خليل حيدر يقترح إنشاء هيئة للترجمة والتأليف لتجديد المكتبة الإسلامية

زاوية الكتاب

كتب 417 مشاهدات 0


الوطن

طرف الخيط  /  أين وزارة الأوقاف.. وكلية الشريعة؟!

خليل علي حيدر

 

«كم من شاب في الدراسات الإسلامية قابلته» يقول الزميل الكاتب عيد الدويهيس، «فأخبرني انه متخصص في الفقه او التفسير او الدعوة او الاحاديث النبوية». اما من لم يجد لهم الاخ الدويهيس اثرا، فهم الطلبة والاساتذة المتخصصون «في الفكر السياسي الاسلامي أو الشورى أو العلمانية أو المسيحية أو البوذية أو حقوق العمال والمستضعفين او حقوق الاقليات او التعصب العرقي او امراض التبذير في دول مجلس التعاون.. كما ان المطلوب ربط طلبة الشريعة واساتذتها بالواقع الميداني في مجال تخصصهم، اي عمل دراسات ميدانية كثيرة عن الواقع، حتى نعرف درجة فهمنا والتزامنا بالشورى وكمية التعصب العرقي داخل نفوسنا وقوانيننا». (القبس، 2014/7/15).
مثل هذه الشكوى المريرة من فقر التخصصات الاسلامية، وانكباب طلبة دراساتها واساتذتها على بعض ميادين محدودة، ليست جديدة بالطبع، ففي كتب الراحل الشيخ محمد الغزالي واخرين، الكثير منها. شكوى من الاطباء الذين يهملون تخصصاتهم وينكبون على كتب الحديث والتفسير، و«الصيادلة الاسلاميين»، ممن يتبحرون في العقائد والفرق، دون ان يكون لهم اي جهد يُذكر في تطوير الادوية مثلا، فنرى «الغزالي» يقول يائساً: «رأيت صيدلياً مشغولاً ببحث قضية «صلاة تحية المسجد» في اثناء خطبة الجمعة، ومهتما بترجيح مذهب على مذهب، فقلت له: لماذا لا تنصر الاسلام في ميدانك، وتدع هذا الموضوع لاهله؟ ان الاسلام في ميدان الدواء مهزوم! ولو اراد اعداء الاسلام ان يسمِّوا امته في هذا الميدان لفعلوا، ولعجزتم عن مقاومتهم وسألني طالب باحد اقسام الكيمياء عن موضوع شائك في علم الكلام! فقلت في نفسي: ان جائزة نوبل لهذا العام قسمت بين نفرٍ من علماء الكيمياء ليس فيهم عربي واحد».
(مشكلات في طريق الحياة الاسلامية، بيروت، 1983، ص26 - 27).
< لانحصار طلبة واساتذة الدراسات الاسلامية في ميادين مكررة محصورة انعكاسه الواضح على فكر الاسلاميين، وضيق افق الكثيرين منهم، وشدة تعصب بعضهم. ونرى تأثير هذا الانحباس على المكتبة والمعارض الاسلامية. فهناك مئات القضايا والمشاكل، الى جانب ما اشار اليها الزميل الفاضل، والتي تخص الدين الاسلامي نفسه وواقع العالم العربي والاسلامي ودول هذا العالم وشعوبه وازماته وصراعاته، مما لا نجد في «المكتبة الاسلامية» الا اشارات ومساهمات محدودة، بل نجد فقرا مدقعا يثير الكثير من الاسئلة؟!
هناك مشكلة اخرى تتعلق بكلية الشريعة نفسها حيث يهيمن عليها اتجاه مغرق في السلفية، وتجد بين كتبها المقررة ما هو منحاز لاتجاه واحد ولمذهب واحد حتى بين مذاهب اهل السنة.
ولعل اكثر ما يفيد الاساتذة والطلبة والطالبات في هذه الكلية ان يسافروا في دورات او بعثات الى جامعات العالم المتقدم، او حتى زيارة بعض الكليات المسيحية في اوروبا والولايات المتحدة، او تزويدهم على الاقل بكشف مفصل عن الكتب التي تصدر كل شهر، منذ خمسين او مئة سنة، وتتناول العالم الاسلامي، من الجامعات الغربية او مراكز ابحاث الشرق الاوسط والعلوم الاسلامية فيها!
ثم اين دور وزارات الاوقاف العربية والاسلامية في مجال البحث والدراسة وتجديد المكتبة الاسلامية؟ من الممكن مثلا انشاء هيئة للتأليف والترجمة في هذا المجال وباستطاعة وزارة الاوقاف الكويتية والوزارات الخليجية والعربية، بما تمتلك من اموال، تأليف وترجمة عشرات وربما مئات الكتب ودوائر المعارف والدوريات الشهرية وغير ذلك.
العالم الاسلامي لا يجهل ما في الكتب التي تكتب عنه في اوروبا وآسيا والولايات المتحدة فحسب، بل حتى الكتب الاسلامية الصادرة في العالم الاسلامي نفسه، مثل تركيا واندونيسيا، تبقى مجهولة لسنوات طويلة.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك