سالم الشطي: لهذه الأسباب العيد هذا العام لونه أحمر!

زاوية الكتاب

كتب 919 مشاهدات 0


الراي

فيض الخاطر  /  عيدنا.. أحمر!

سالم الشطي

 

عيدٌ.. بأي حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمـر فيك تجديد

أما الأحبة فالبيـداء دونهم فلــــيت دونـك بيداً دونهـا بيد

(أبو الطيب المتنبي).

***

في قنوت ليلة 29 من رمضان، وهي آخر ليلة منه، لم يتمالك الإمام نفسه وهو يقول: اللهم اجبر كسر قلوبنا في وداع شهرك المبارك، واجعلنا فيه من المقبولين والعتقاء من النار. فانعكس ذلك على المصلين وهاجوا في البكاء، وهكذا في نهاية رمضان من كل عام تختلط في قلوب المؤمنين مشاعر الحزن والفرح، الحزن وانفطار القلب بوداع الضيف الحبيب على قلوبنا شهر الخير والطاعة والقرآن والرحمة والمغفرة والعتق من النيران. والفرح عند فطره بقدوم العيد، فيفرح بما أنعم الله عليه وتفضل من توفيق للصيام والقيام وأداء العبادات المتنوعة، وحُقّ له أن يفرح بما أباح الله له، ولكن... العيد هذا العام لونه أحمر، وطعمه مختلف!

***

• عيد.ٌ.. بأي حال عدت يا عيد، فالمسجد الأقصى أولى القبلتين محتل من قبل الصهاينة وازداد انتهاكهم له والاعتداء عليه وعلى المصلين فيه بشكل مستفز، عفواً أقصد كان مستفزاً عندما كان هناك إحساس وشعور بعروبة ودين وغيرة ومسؤولية مشتركة، عندما كنا لبعضنا البعض «كالبنيان الواحد، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعت بقية الأعضاء بالسهر والحمى».

• يأتي العيد هذا العام، وآلة الإرهاب الصهيوني المحتل تعيث بأهل غزة فساداً وقتلاً وتدميراً، نال الأطفال والنساء أكثر من غيرهم، والعرب والمسلمون «صمٌ بكمٌ عميٌ فهم لايفقهون»، يرون الظلم والارهاب والاعتداء على اختهم غزة، فلا يكتفون بالصمت واللامبالاة، بل يعيبون على أهل غزة ويشتمونهم ويتمسخرون عليهم، والأدهى من ذلك والأمر وربما ينتقل بصاحبه من دائرة الإسلام إلى الكفر حين يتمنى البعض نصر اليهود الصهاينة على المسلمين في غزة، وإبادتهم، وهنا مكمن الخطورة، فلا ولاء للمؤمنين، ولا براء من الكافرين، بل مظاهرة لليهود ومعاونة لهم على المسلمين، وتناسوا قول المولى عز وجل: «ومن يتولهم منكم فإنه منهم»!

***

• عيدٌ... بأي حال عدت يا عيد، وأرض الشام ارتوت من دماء السوريين «الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله»، فقتلوا بوحشية، وهُدِّمَت «صلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً»، وانتهكت الأعراض واغتصبت الأموال، وترمّلت النساء، ويُتّمَ الأطفال وشُرّدوا، ولكن يبقى الأمل «ولينصرن الله من ينصره».

***

• عيدٌ... بأي حال عدت يا عيد، والعراق ينزف، وتحولت ألوان نهريه إلى الأحمر، في اضطهاد نظام طائفي قابلته ثورة عشائرية، ثم يأتي «داعش» ليستغل حالة الفوضى ويعلن إنشاء دولة وخلافة مزعومة من لا يرضى به أو يبايعه من المسلمين يُقتَل فإن كان غير مسلم أخذوا منه جزية! في تناقض واضح وجهل بأحكام الشريعة والمصالح والمفاسد!

***

• يأتي العيد وأرض الحكمة اليمانية تتعرض لمؤامرة تم التخطيط لها، ونفذها الحوثيون، بتسهيل وغض النظر من النظام الحاكم هناك، فعاثوا في الأرض فساداً وشردوا من خلفهم، حتى وصل الأمر الى قصف بالطائرات والدبابات للمسلمين!

• وإن نسيت فلا أنسى أفريقيا الوسطى وبورما اللتين يتعرض فيهما المسلمون لحملة إبادة وتصفية عرقية دينية، فالقتل هناك على حسب الدين، بوحشية لا تكاد ترى لها مثيلا، فمجرد وصفه يقشعر منه الأبدان، فكيف لو رأيت صوره أو مقاطع الفيديو الخاصة به، بلا شك سيغادر النوم أعين من كان له قلب!

***

تكالبت الأمم على المسلمين من كل حدب وصوب، كما تتداعى الأَكَلَةُ على قصعتها، ولسنا قلة والله فنحن كثير، ولكننا غثاء كغثاء السيل، فيا رب اغفر لنا تقصيرنا في نصرة الإسلام والمسلمين وخنوعنا، فقد تبايعنا بالعينة وتعاملنا بالربا ورضينا النفط والكراسي، وتركنا الجهاد في سبيل الله، ولذلك سلط الله علينا ذُلاً لا ينزعه حتى نرجع إلى ديننا.

ويا رب ارحم ضعف قوتنا، وقلة حيلتنا، وهواننا على الناس، وردنا إلى ديننا رداً جميلاً يا رب العالمين، ولا تجعل مصيبتنا فيه.

عيدكم مبارك، وتقبل الله طاعتكم، وكل عام وأنتم بخير.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك