اعترافنا بالأخطاء هو المدخل الفعلي للإصلاح.. برأي تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 751 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  عيدكم مبارك وتقبل الله طاعتكم!

د. تركي العازمي

 

في 2 يناير 2012 كتبت مقال «دروس من عام 2011» وذكرت فيه « وتطوينا الأيام كطي الصحف».. كنت في حينها ومازلت ممسكا بالأمل في الإصلاح ويبدو لي ان «الفكرة ما زالت مشوشة» كما بينت في ذلك المقال!

لماذا يستمرالتشويش على طريقة تفكيرنا؟ هل هو نقص فينا ونحن شعب تعداده فوق المليون بقليل وننعم بكفاءات كثر ومهددين بالعجز في الميزانية عام 2022 كما أكد وزير المالية السابق الشيخ سالم عبدالعزيز الصباح!

هل يعني هذا اننا نعاني من «قلة الدبرة» أم ان المسطرة المستقيمة في مكان ما لم تصل لها أيدي أصحاب القرار لتفعيلها!

قرابة الثلاثة أعوام عدت... والأحداث من حولنا ملتهبة وعلى الصعيد المحلي غير مستقرة على مستوى إدارة المؤسسات العام منها والخاص، ونكتب اليوم هذا المقال في مناسبة كريمة طيبة، وهي عيد الفطر أعاده الله علينا وعليكم ونحن في حال أفضل إن شاء الله.

أمضينا أيام شهر رمضان المبارك.. ليال عظام فيه صفدت الشياطين وفتحت أبواب الرحمة والمغفرة لكل من توجه للباري عز شأنه بدعاء تسبقه طاعة خالصة لوجهه الكريم.

يفرح الأطفال الصغار بالعيد.. يجتمع الكبار ويتبادلون التهاني ويبقى هناك وطن يبحث عن من يبارك له في تحول الحال إلى حال أفضل.

قدرة الله تفوق كل المشككين.. تفوق كيد كل مخلوق بشري.. تفوق قدرة كل متنبئ بالأحداث و«لا تزر وازرة وزر آخرى».

للوطن بسمة نحتاج إعادتها إلى مكانها مثلما كانت في عهد السبعينيات.. للوطن واجب يحتم علينا القيام بمسؤولياتنا اتجاهه و«لا ضرر ولا ضرار» وسياسة «سدد وقارب» هي المطلوبة.

نعلم اننا على المستوى القيادي مقصرون تجاه الوطن ولن نفصل في هذا الجانب، فببحث في ما ذكرناه في مقالات سابقة كفيل بتوضوح المستوى القيادي الذي يعتبر سببا في تدهور الأحوال المحلية.

لا نريد لحالة الخصام أن تستمر ونريد من يأتي إلينا لإغلاق الخلل والفجوة التي باعدت بين بسمة الوطن المرجوة وضحك الأطفال الأبرياء في مناسبة العيد وغيرها من المناسبات السعيدة.. الصغارالذين لا يعرفون ما تختزله عقول الكبار.

لا نريد ترك الحالة القيادية على ما هي عليه لأن القيادية التحويلية تحتاج إلى نمط قيادي فذ يختلف جملة وتفصيلا عن المعمول به، ولهذا قال المولى عز شأنه في محكم تنزيله «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» بمعنى ان التغيير من سوء إلى شر ومن شر إلى سوء مرتبط بتغيير البشر لسلوكياتهم ومعتقداتهم قولا وفعلا.

صحيح اننا مسلمون بالفطرة.. صحيح اننا صمنا وصلينا لكن «من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له» ونحن نشاهد من الممارسات ما يشيب له شعر رأس الشباب.

عقولنا هي البوصلة الحقيقية التي تدلنا على فعل الخير للوطن وبسط الحالة الإصلاحية كما ينبغي.. وهنا أدعو كل صاحب قرار أن يتقي الله في الوطن وأن ننبذ حالة الخصام ونبحث عن علاج سريع لمشاكلنا المحلية.

إن اعترافنا بالأخطاء هو المدخل الفعلي للإصلاح... والحق يراد أن يتبع واعلم ان بعض القرارات المطلوب اتخاذها ستصطدم بهوى النفس، وطبيعي أن يحصل هذا لأن معظم خياراتنا الخاطئة عند تنصيب القياديين كانت مبنية على ولاء المرشح والنفوذ والواسطة والمحسوبية وكلها مؤثرات نابعة من ميول هوى النفس الأمارة بالسوء!

مما تقدم. ندعو المولى عز شأنه أن يهب ولاة الأمر البطانة الصالحة وأن يحسن أصحاب القرار في اختيار قياديين من الكفاءات المتسمة بالنزاهة لأن حسن الاختيار كفيل بتغيير الحال إلى حال أفضل و«عيدكم مبارك وتقبل الله طاعتكم جميعا».. والله المستعان!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك