الضرورة .. تُبيح ( الفهد ) بقلم مشعان البراق

زاوية الكتاب

كتب 2317 مشاهدات 0

مشعان البراق

أبو محجن ، صحابي كان مُدمناً على شُرب الخمر ، وشُرب الخمر كانت تُعتبر جريمة نكراء حجمها كحجم جرائم ”المُتنفّذين“ في زماننا هذا ، وفي معركة من معارك المُسلمين مع الكُفّار ( القادسية ) ذهب أبو محجن ، وشرب الخمر ، وعاقبوه بتقييده ومنعه من المُشاركة بالمعركة ، وبدأ القتال وهو مُكبّل ، وكان يُريد الذهاب للقتال ، وطلب ذلك من سلمى زوجة سعد وفكّت قيوده ليُشارك ، وبعد المعركة يُنظر بشأنه ، فقد يكون النصر به ، ولم تقُل ”لا ، إنّه فاسد ، ولا نُريد نصراً من فاسد“ بل أنّ همّها النصر على جيش الكُفّار ( الأكثر فساداً ) ، فالفاسد قد يكون سبباً لنصر الصالحين أحياناً ، ومسألة الفاسد بسيطة ، تُحلّ فيما بعد ، ولم يأمر سعد ( القائد ) بوقف القتال بسبب مُشاركة شارب الخمر ، بل إنهدش وجلس يُراقب حتّى إنتهت المعركة ..

وهُنا ، في هذه الأيام ، وفي معركة المُعارضة الإصلاحية مع السُلطة ، شارك أحمد الفهد المُتّهم بالفساد أيضاً بالمعركة ضد السُلطة ، وتركناه يُشارك ، لأنّه قد يكون سبباً لهزيمة السُلطة التي تملك من القوّة ما لا نملكه ، وفيها الفساد أعظم من الفساد المُتورّط فيه أحمد الفهد ، إلا أنّ البعض مِن مَن يقولون أنّهم مُعارضين لفساد السُلطة ، نراهم يتجنّبون المعركة بحجّة أن أحمد الفهد ( الفاسد ) مُشاركاً فيها ! ويتّهمون من يُشارك بالمعركة بأنّهم أتباع هذا ( الفاسد ) ، فعجبي لهؤلاء الذين لم يبدأوا معركة ، وعندما بدأت ، تجنّبوها بحجّة أنّ هُناك ( فاسداً ) مُشاركاً فيها ! وتناسوا أن هذا ( الفاسد ) أسهل من السُلطة ، وأن هذا ( الفاسد ) عندما يرى الشعب ينتصر بالمعركة التي هو مُشاركاً فيها ضد سُلطة أقوى بكثير منه ، لن يجرؤ في المُستقبل بأن يقف بوجه هذا الشعب !

فلنستخدم أحمد الفهد كـ”سلاح“ ضد هذه السُلطة التي تملك كُل الأسلحة ، المُحرّمة والمُباحة ، وتفتك فينا وفي وطننا ليل نهار ، فلنستخدم أحمد الفهد ولا نكُن تافهين بقول ”قد يكون هو من يستخدمنا“ ، ألهذه الدرجة نحن ضُفعاء ؟ وإذا كُنّـا كذلك ، فلماذا نجرؤ على مُحاربة سُلطة لا يقدر عليها الفهد الذي نخاف أن نكون لا نقدر عليه ؟ فلنجلس في بيوتنا ونلطم حتّى نُدمّر بتدمير بلادنا من قِبَل الفاسدين !

إتركوا الفهد يستمرّ ، ولنستمرّ نحن من جهةٍ أُخرى ، لنصل في النهاية للنصر على الفاسدين الكِبار ، وثُم نُقرّر ما سنفعله مع أحمد الفهد !

عندما تكون السُلطة بيد الصالحين ، لن يتركوا فاسداً دون مُحاسبة ..

كتب مشعان البراق

تعليقات

اكتب تعليقك