شملان العيسى: لهذه الأسباب لابد من التخلص من 'داعش' بأسرع وقت!

زاوية الكتاب

كتب 1107 مشاهدات 0


الوطن

ملتقطات  /  'داعش' ونهاية الإسلام السياسي

د. شملان يوسف العيسى

 

ما يحصل في الوطن العربي اليوم من حروب اهلية وقتل وتشريد باسم الدين امتد في اكثر من بلد عربي فانقسم السودان الى دولتين واستمرار الحرب الاهلية فيه مثال صارخ.. كذلك الحرب الاهلية في كل من سورية والعراق واليمن وليبيا وحالة عدم الاستقرار في مصر وتونس والجزائر والبحرين وغيرها.
هل كل هذه الظواهر بداية لأفول ظاهرة الاسلام السياسي وبدء مفهوم الدولة المدنية التي يحكمها القانون والدستور؟!.
كمواطن عربي مسلم لن أقدم البيعة لدولة الخلافة الاسلامية التي اعلنت عنها داعش لأن هذه الدولة على نقيض تام من حركة التاريخ الانساني التي تتجه بسرعة نحو الانفتاح الانساني المسالم وليس العزلة واللجوء للعنف والقتل.. هذه الدولة الداعشية على نقيض تام من كل المفاهيم الدينية السمحاء والتي تمثلها اليهودية والمسيحية والاسلام، فالاسلام دين تسامح ومحبة ووسطية.. لماذا يتم تشويه صورته؟
لم يمض اكثر من شهرين على استلام داعش للسلطة واستلام الخليفة الجديد الخلافة في دولة داعش الارهابية حتى أقدم عناصر من هذه الدولة على رجم امرأتين حتى الموت في شمال سورية بعد اتهامهما بالزنا ولم نسمع عن محاكمتهما أو الدفاع عنهما بل تم قتلهما رجما في ريف الرقة بعد صلاة العشاء في السوق الشعبي. في الشهر الفضيل.
عدم احترام دولة الخلافة الداعشية للاقليات الدينية في محافظة نينوى وطلب مليوني دولار فدية من الاهالي قبل ان يصدر قرار الخليفة في دولته الاسلامية بتخيير مسيحيي الموصل بين الاسلام أو الجزية أو القتل، وإمهالهم حتى يوم السبت ظهرا بتاريخ 2014/7/19 لمغادرة الموصل، دليل قاطع على أن قادة هذه الدولة الارهابية.. ما هم إلا عصابة من المجرمين الذين يتاجرون بالدين للوصول الى السلطة.
استلام جماعات الاسلام السياسي للسلطة في جزء من سورية والعراق واعلانهم دولة الخلافة الاسلامية يثير تساؤلات حول افتتان المسلمين بدولة الخلافة ومطالبتهم بعودتها رغم مرور اكثر من 1400 سنة على نهايتها. دولة الخلافة الراشدة الاولى حكمها اربعة خلفاء هم أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي ابن ابي طالب رضي الله عنهم جميعا.. دولة الخلافة الراشدة لم تدم اكثر من ثلاثين عاما وقد شهدت بعض مراحلها العنف والقتل وحالة عدم الاستقرار حتى ان الخليفة الوحيد الذي مات ميتة طبيعية هو الخليفة أبو بكر الصديق، اما البقية فقد قتلوا، وقد مرت على الامة العربية الاسلامية فترة طويلة من حالة عدم الاستقرار.. وبعد سقوط الدولة العثمانية وإلغاء دولة الخلافة في اوائل العشرينات في القرن الماضي.. عاد الاخوان المسلمون يطالبون بإحياء دولة الخلافة بعد تأسيس حركتهم عام 1928 بقيادة حسن البنا ولقد لجأ الاخوان لكل اساليب القتل والارهاب لإحياء دولة الخلافة.
الآن نشاهد عمليا وفعليا بالصور الحية الممارسات غير الانسانية البشعة من قتل وتشريد وقطع رؤوس لأناس ابرياء لا ذنب لهم الا كونهم غير مسلمين وقد دمرت داعش المزارات والكنائس وطالبت غير المسلمين بدفع الجزية.. مما دفع الناس للهجرة من مدنهم بمئات الآلاف.. مما يدل على ان دولة الخلافة المزعومة ليست آمنة بل هي وكر للارهاب والارهابيين.. علينا جميعا محاربة هذه الدولة والتخلص منها بأسرع وقت ممكن لانها تشوه صورة الاسلام وتنزع عنه كل ما يتصل بالحس الانساني.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك