الحركة الحوثية في اليمن جماعة أنصار الله، بقلم عذبي زيد العصيمي

زاوية الكتاب

كتب 1599 مشاهدات 0


​الحركة الحوثية في اليمن في الأصل هي فرقة من فرق الزيدية، التي تحمل تسمية الجارودية، وللحركة تسمية ثانية هي 'الشباب المؤمن' وهو تنظيم نشأ عام 1991 في بعض مناطق محافظة صعدة التي تبعد 240 كم شمال صنعاء ، كمنتدى للأنشطة الثقافية ، انشق عن حزب الحق الذي أنشىء عام 1990، أي بعد إعلان الوحدة اليمنية والسماح الدستوري للتعدّدية السياسية والثقافية بإيعاز من رجل الدين بدر الدين الحوثي، بهدف جمع علماء المذهب الزيدي في صعدة وغيرها من مناطق اليمن تحت لوائه ، وبالتالي دعم حزب الحق بصفته ممثل المذهب الزيدي ، وللحركة فكر سياسي وعقائدي يسعى لاسترداد الإمامة التي هي ركن أساسي من أركان العقيدة الدينية لدى عموم الفرق الشيعية ، وقد دخلت الحركة منذ قيامها في حالة صراع مع الحكومة اليمنية ولم يقتصر هذا الصراع على الأفكار أو المبادئ أو السجال السياسي، بل شمل أيضاً الصدام العسكري ، وتستمد الحركة الحوثية في اليمن عقيدتها الدينية من الفكر الشيعي، وتتلقى الدعم والمساندة من إيران .

​​وتأتي تطورات الأحداث الأخيرة في اليمن كجزء من حالة الصراع المذهبي الذي برز بشكل لافت مؤخراً بين حزب الاصلاح الإسلامي الذي تشير المعلومات بأنه الجناح اليمني المتشدد الذي يرتبط بجماعة الاخوان المسلمين السنية من جهة ، وجماعة أنصـار الله ( الحوثيين ) الشيعة من جهة أخرى المدعومة من جانب الحرس الثوري الإيراني، كان الحوثيون سيطروا الثلاثاء 7 / 7 / 2014 على عمران بعد معارك عنيفة مع الجيش اليمني، وبدخولهم هذه المنطقة بات المسلحون على أبواب صنعاء مما يهدد العملية السياسية الانتقالية في اليمن.

ويذكر إن اللواء 310 في الجيش اليمني أثبت أنه كان قوياً على مدى أشهر من المعارك السابقة ضد الحوثيين واستطاع أن يفشل كل محاولاتهم ، وأن يكبدهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات العسكرية التي كانوا يستخدمونها، لكن حقيقة ما حدث في عمران تشير إلى حدوث اصطفافات مذهبية ومناطقية، جرى استغلالها بقوة، وبتدخل من أطراف معينة ، كان من أبرز نتائجها أن وحدات قتالية أمنية وعسكرية مالت طائفياً إلى جانب الحوثيين .

ورغم ذلك فقد خاضت وحدات من الأمن المركزي وقوات الأمن العام يوم 7 /7 مواجهات شكلية مع الحوثيين، استمرت وقتاً قصيراً وانتهت بتسليم هذه الوحدات وكامل معداتها للحوثيين، بل انخرط بعض هذه الوحدات معها في السيطرة على مقر اللواء 310 بجنوب مدينة عمران.

أما عن الاحتمالات القادمة أو التوقعات المستقبلية ، فهي مرهونة بالموقف الدولي الداعم للحكومة اليمنية، فقوات الحكومة بدأت تشعر أنها غير قادرة على التصدي بمفردها للحوثيين المدعومين من جانب الحرس الثوري الإيراني ، رغم أننا نعتقد أن الأوضاع تسير باتجاه التهدئة في ظل الاجواء العامة التي تجري في المنطقة العربية ، سواء منها الجاري في اليمن أو حالة التصعيد في العدوان الإسرائيلي على غزة ، والتي لا نستبعد أن تكون كلها مرتبة سلفاً من اجل تناسي الواقع الجديد الذي فرضت تطورات الاحداث في العراق بعد يوم 9 / 6 / 2014 عندما دخلت قوات عدد من الفصائل المسلحة مدينة الموصل واحتلتها ، وهذا الامر لم يكن بعيداً عن صفقة جرى تدبيرها بين أطراف دولية وأخرى إقليمية في المنطقة لفرض واقع جديد في العراق يشير إلى السير باتجاه تقسيم العراق إلى دويلات ثلاثة وفق مشروع بايدن

الآن - رأي: عذبي زيد العصيمي

تعليقات

اكتب تعليقك