ائتلاف المعارضة: السلطة فقدت رشدها

محليات وبرلمان

استخدام الهوية الوطنية أداة في الصراع السياسي 'انتقام سافر'

4181 مشاهدات 0


اصدر أئتلاف المعارضة بيانا استنكر ورفض فيه القرارات الأخيرة لمجلس الوزراء عن سحب الجنسية ووصفها بالمتهورة وغير المسئولة وأن هذه والقرارات انتقام سافر غير اخلاقي ولا انساني ويعكس حقيقة فقد السلطة لرشدها، وفيما يلي نص البيان:

يواصل الشعب الكويتي رفضه واستنكاره ممارسات السلطة التي تزيد في القرارات المتهورة غير المسئولة متوهمة أنها بذلك تظهر الحزم والشدة ليخاف الشعب سطوتها ويتّقي تعسّفها وإن صدق فيها قول نبيّنا محمّد صلى الله عليه سلّم :'إنّ شرّ النّاس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه النّاس اتقاء شرّه'.

إن السلطة التي تستخدم سطوتها وقوّتها لتواجه شعبها بعد أن أفلست من أن تكسبه محبة فيها وتقديرا لجهودها من أجله وإعجابا لإتقانها فيما تولّت من شؤونه، سلطة بلغت فيها الجرأة أنها جعلت المواطنة ومعانيها سلاحا في يدها تسلّطه على خصومها ومعارضيها، وهي بذلك ترتكب جريمة في حق الوطن والمواطنين إذ تحط من قيمة المواطنة وتستخف بأهميتها في سبيل تحقيق مآربها الضيّقة والقصيرة النظر.

لقد اتضح للشعب الكويتي الأسلوب الانتقامي الذي تمارسه السلطة بجعل القانون أداة انتقام من معارضيها فقامت بسحب الجنسية من النائب السابق عبدالله البرغش وأشقائه وأبنائهم كما قامت بسحب جنسية رئيس مجلس ادارة قناة اليوم وصحيفة عالم اليوم احمد الجبر وأبنائه، تحت حجج واهية لا علاقة لها إطلاقا في القانون او الدستور ولتحقيقها هدف انتقامي في عقاب معارضيها.

إن استخدام المواطنة والهوية الوطنية أداة في الصراع السياسي هو تصرف مؤسف وخطير لا تدرك السلطة نتائجه وانعكاسه على الأمن الاجتماعي والوطني.

إن هذه الاجراءات والقرارات السياسية انتقام سافر غير اخلاقي ولا انساني ويعكس حقيقة فقد السلطة لرشدها ويثبت ان الكويت تمر بمرحلة غير مسبوقة في تاريخها بل هي أسوء مرحلة على الاطلاق فالفساد دمر سلطات الدولة ونخر مؤسساتها، وأموال الدولة وثرواتها مستباحة والدستور منتهك والقوانين باتت اداة قمعية في يد السلطة تستخدم ضد خصومها السياسيين والعدالة تائهة والحريات العامة مصادرة والسلطة ترعى المشبوهين والفاسدين، بينما المعارضين تتعرض حريتهم للكبت والضغط والملاحقات السياسية والزج بالسجون واسقاط المواطنة والهوية الوطنية، فالقواعد التي تقوم عليها الديمقراطية قوضت، وتحولت السلطة التشريعية إلى وسيلة بيد السلطة وأعوانها المتنفذين واصبح المجلس والدستور شكلا واطارا فارغا دون معنى او محتوى بل اصبح غطاء للفساد والمفسدين ولتوجهات السلطة القمعية الاخيرة.

إن المسؤولية الوطنية تتطلب من الجميع التصدي لكافة الانتهاكات الغير مسؤولة والتي تخيم على وطنهم وانعكاس ذلك على مستقبلهم ومستقبل ابنائهم.

إن سلطة هذا سلوكها تجعلنا في ائتلاف المعارضة الكويتية أكثر إصرارا وعزيمة على مواجهتها والتصدي لعبثها المتواصل ووضع حد له ينقذ الكويت من خطر يهددها ما بقيت هذه السلطة التي لا تستمد شرعيّتها من الشعب أبدا.

ونحن في ائتلاف المعارضة الكويتية بينما كنّا ننتظر إعادة النظر في سلوك الحكومة، واتخاذ قرارات توقف ممارساتها ومحاسبتها على ما اقترفته من انتهاك لحقوق المواطنة، فوجئنا باختزال أزمة الكويت في معارضة قانون الانتخابات ذو الصوت الواحد خلافا للواقع.

ولذلك نجد لزاما علينا أن نبيّن للشعب الكويتي ولرئيس الدولة بأن الكويت أزمتها أعمق وأكبر من قانون انتخاب، إن أزمتها كما بينها رئيس الدولة في مقابلة مع صحيفة 'فرانكفورتر' الألمانية في 26 أبريل 2010 :'خطأ البرلمان في أداء وظيفته يعود إلى الدستور الكويتي، لأن هذا الدستور يمزج بين النظامين البرلماني والرئاسي، ولذلك فلا هو رئاسي صرف ولا برلماني بإطلاق'، ولذلك تقدّمنا في ائتلاف المعارضة بمشروع تعديلات دستورية تفك هذا الارتباط المخل بين النظامين لننعم بديمقراطية حقيقية وفق نظام برلماني كامل، يتجاوز البدعة التي ابتدعتها الحكومة في نظام انتخابي ذو الصوت الواحد لأكثر من مقعد في الدائرة وهذا نظام لا مثيل له في أي دولة ديمقراطية.

إننا في ائتلاف المعارضة نعاهد الشعب الكويتي على مواصلة الحراك من أجل الحقوق وكفّ عبث السلطة، وحتى إقامة نظام برلماني كامل ينتخب في الشعب حكومته التي تمثّله عبر صناديق الاقتراع وفق قواعد الديمقراطية الحقيقية غير المشوّهة التي نمارسها منذ عقود أوصلتنا لهذه النتيجة.

نحن في ائتلاف المعارضة لا نسعى للصدام واستمرار حالة عدم الاستقرار، لكننا في الوقت نفسه لا يسعنا السكوت والتفريط بحقّ الشعب وحماية مكتسباته ومحاسبة من انتهك حرمة أمواله، وسنواصل تحرّكنا السلمي بكل رقي والتزام ولن نتوقف حتى إعادة بناء كويت جديدة تأخرنا كثيرا في بنائها.

ونعلن في ائتلاف المعارضة أن مساعينا في توحيد كلمة الشعب الكويتي ورصّ صفوفه وتنظيم حراكه مستمرة، مستفيدين من تجاربنا وخبراتنا التي اكتسبها الشعب خلال سنوات الحراك، وكلّنا أمل وثقة بأنه مهما زاد تعسّف السلطة وتعنتها فإن الشعب قادر على تجاوز ذلك بنفسه الأطول وإرادته الصلبة، والتاريخ شاهد على أن الشعوب هي المنتصرة في النهاية، مهما تأخر انتصارها ستصل إلى مبتغاها ولم يذكر التاريخ أن أنظمة تسلطت على شعوبها وانتصرت.

حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.

 

ائتلاف المعارضة

26 يوليو 2014

الآن - محرر المحليات

تعليقات

اكتب تعليقك