هل من نهاية للموت المجاني في غزة؟!.. سؤال يطرحه ويجيب عنه خليل حيدر

زاوية الكتاب

كتب 432 مشاهدات 0


الوطن

طرف الخيط  /  مأساة غزة.. هل من نهاية؟

خليل علي حيدر

 

من أعطى حماس والجهاد وغيرهما هذه الصواريخ بسخاء، قد يعطيها مستقبلاً لتنظميات أخرى!
ومن ضرب اسرائيل بمئات الصواريخ دون أي تنسيق او استشارة مع الاردن ومصر والسعودية بل وحتى مع السلطة الوطنية الفلسطينية، قد يصبح قدوة للكثير من المجاهدين الآخرين، في دول عربية واسلامية أخرى!
مخزون اسلاميي غزة من هذه الصواريخ هائل فيما يبدو فقد رفضوا بشدة مبادرات التهدئة، وعندما انتهت هدنة الـ 12 ساعة، سارعت «كتائب القسام» الحمساوية، بالعودة الى اطلاق الصواريخ نحو مدن اسرائيل.
بالطبع لم يلتفت احد من هؤلاء الاسلاميين الى ماجرى لمباني غزة ومساكنها وشققها، ولم يعبأ بآلاف القتلى والجرحى والمشردين ومن دمرت حياتهم الى الابد.
«غزة محاصرة».. هذا صحيح ولكن حماس بدورها لا تعترف بأي علاقة او مداراة مع اسرائيل، بل ولا تعترف بحق اسرائيل وشعبها حتى في الوجود.
«حماس» في الواقع لا تعترف حتى بالأنظمة العربية، وان كانت لا تجد الظرف مواتياً الآن لتعرّي فكرها السياسي وموقفها من بقية الجيران، وعندما سار اخوان مصر الى السلطة شبراً سارت ذراعاً، وعندما مشت الى الهيمنة والتمكين.. هرولوا إليهما.
ولو دامت السلطة والسلطان للاخوان في مصر، لقلبت حماس الدنيا، ولأرسلت رسلها ورسائلها وتهديداتها الى عموم دول الجوار وغيرها، بأن استسلموا للاخوان تسلموا! اولا تستلموا وادفعوا لنا «الجزية»!
ماذا كان يحدث لنا جميعاً لو كان د. مرسي على عرش مصر بيده صولجان الاخوان، وكان اسلاميو تركيا رهن اشارته وفي قلب مخططات الاخوان وحماس، وخبرة «الحرس الثوري الايراني» ترفرف على الجانبين؟ الجنرال «محمد علي جعفري»، القائد العام للحرس تحدث يوم امس في الـ «فيسبوك» مهدداً بـ «تدمير اسرائيل عن بكرة أبيها»، شريطة أن يفتي المرشد الأعلى للثورة السيد آية الله خامنئي بالجهاد، ويعجب القارئ: لماذا لا تدمر القوات الايرانية داعش «عن بكرة ابيها»، في الشام والعراق، حيث قتلت اضعاف ما قتل الاسرائيليون من الفلسطينيين، وقلبت حياة الشيعة في عموم مناطق الشام وبلاد الرافدين الى جحيم، ولاتزال تهدد مراقد ومدن الشيعة المقدسة في بغداد وكربلاء وسامراء والنجف الاشرف؟
هل صواريخ حماس مجلوبة من ايران؟ وهل استفادت ايران والحرس الثوري من الخبرة الروسية في صنعها؟
فلماذا اذن لا تصيب اهدافها رغم كثرة عددها، حتى صار بعض المحللين يسميها «المواسير الطائرة»!.
غير ان ما اقدمت عليه «حماس» ضد اسرائيل، مهما كانت درجة التنسيق مع الحرس الثوري الايراني، امر خطير للغاية، ولو لم تكن لدى اسرائيل «قبة حديدية» وصواريخ مضادة، لكان الدمار هائلا في المدن الاسرائيلية والقتلى والجرحى ربما بالمئات والآلاف.
ماذا كانت ستفعل السلطات الاسرائيلية آنذاك؟ هل كانت ستقف متفرجة؟ هل كان «الكنيست» الاسرائيلي سيقف لا مباليا؟
الارجح ان اسرائيل كانت ستهجم بكل قوتها وجيشها على الجانب الفلسطيني، وتقتلع غزة من جذورها، وربما تدمر كذلك مدن الضفة الغربية!.
واذا رأى الامريكان والاوروبيون مدن اسرائيل مدمرة، ومدارسها ومستشفياتها ومبانيها مشتعلة، والناس مغطين بالدماء وسط الخرائب، فسيكون للعالم كله موقف آخر حتى من القضية الفلسطينية!
هل كان سكان غزة موافقين على سياسة حماس؟ هل ثمة اعلام حر وبرلمان صريح في غزة؟
هل يستطيع اي فلسطيني ان يقول لهؤلاء المغامرين اللامبالين بالموت والدمار.. كفى! لا نريد هذا الموت المجاني! ولكن هل ردعت كلمة كفى سياسات حزب الله في لبنان؟ نحن في دوامة محزنة حقا، يدفع ثمنها مئات الالوف من رجال ونساء لبنان وفلسطين، وملايين الناس الغارقين في بؤس السياسة العربية!

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك