'همجي وبربري'.. سليمان الخضاري واصفاً العدوان الإسرائيلي على غزة

زاوية الكتاب

كتب 351 مشاهدات 0


الراي

فكر وسياسة  /  غزة.. عروس عروبتكم!

د. سليمان الخضاري

 

عطفا على المقال السابق، واعترافا مني بجانب في هويتي طالما حاولت تجاهله، أستمر اليوم في الحديث عن مشاعر الزمن الجميل تجاه القضية الفلسطينية، تلك المشاعر التي تتجدد وتنتفض مع كل عدوان إسرائيلي همجي وبربري كالذي نعيشه هذه الأيام!

في البدء.. كانت الكرامة الوطنية..

مركزية القضية الفلسطينية مرتبطة بعناصر عدة من أهمها البعد الديني والقومي سابقا، والحقوقي سابقا ولاحقا، لكن الحقيقة الراسخة في علوم النفس والاجتماع هي ضرورة وجود القضية المركزية التي تتمحور حولها عناصر تكوين الأمم الحية، والقضية الفلسطينية كانت تلك القضية، بكل ما شكلته في النفوس من مثال للمساس بالكرامة الوطنية، والأخيرة بالمناسبة هي قيمة حقيقية نعيشها ونتفاعل معها.

رمزية القضية الفلسطينية هي أساس استمراريتها، فالقضية معبرة عن خليط من معان الظلم والقهر والاضطهاد والمعايير المزدوجة ومحاولة إلغاء وجود شعب بأكمله، وما يجعله أكثر مدعاة للسخط هو حدوثه تحت مرأى ومسمع العالم كله، وهو ما يوفر أرضية للتشكيك بالكثير من المفاهيم المتعلقة بالقانون الدولي والشرعية الدولية، وقد وفرت القضية الفلسطينية ورمزيتها الكثير من المتطلبات الأساسية لنمو الفكرين اليساري المتشدد والاسلامي المتطرف، كمحاولات مفهومة لفهم الصراع العربي الاسرائيلي وأبعاده ومقاربة حلوله.

في يوم القدس الذي أعلنه الإمام الخميني الراحل في الجمعة الأخيرة من كل رمضان محاولة رمزية أخرى لتوظيف القضية الفلسطينية في خدمة ما يسمى بمشروع الوحدة الاسلامية، ونقد هذا المشروع خارج إطار مقال اليوم، إلا أن تلك المحاولة تشي بإدراك عميق لما تشكله فلسطين وقضيتها في العقل الجمعي العربي والاسلامي وإمكانية أن يشكل التوحد حولها مدخلا لتخفيف الاحتقان في الملف الطائفي وهو أحد أسخن الملفات في منطقتنا منذ قرون طويلة!

للأسف، فإننا عندما نشاهد ما يحدث حاليا في غزة، ندرك كم تحركت القضية الفلسطينية عن مكانها الرئيس، فلا تجهيز غزاة ولا جمع أموال بالمعنى الذي حدث في مناطق أخرى، وارتفعت الأصوات لا بالتحريض على اسرائيل بل بدعوة الناس للدعاء لغزة وأهلها، في مشهد يكشف مقدار التناقض وخدمة المشاريع السياسية للأنظمة.

لا أخال الشاعر الكبير مظفر النواب سيعود لتذكيرنا أن القدس عروس عروبتنا، فلقد انزوت أحلامنا الكبيرة.. وبتنا ندعو الله أن «نسلم» على غزة.. وأهلها!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك