'غير مسبوق'.. عصام الفليج منتقداً التخاذل العربي والإسلامي عن نصرة غزة

زاوية الكتاب

كتب 843 مشاهدات 0


الوطن

آن الآوان  /  كاد اليهود يدفنون الجنود أحياء في ألمانيا

د. عصام عبد اللطيف الفليج

 

مما قرأته عبر المدونات، ان أحد سجناء الروس في الحرب العالمية الثانية، كتب في مذكراته: أجبرنا الألمان عام 1941م على حَفر حُفَرٍ عميقة في الأرض، وبعد ان أتممنا ما أرادوا، أحضروا مجموعة من اليهود وألقوا بهم في الحُفر، وأمرونا بدفنهم، فرفضنا ذلك العمل الشنيع، فأمر الألمان بالقائنا في الحُفر بدلا عن اليهود، وأمروهم بدفننا، فبدأ اليهود بانهيال التراب علينا دون تردد، وكاد التراب يغمرنا لولا ان أوقفهم الألمان وأخرجونا، لنفاجأ بالقائد الألماني يخاطبنا صارخا: أردتكم فقط ان تعرفوا من هم لأنهم ناكرون للجميل، وليس لهم صاحب أبداً!!
ذكرت هذه الرواية مع الأحداث الاجرامية التي يقوم بها الصهاينة في غزة، في تطور غير مسبوق بين الطرفين.. الاسرائيلي والغزاوي، قصف اسرائيلي مضاعف ومركز جوا وبحرا وبرا، وقتل الأبرياء العزل والأطفال والشيوخ والنساء، وتدمير المنشآت والمباني.. وحتى المساجد والمستشفيات!!
وبالمقابل.. رد غزاوي غير مسبوق، بصواريخ بعيدة المدى، ثقيلة التفجير، واسعة التأثير.
انقلب اليهود على كافة اتفاقيات السلام مع الفلسطينيين وغيرهم، وآخرها التي لم يمض شهر على اقرارها مع سلطة رام الله، وذلك بعد توقيع اتفاقيات حماس وفتح!
وللأسف.. أعلنت بعض الدول الغربية دعمها لاسرائيل لأنها تدافع عن نفسها!! كيف ذلك.. واسرائيل هي من بدأت الحرب؟!!
وناشدت الامم المتحدة اسرائيل لوقف الحرب، دون جدوى، حتى الوقف الانساني لاخلاء الجثث ماطلت به وأخرته عدة أيام!
ولم يفت ذلك من عزم الغزاوية الأبطال الشجعان، فواصلوا الحرب، واختطفوا جنديا اسرائيليا وسط أصحابه، وعلى الارض التي يسيطر عليها الاسرائيليون، وانتزعوا شريحة الكترونية زرعت تحت جلده حتى لا يعرفوا مكانه، وتعطلت حركة الطيران والسياحة، كما فعلت اسرائيل في لبنان، وتأثر الاقتصاد وحركة التجارة، وأخيرا.. بدأت النداءات الغربية لحماس لايقاف الحرب!!
بل.. وبادرت بعقد المؤتمر في فرنسا، وبحضور دول غربية، على غير العادة!!
ووسط هذا الزخم اليومي من الاخبار والتفاعلات السياسية والاعلامية، يخرج علينا في «عالمنا العربي» المحبطون كالعادة، الذين لا من خيرهم، ولا كفاية شرهم، يلفهم الكِبر من جانب، والحقد الأعمى من جانب آخر، متمثلين قاعدة «اذا خاصم فجر».
وللأسف.. فقد سبق هؤلاء المرجفون والمخذلون - المسلمون - أناسا من غير المسلمين، في جميع بلاد العالم، استنكارا للاجرام الاسرائيلي، فخرجوا عشرات الآلاف في مظاهرات، في أوربا وأمريكا الشمالية والجنوبية وأفريقيا وآسيا وأستراليا، من جميع الأديان والمذاهب والطوائف والتيارات السياسية والفكرية والاقتصادية، وتصدر ذلك زعماء وسفراء، مثل:
< لبس ملك السويد وزوجته الكوفية الفلسطينية، وشاركا في مظاهرة ضد اعتداءات اسرائيل على غزة.
< استنكار رئيسة البرازيل الشديد، ونشر لقطة لها وهي تبكي أمام صور جثث الأطفال.
< منعت السويد طائرات اسرائيلية من عبور أراضيها.
< سحبت البرازيل سفيرها من اسرائيل احتجاجا على القصف.
< لبس مندوب بوليفيا الكوفية الفلسطينية في مجلس الأمن عند مناقشة العدوان على غزة.
< حمل نجم الكرة البرتغالي «كريستيانو رونالدو» لافتة عليها علم فلسطين كتب عليها «كلنا مع فلسطين».
وغيرها عشرات من النماذج العجيبة والغريبة، وسط تخاذل عربي اسلامي غير مسبوق، متناسين ان الاسرائيليين وأعوانهم، سينقلبون عليهم يوما ما، كما فعلوا مع الجنود الروس، وكما فعلوا مع صدام والقذافي.. وغيرهم كثير!!
وأفتخر ان الكويت من أوائل الدول الرافضة للعدوان، على المستوى الحكومي والبرلماني والشعبي، وحوت كلمة سمو الامير السنوية في العشر الاواخر من رمضان ذلك الاستنكار.
اقول لمن تخاذلوا عن نصرة أهل غزة، ان لم ترغب بنصرة اخوانك المسلمين، فلا اقل من ان تكف أذاك عنهم، وكما قال الشاعر:
لا خَيلَ عندكَ تُهديهَا ولا مالُ
فَليُسعِدِ النُّطقُ ان لم تُسعِدِ الحالُ

وأدعوكم جميعاً للاطلاع على حجم المظاهرات العالمية ضد اسرائيل على هذا الرابط، http://mondoweiss.net/2014/07/worldwide-protest-israeli.html
وأسأل الله عز وجل ان يثبت المجاهدين في أرض الرباط، على أكناف المسجد الأقصى.
٭٭٭
يقول ابن القيم رحمه الله: «وأي دين وأي خير فيمن يرى محارم الله تُنتهك، وحدوده تُضاع، ودينه يُترك، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يُرغب عنها، وهو بارد القلب ساكت اللسان، شيطان أخرس، كما ان من تكلم بالباطل شيطان ناطق».

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك