محمد البنوان يكتب.. شواهد قبور لاناس في عمر الزهور

زاوية الكتاب

كتب 778 مشاهدات 0


لا اظن ان احدا يختلف معي في كون كثير من طاقات الشباب قد وجهت الى غير سبيلها الذي من المفترض ان توجه اليه حتى انقلبت هذه الطاقات الى معاول هدم وتدمير تزيح الوجه الحضاري للبلاد لتغير النظرة العامة في المجتمعات الاخرى الى هذه الفئة التي تشكل ما يقرب من 60% من تعداد الشعب عموما فكثيرا ما نرى الغالبية العظمى من الشباب قد ارتدوا لباس المغامرة والانتحار ليهلكوا انفسهم وهم في اعمار الازهار ويذيقوا اهاليهم الضيم والمرار جراء رعونة الكثير منهم في القيادة الغير منضبطة لتطبق مفهوم التقحيص والتفحيط على شوارع صنعت لربط اواصر البلاد ليتغير بها الحال لتنقلب الى شواهد قبور لاناس كان من المفترض ان نرى غالبيتهم وقد توشحوا لباس التخرج من الجامعات وانظموا الى سوق العمل واعرق الشركات وتبوا اعلى المناصب ومركزا في الرياسات ومن جهة اخرى فان من لم يسعفه سنه للحصول على رخصة قيادة قد ارتاى تضييع وقته في الرسم على الجدران ووضع ابداعاته وكلامه الرنان واحيانا وضع ما يخدش الحياء والوجدان دون ادنى مسائلة رقيب او تفعيل لقانون يمكن من خلاله درا هذه المظاهر السلبية التي غزتنا دون ادنى انذار ودقت جرس الخطر والدمار ان هذه الاشكاليات التي نعانيها في مجتمعنا تضع لزاما على جمعيات النفع العام المساة بالاسلامية وضع خطط حقيقة على ارض الواقع للاستفادة العملية مما يمكن لهؤلاء الشباب تقديمه لمجتمعهم فكثير منهم ان لم يكن كلهم يحوي في طياته حقيقة انسان مبدع تحتاج الى من يظهرها الى العالم الواسع وينميها في فضاء العالم الشائك لتنبت زهورا يانعة وثمارا طازجة يستفيد منها الناظرون ويتمتع بعظيم انجازاتها المراقبون وفي الواقع فان مراكز الشباب الرياضية المنتشرة في المناطق السكنية والتي من المفترض ان تقوم بهذا الدور قد تراجع دورها بشكل ملموس وقلت نشاطاتها الثقافية والدينية والتوعوية بل وحتى الرياضية الهادفة فلم يعد هذا المركز مؤسسة لبناء المجتمع بقدر كونه ملعبا يجتمع فيه الصالحون والفاسدون ليغلب احد هذان الطرفان الاخر في معادلة من يؤثر على من والغلبة في كثير من الاحيان وللاسف تكون للطرف الفاسد المتسيد للساحة بجبروت العنفوان وبحبائل الشيطان ان الشباب ثروة وعقول يمكن الاستفادة منها في السنين القادمة لتشكيل مصادر جديدة للدخل القومي فالنفط في العرف والحقيقة الى زوال ويبقى الاستثمار في البشر هو الاستثمار الوحيد الممكن ان يستمر الى مراحل متقدمة من مستقبل هذه البلاد وخلالها سيكون لكل عنصر منا دور في تكوين خارطة الكويت الاقتصادية المستقبلية هذا ان استطعنا ان نحولها الى مركز مالي وتجاري عالمي قائم على اصول شرعية دينية وعلى اسس متينة تطويرية ...

الآن - رأي: محمد البنوان

تعليقات

اكتب تعليقك