذا دوله نفطية وكما تقول بان دستوركم يقول بان الشعب هو من يحكم وتعيشون في هذا الفساد والتراجع؟

قال مارتين وهو ينهي هذا الحوار .. تداركوا الأمر قبل لا أشاهد كويتيين في قوائم الهجرة والبحث عن العمل في بلدان أخرى ..

هذا كان حواري مع السلوفاكي والروسي.

وأما عن حواري مع الاسترالي وزوجته  : بيتر وحرمه .

فكان من نوع آخر مدته ثلاث ساعات فقط  برحله بحريه ..

كان الحوار عن النظام الحياتي في استراليا وعلاقة المواطن مع الحكومة وإذا كان هناك فساد كيف يتم التصرف.. يقول بيتر بأن استراليا لا يمكنها ان تكون فاسدة بشكل واضح .. وان كان هناك فساد يحق لي كمواطن ان ارفع قضيه ضد من أشاء .. فقلت إلا تخاف ان تحفظ القضية .. فقال نعم ؟؟ لا اعلم ماذا تقصد ؟؟ ولكن هناك قضاء وصحافه تحميني .

أدركت هنا بأنه المحاكم الاسترالية لا تعرف  معنى حفظ القضية  وهناك صحافه حرة وقاسيه ..

أما الصينيين فهم يشعرون الآن بأنهم أسياد العالم ولا يهتمون بالسياسة.. وكان الحوار معهم فلسفي تاريخي ..

ولكن تلاقيت مع سويديين .. قالوا لي جملة راقيه : النظام الرأسمالي نظام متوحش ، وأيضا النظام الاشتراكي ولكن من يخدم المواطن أكثر ؟؟ ومن يقدم مصلحة الشعب أمام مصالح تجاريه فارغة !!

وأنا كمواطن كويتي أشاهد تلك الجنسيات تتكلم عن انجازاتها وتتباهى بها وكيف تخشى الحكومات من شعوبها وكيف ان نقابه في إمكانها ان تهز كيان دوله من غير تهديد من قبل وزير في إقالتها .. وكيف كرامة وعزه شعوبها قبل اي شي اخر ..

كيف هم ؟ وكيف نحن ؟

فواز البحر

الآن - رأي: فواز البحر

تعليقات

اكتب تعليقك