ثقافة مجتمع .. 'يوك' ! / الجزء الأوّل.. بقلم شعيب القلاف

زاوية الكتاب

كتب 1518 مشاهدات 0

د. شعيب نوري القلاف

'يوك' هو مصطلح تركي بمعنى لا يوجد، نراه متداول الآن خصوصا في رمضام بين المغردين بعد مشاهدة الفنانة يسرا بدورها كالوالده باشا في مسلسل سرايا عابدين

لماذا ثقاقتنا 'يوك'؟

مجتمعنا يُعد مجتمع مركّب من مذاهب وطوائف مختلفة جُبلوا على العيش في بقعه جغرافية منذ أمد الزمان بحثاً عن لقمة عيش وأمان، تطوّر هذا المجتمع مع اكتشاف النفط في أواخر أربعينات القرن الماضي ووصل لذروته الثقافية ونهضته العمرانية والفكرية في منتصف الستينات وأوائل السبعينات .. فماذا حدث بعد ذلك؟

شواهد سقوط ثقافتنا المكتسبة بالتجارب كثيرة، يعنينا فيها مانعاصره اليوم من تجارب انسانيه أخص فيها بالذكر نقطتين؛ المعارضة وقطبية الدفاع عن الطائفة.

مفهوم المعارضة 'الصحيّة' عالميا يتجرّد في مجاميع أفراد تسعى لإعادة التوازن المجتمعي بكافة مجالاته في محيط الدولة، بحيث يكون لكل فرد حقوقه المتساويه مع نظرائه في المجتمع.

في الكويت، باء مفهوم المعارضة يشكّل مسبّه في جبين الحكومة ومن يواليها بعد أن صُوِّرَت المعارضة بأنها بعبع بدوي يسعى للاستفراد في مقاليد الدولة وأمورها !

وما سهّل على الحكومة ذلك نراه في 3 نقاط مهمة:

1) حصد ثمار التفرقة وثقافة العنصرية التي دأبت على زرعها منذ نهاية عقد الستينات

2) تخبطات بعض أوجه المعارضة في سرد خطاب المعارضة الإصلاحي

3) فتح 'حنفية' المصالح لكل من يناويء الحكومة

4) جهل الشعب في حقوقهم المنصوصة في الدستور بكافة مواده

لو كنا في مجتمع مثقّف لَهَدَم بوعيه كل النقاط المذكوره آنفاً

ولو كنا في مجتمع واعي لكَبُرَت دائرة المعارضة في هدف جعل الشعب مصدر السلطات جميعا

لذلك فثقافتنا لم تعد فقط 'يوك' .. بل أصبحت 'ياااك' أيضاً !

كتب د.شعيب نوري القلاف

تعليقات

اكتب تعليقك