مشروع الإصلاح أثبت نضج شباب المعارضة سياسياً.. سالم الشطي مؤكداً

زاوية الكتاب

كتب 608 مشاهدات 0


الراي

فيض الخاطر  /  مشروع الإصلاح.. كويتي 100 في المئة ولكن!

سالم الشطي

 

«إنسان من دون هدف كسفينة من دون دفة، كلاهما سوف ينتهي به الأمر على الصخور» –توماس كارليل.

***
استطاع شباب المعارضة أن يثبتوا نضجهم السياسي، عندما حددوا هدفهم وقدموا مشروع الإصلاح السياسي، وفق بنود محددة واضحة المعالم، خطته أنامل كويتية 100 في المئة، بعد نقاش وبحث دام أشهرا، فأثاروا إعجاب الكثير حتى ممن يختلف معهم، بعد أن كان يعيب المراقبون على المعارضة بائتلافها وتنسيقيتها أنهم مجرد زوبعة في فنجان، وأنهم يعيشون المراهقة السياسية بلا مشروع ولاهدف واضح!

ويبقى في النهاية عمل بشري قابل للصواب والخطأ، رغم أن أكبر خطأ -بنظري- هو عدم تطرقهم للتعديلات المتعلقة بأسلمة القوانين كالمادة الثانية والمادة 79 من الدستور على سبيل المثال لا الحصر، ولكـــن تــبـقـى لــهـم وجــهـــة نــظـــر فــــي سعيهم للتعديلات التي يتفق عليها أكبر عدد ممكن من الأطياف السياسية.

وأذكرهم بأمرين، الأول: هو أن العدالة الاجتماعية والتقدم والرقي والأمان والاستقرار، والحرية والكرامة تكون بتطبيق أحكام شريعة الله، لأنه هو الخالق وهو الأعلم بما يصلح وما لا يصلح لعباده الذين خلقهم بيده سبحانه، ولا يغرنكم من شوه الدين من غلاة الطاعة والمتزلفين لدى الحكام، فهم لا يمثلون الدين، بل يمثلون عبدة الدينار وهدايا الحكام، وشغلهم الشاغل تزيين الباطل للحكام وتشويه المصلحين، فالدين واضح، يمثله كل مسلم ينصاع لأوامر الله وأوامر النبي صلى الله عليه وسلم، بما فيه أنتم يا أطياف المعارضة، وتدبروا قوله تعالى «وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم».

والثاني: هو أن السواد الأعظم من قواعدكم والعاملين معكم أهل دين وفطرة سليمة، ومهما فعلتم لتكسبوا اليسار وبني علمان فلن تنجحوا بذلك فهم يريدون دولة علمانية كدولة أتاتورك تركيا وبن علي تونس! يريدون ديموقراطية عرجاء وعوجاء تسع الجميع باستثناء أهل الدين أو من يدعون للشريعة حتى لو كانوا أغلبية، فالإقصاء عند العلمانيين سيد الموقف، والأمثلة أكثر من أن تذكر، وما انسحاب التيار التقدمي من مشروع المعارضة رغم عدم تطرقه لأي تعديل يخص أحكام الشريعة، إلا ضربة واضحة لشباب المعارضة، فلسان حالهم يقول «إما علمانية صرفة أو لن نكون معكم!»

أما الحكومة والمجلس فعليهما ترك العناد جانباً والنظر في مشروع المعارضة، وتبني –بكل شجاعة- المواد الإصلاحية فيه التي يتفق الجميع عليها، ثم النقاش حول التعديلات المختلف عليها، فكرامة ومصلحة الكويت والسعي لتنميتها ينبغي أن يكون هو المقدم في كل أمر.

***

فجعت الكويت والأمة الإسلامية بوفاة أحد رواد وقادة العمل الخيري الكويتي العم نادر عبدالعزيز النوري رحمه الله، الذي أفنى حياته بتأسيس وتأصيل العمل الخيري، فنعزي أنفسنا أولاً وعائلة النوري، والكويت، والعالم الإسلامي بوفاته.

والراحل رحمه الله كان يعشق الدعوة والتربية ويمارسها في كل مكان بابتسامته التي لا تفارقه أينما حل أو ارتحل، لا أذكر أنني صليت فرضا في مصلى جمعية عبدالله النوري الخيري بالقادسية التي يتولى فيها منصب الأمين العام، إلا وأراه يستغل الوقت بكلمة توجيهية إيمانية موجزة، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

تأتي هذه الفاجعة لينضم بها الشيخ نادر إلى قوافل الراحلين من أعمدة العمل الخيري وأقطابه، مثل الشيخ عبدالرحمن السميط، والشيخ جمال الحداد، والشيخ عبداللطيف القناعي، وأخيراً الشيخ نادر النوري، رحمهم الله جميعاً وآجرنا في مصيبتنا وأخلفنا خيراً.. وإن نسينا أحداً فلا يمكن أن ننسى أمير العمل الخيري العم عبدالله المطوع رحمه الله صاحب الكلمة الحرة واليد السخية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

***

برودكاست:

عَبَّرَ الشاعر «حادي» عن بعض مشاعر الأمة بوفاة بعض رموز العمل الخيري بأبيات جاء فيها:

وشموع الكويت شمعة تِطفي الشمعة

من يوم غاب السميط ونادر النوري

لو هلّت العين بأسباب الحزن دمعة

ما عبّرت عن كنين القلب وشعوري  

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك