سفير بولندا بالكويت يشيد بالعلاقات الثنائية

محليات وبرلمان

705 مشاهدات 0

علم بولندا

أشاد السفير البولندي لدى الكويت جشيجوش أولشاك بالعلاقات 'التاريخية' الثنائية مودعمها للحق والشرعية الكويتية مستذكرا اول قرار اصدرته اول حكومة بولندية غير شيوعية تمثل في ادانة الغزو العراقي على الكويت في اغسطس عام 1990.
وقال السفير أولشاك في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) بمناسبة مرور 25 عاما على انتخاب أول حكومة بولندية غير شيوعية ان ذلك الانتقال في نظام الحكم ببلاده فرض تغييرات كثيرة في الأنظمة الاقتصادية والسياسية والبنية التحتية والسياسات الخارجية.
وذكر ان العلاقات الدبلوماسية البولندية بدأت مع الكويت قبل اكثر من 50 عاما وتعمقت مع انتهاء الحكم الشيوعي مضيفا ان من أول القرارات لحكومة بلاده الجديدة كان إدانة الغزو العراقي للكويت بالرغم من العلاقات التجارية الجيدة التي كانت تتمتع بها بولندا مع العراق آنذاك 'لكن بولندا قررت الوقوف مع المبدأ الذي فاق ثقله على التجارة والاستثمار'.
واضاف ان حجم التبادل التجاري بين بولندا والكويت ازداد في العقد الأخير مبينا انه في عام 2004 كان حجم التبادل نحو 15 مليون دولار فيما يبلغ حجم التبادل التجاري حاليا اكثر من 50 مليون دولارا مبينا ان بالإمكان انعاش هذا التبادل التجاري خصوصا ان بولندا باتت تركز على العديد من الصناعات الاستهلاكية وتسعى لاستقطاب المستثمرين في العديد من المجالات.
وعن تاريخ وطنه الذي مر بالعديد من المراحل منذ نشأته قال ان بولندا تعود للقرن العاشر الميلادي وكانت من الدول العظمى في وسط أوروبا في القرن السابع عشر وتم تقسيمها بين امبراطوريتي بروسيا وروسيا اللتين انقضتا مع الحرب العالمية الأولى وايضا من قبل النمسا في نهاية القرن الثامن عشر.
وذكر ان بولندا استعادت استقلالها بعد العديد من الثورات وذلك بنهاية الحرب العالمية الأولى في نوفمبر من عام 1918 موضحا ان ذلك الاستقلال لم يدم طويلا اذ تكرر غزوها في الحرب العالمية الثانية من قبل ألمانيا النازية والاتحاد السوفييتي في عام 1939.
وقال ان تلك الحرب تعتبر التقسيم الثاني في التاريخ البولندي وقد خلفت أكثر من ستة ملايين قتيل من سكان بولندا وشبه تدمير كامل للعاصمة وارسو التي تزدهر حاليا.
وأكد السفير أولشاك ان الوطنية والتاريخ البولندي عاشا واستمرا في ذهن الشعب بالرغم من التغييرات الحاسمة التي مرت بها بلاده مضيفا انه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في 1945 وبعد هزيمة جيش أدولف هتلر فرض الاتحاد السوفييتي سيطرته على بولندا.
وذكر ان البولنديين في تلك الفترة خاضوا حربا أخرى ضد تلك السيطرة لكن بعد عامين تم قمعهم وفرض النظام الشيوعي عليهم مبينا انه بالرغم من الشعارات التي حملها ذلك النظام بان القوة تأتي من الطبقة العاملة فان أول شريحة بدأت تثور على الشيوعية في بولندا كانت تلك الطبقة التي تشكل جزءا كبيرا من ثورة بولندا الانسانية وكانت أول مظاهرة في عام 1956 وخلفت 50 قتيلا.
وافاد بان تلك المظاهرات تتالت في الأعوام التالية وتم التصدي لها بالعنف وخلفت العديد من الضحايا لكنها الهمت العديد من المظاهرات و الثورات المشابهة في الدول التي وقعت تحت السيطرة السوفيتية مثل تشيكوسلوفاكيا لكن كان اكبرها في هنغاريا في 1956 التي خلفت أكثر من 3200 قتيل معظمهم من الثوار.
واشار السفير أولشاك الى زيارة البابا يوحنا بولس الثاني الى بولندا في عام 1979 وخطاباته 'التي رفعت معنويات وروح البولنديين' واعتبرت الشرارة الأولى للوصول إلى الاستقلال والحرية من خلال تأسيس منظمة حركة تضامن (اتحاد نقابة العمال البولنديين) في عام 1980.
وقال ان تلك الحركة اصبحت حاضنة لجميع أطياف المجتمع البولندي ووصل عدد أعضائها إلى أكثر من 10 ملايين شخص يمثلون حوالي ربع الشعب مضيفا انها أول نقابة أو منظمة لا يتحكم بها الحزب الشيوعي في تلك الفترة.
وبين ان حركة تضامن أدت إلى الاعلان عن الحكم العرفي في بولندا آنذاك و حدوث انقلاب عسكري للتصدي لهذه الحركة لكنه باء بالفشل في النهاية وخلف حوالي 100 قتيل مضيفا انه في الثمانينات 'لم يع أحد ضعف الاتحاد السوفييتي وما يمكن القيام به خصوصا بعد ان أصبح ميخائيل غورباتشوف رئيسا للاتحاد'.
وذكر ان المعارضة البولندية لاحظت ذلك الضعف وأصبحت أقوى من أي وقت سبق وقررت اجراء محادثات سلمية بدلا من إراقة الدماء مضيفا ان ذلك استدعى جلوس الشيوعيين والمعارضة الممثلة في حركة تضامن في محادثات على 'طاولة مستديرة' ناقشت عددا من القوانين والأنظمة الجديدة.
واضاف السفير أولشاك ان الجانب الشيوعي اضطر الى التضحية بالعديد من الصلاحيات ومن أبرزها اقامة انتخابات شبه حرة لمجلسي الشيوخ والنواب فاز فيها المعارضة بشكل شبه كامل وأدت الى تكوين أول حكومة غير شيوعية وبعدها انتخاب أول رئيس غير شيوعي لبولندا وهو مؤسس حركة تضامن ليخ فاونسا.
واوضح ان ما حدث في عام 1989 والمحادثات بين الجانبين والانتخابات في نفس العام كانت أول شرارة انطلقت بتأثير الدومينو على دول وسط أوروبا وغربها ليكتب التاريخ العديد من الأحداث المهمة مثل سقوط حائط برلين وثورة هنغاريا واستيعاب مدى ضعف الاتحاد السوفييتي لتستقل بعد انهياره العديد من الدول.
وقال 'اننا نقارن ما يحدث في العالم حاليا من إراقة للدماء في العديد من الدول وأوكرانيا جارتنا بما حدث في بولندا من صراع للاستقلال في ثمانينات القرن الماضي' داعيا الى ان تكون الطاولة المستديرة تلك 'عبرة وأملا لسعي الشعوب إلى الحوار السلمي والتواصل إلى الحلول بدون إراقة الدماء'.

الآن - كونا

تعليقات

اكتب تعليقك