هل الكويت بحاجة إلى كل هؤلاء الذين يسكنونها؟!.. وليد الجاسم متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 708 مشاهدات 0


الوطن

البرميل الأخير

وليد جاسم الجاسم

 

يوم أمس، وفيما كنت أحتفل بحلول أول أيام عيد الفطر السعيد أعاده الله علينا وعلى الجميع بخير، وبينما أقود سيارتي متنقلا من شارع الى شارع ومن منطقة الى منطقة ومن محافظة الى محافظة، كانت اقصى مدة يستغرقها المشوار الواحد لا تتعدى العشر دقائق.
تذكرت العذاب اليومي الذي يصيبنا في «حرب الشوارع» وتيقنت ان الكثير من حالات التوتر والانفعال والضجر وانفلات الاعصاب التي زادت انما تصيب الناس بسبب الزحام غير المبرر الذي نعيشه يوميا حتى صرنا أسوأ من أسوأ المدن في الاكتظاظ المروري وعدم انسيابية الطرق. ويا زين شوارع بيروت والقاهرة ودبي في الازدحام اذا ما قورنت ببعض شوارع الكويت التي لم تسلم حتى طرقها السريعة من الزحام، حتى صار الدائري الرابع الشهير بزحامه أهدأ وأهون من شقيقه الخامس!!
تساءلت بيني وبين نفسي: هل الكويت بحاجة إلى كل هؤلاء الذين يسكنونها؟.. وماذا لو قررت الكويت فجأة الاستغناء عن نصف الوافدين الموجودين فيها حالياً؟!.. هل ستتوقف الحياة؟ هل ستتعطل مصالح الناس؟.. هل ستتوقف أنفاسنا.. ونموت؟!
أبداً.. بل على العكس ستزيد جرعة الاعتماد على النفس، وسوف يضطر حتى الاتكالي الكويتي إلى الاعتماد على ذاته وقضاء حاجاته بنفسه واعتماد مبدأ ما حك ظهرك غير ظفرك.
بل حتى الأسعار بشكل عام أظن انها بعد فترة اضطراب مؤقتة سوف تتراجع بتراجع حتمي لأسعار السلع والعقارات، وبالتالي ستنخفض معها تكاليف الخدمات. ومن يعلم.. ربما يطلع علينا جيل كويتي قادر على أداء حتى الأعمال الفنية والحرفية التي عجزت المدارس عن خلقها مثلما عجز سوق العمل عن ابتداعها، فظللنا ندور في الدوامة نفسها التي نسمعها سنويا مع افتتاح كل دور انعقاد برلماني عن اضطراب تركيبة سكانية يبدو أنه لن يكتب لها ان تتعدل الا بعدما تنضب آبار النفط وتعجز عن تعبئة البرميل الأخير.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك