فساد البيئة لا يعطيك الحق بأن تفسد!.. بنظر تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 613 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  المولدات.. 'المضروبة'!

د. تركي العازمي

 

عندما تدخل منطقة سكنية تعرضت لعطل في كيبل كهربائي رئيسي فمن الطبيعي أن ترى محولا كهربائيا نقالا على قاطرة مقطورة ولو انه مزعج لكن لزوم الطوارئ!

وغير الطبيعي ومستغرب أن تدخل منطقة تجارية وتجد مولدات/محولات «مضروبة» تغذيها محولات الطوارئ التي أثير حولها الكثير!

ومن الطبيعي أن تجد مشكلة في اعتماد طالب أو مجموعة لشهاداتهم الجامعية من قبل التعليم العالي, لكن الكارثة تكمن في تعمد قيادي التعليم العالي تجاهل مطالب الطلبة لعدة سنوات وهم من «شخط» بالقلم بالموافقة على اعتماد قبولهم... والمصيبة التي لا تفسير لها عندي هي: كيف يسمح التعليم العالي باعتماد شهادة طبيب من دول شرق أوروبا قبل أشهر قليلة يحمل الثانوية العامة أدبي ناهيك عن تجاوزات بعض الجامعات الخاصة لدينا!

ومن الطبيعي جدا أن ترى إشكالية في مشروع حكومي قيد التنفيذ. لكن أن نتابع التأخير في معظم المشاريع الحكومية فهذا غير مقبول نهائيا!

ومن الطبيعي إنشاء المركز الوطني لتطوير التعليم ودعمه بميزانية منذ عدة سنوات. لكن غير المستساغ هو عدم توجيه سؤال حول دور المركز والعاملين فيه بعد هذه السنوات وماذا عمل بمعنى هل تم تقييمه أم «ماشي على البركة» وأين ذهبت تلك المبالغ المرصودة وهل من بين العاملين فيه من الكفاءات!

نفهم من هذا وما ذكرناه في مقالات سابقة. إن العملية ليست مقصورة على محولات الكهرباء... إن المولدات التي تقبع في عقول قياديينا أغلبها «مضروب» فكريا ومنهجيا!

القيادي «يولد» الفكرة ويباشر العمل على تنفيذها لتحقيق الأهداف المراد بلوغها لإصلاح الوضع الراهن في المؤسسة التي تولى دفة القيادة فيها!

ولأن القيادات الفاسدة تزايد عددها بشكل مخيف صارت معظم الأفكار غير قابلة للتطبيق وإن طبقت وفق رؤية القيادات فإنها تولد مشاكل لا حصر لها!

يضيع الطلبة. تضيع مصلحة مؤسساتنا العام منها والخاص وتضيع مصلحة الكويت الوطنية من تنمية وعيش رخاء والسبب هو ذاته الذي «بح صوتنا» ونحن ننادي بإصلاحه!

أحد الزملاء عند الحديث عن أزمة يناظرني ضاحكا «شنو مستفيد من خطك الذي اتبعته. هل يعلم عنك أصحاب القرار؟... سويت شيء......»

أقسم بالله العلي العظيم إنني خسرت الكثير من وقوفي بجانب الحق ومطالبتي بالإصلاح القيادي وتعزيز الفكر الاستراتيجي المغيب عن الساحة... وفي المقابل أشعر بارتياح الضميرمن حس وطني صرف!

فساد البيئة لا يعطيك الحق بأن تفسد، فأنت كإنسان محاط بحوكمة محددة هي التي تحرك قرارك ومتى ما رسخت حالة معنوية محترمة لذاتك فهي كالسياج الذي يحميك ويرزقك ولو بعد حين!

إن علامات المولدات «المضروبة» ظاهرة للعموم... في كل جزئية تعيش تفاصيلها تلقى آثار القيادات الفاسدة «المضروبة» تحيطها من كل صوب!

حتى في رمضان لم نسلم من الغش... لم نسلم من الفكر «المضروب» وهو أمر طبيعي في هذه الحقبة الزمنية بالذات، وأعتقد انها لن تظل كما هي ونحن وإن طال الأمد ثابتون وندعو المولى عز شأنه أن يثبتنا و كثير من الإصلاحيين البعيدين عن أصحاب القرار!

نحن أصحاب رسالة رؤيتها إصلاحية وأهدافها تنموية تعالج كل مكامن الخلل في إدارة مؤسساتنا العام منها والخاص وبالأخص في الجانب القيادي لأن إصلاح القياديين يؤدي منطقيا إلى إصلاح حال البلاد والعباد...

والله المستعان!

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك