'حرجة وخطرة'.. الدعيج منتقداً إعادة النظر في ملف الجناسي

زاوية الكتاب

كتب 1035 مشاهدات 0


القبس

وعندما يقضي المتهم

عبد اللطيف الدعيج

 

خطوات حكومتنا الاخيرة بسحب الجناسي والتي ترتب عليها إيذاء خلق الله والخروج الواضح عن نهج الحكم العادل والمعتدل الذي عرفت به السلطة هنا، حيث ان تاريخ الحكم في الكويت مشهود له بالحيادية واحترام حقوق الافراد وخياراتهم. إذ لم تلجأ السلطة الى تهديد الافراد في احوالهم الاجتماعية او ارزاقهم على مر التاريخ المعروف للحكم. لدرجة انه في الستينات، اي بعد تدفق الثروة النفطية، تهكم الكثر من الذين شعروا الاهمال او التجاهل بان الحكومة تحابي من يعارضها وتكافىء من يتحداها.

لكن الحكومة مؤخرا لجأت الى عقاب المعارضين بسحب جناسيهم، او التهديد بسحبها. هذه الخطوات غير مفهومة وغير مقبولة ايضا. وتجعل المراقب اما يشك في نفسه، او يشك في حسن ادراك وفهم الحكومة.. وبالطبع من السهل الاختيار هنا.

اعادة النظر في امر التجنيس، او حتى السحب القاسي للجناسي ليس مشكلة، وليس عملا خاطئا بالضرورة. فهذا حق وواجب الحكومة. لكن استخدام الامر كسلاح بيد السلطة هو «الجريمة»، وهو الذي يدعو بشدة الى الاعتراض. وسلاح كهذا قد لا يجدي نفعا او يبدو خطيرا جدا في بلد مستقر وضارب في التاريخ. لكن في الكويت، ومجتمعها الحديث، والناشئ.. فان اغلب مواطنيها مهاجرون ونازحون، وان تفاوتت اوقات نزوحهم. وقد جرى في وقت من الاوقات وبمعرفة بعض اقطاب السلطة ودعمهم، جرى تجنيس الكثيرين لكسب ولائهم ولتغيير «الوعي السياسي والاجتماعي» في الكويت، وهذا ما يجعل امر اعادة النظر في الجناسي في الكويت امرا حرجا وخطرا. فهؤلاء الكثيرون ربما كانوا في وقتها لا يستحقون الجنسية. ولكنهم الآن وذريتهم مواطنون كويتيون لا يعرفون غير الكويت وطنا. بل الغريب والعجيب انهم لم يزوروا ولم يسعوا الى اللف والدوران للتحصل على الجنسية.. بل تم تجنيسهم وضمهم الى الكويت برضا ونشاط ومعرفة السلطات المعنية.. يعني تم اغراؤهم واصطيادهم، بل واستخدامهم لتحقيق الطموحات غير المشروعة وغير المبررة للبعض. يعني بالعربي لم يجرموا ولم يرتكبوا خطأ ولم يخالفوا القانون.. هناك تزوير، وهناك عبث في الملفات الخاصة بالتجنيس، هذه حقيقة لا يختلف اثنان عليها.. في واقع الامر، الآلاف المؤلفة في الكويت كما يشاع ليس لديهم ملفات. ومن ليس لديه ملف يعني انه لم يقدم اثباتات او دعاوى المواطنة.. بل هناك من قدمها نيابة عنه او تقبله من دون هذه الاثباتات. اي مرة ثانية انه لم يزور ولم يخالف القانون.. فكيف يعاقب اليوم هو وذريته، بينما من ارتكب الخطأ
في حقه وحق الوطن هو من يتولى تحديد هذا العقاب!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك