اغتيال 'سلوى' و'عقيلة'!.. بقلم خليل حيدر

زاوية الكتاب

كتب 1018 مشاهدات 0


الوطن

طرف الخيط  /  اغتيال 'سلوى' و'عقيلة'

خليل علي حيدر

 

عندما نجح الشعب الليبي في الاطاحة بوحش طرابلس معمر القذافي، كانت المحامية والناشطة السياسية الليبية «سلوى سعيد بوقعيقيص» بين اشد الناس فرحا بذلك الحدث التاريخي. وقد صرحت لاحد المراقبين في جماعة «هيومن رايتس» الدولية قائلة: «لم نكن نحلم، مجرد الحلم، بأن تنجح انتفاضتنا بهذه السرعة. وعلينا الآن ان نبدأ من الصفر. لقد دمر القذافي كل مؤسساتنا ولم يترك سوى الخوف في الحكم. ارجوك ان تبلغ العالم بأن يكون صبورا معنا».
فقال لها المراقب: «اننا ندرك التحديات المقبلة، وسنساعد النشطاء الليبيين في النضال من اجل حقوق الانسان».
قابل هذا المراقب الناشطة الليبية لاول مرة في بنغازي في فبراير 2011، ويقول ان اياما قليلة «كانت قد مرت على نجاح احتجاجات الربيع، ضد كل التوقعات، في انتزاع السيطرة على شرق ليبيا من جيش القذافي الوحشي، وبعد ايام من قتل المتظاهرين في الشوارع. وكانت سلوى بوقعيقيص وشقيقتها ايمان، ضمن اوائل من التقينا بهم من النشطاء المعارضين للقذافي».
ويضيف المراقب في تقرير الكتروني، نشر فور اغتيال الناشطة الليبية يوم 2014/6/25 في المدينة نفسها: «كانت الناشطة الحقوقية البارزة سلوى بوقعيقيص، تمثل على الدوام مشهدا يلفت الانظار في بنغازي. فقد كانت بتخليها عن الحجاب ومشيتها الى اجتماع بعد اجتماع، واحدة من القلة التي واصلت تحدي المليشيات الاسلامية رغم التهديد والعنف المتصاعدين، وقد استمرت، بعد سنوات من التصدي لطغيان معمر القذافي والدفاع عن النشطاء الاسلاميين، الذين حاول بعضهم الآن فرض وجهات نظرهم عليها وعلى غيرها من السيدات، استمرت في الذود عن نفسها وعن سائر سيدات ليبيا».
كانت سلوى سيدة متميزة على الصعيد المهني والسياسي والعائلي، ومثالا للمهنية الواثقة التي يتطلع اليها العديد من الليبيات، وكانت عميقة الايمان بالحوار الوطني، لم تتوقف عن الحشد من اجل انجاحه. وقد تركت سلوى خلفها زوجا فقد بعد الكمين الذي نصب لمنزلهما في بنغازي، وثلاثة اطفال. اغتال المسلحون الناشطة الحقوقية والام الليبية برصاصة في الرأس، حسبما افادت مصادر طبية وامنية، كما تعرضت لعدة طعنات في عدة اماكن من الجسم. «وقبل ساعات من مقتلها، نشرت المحامية المغدورة صورا على صفحتها الخاصة في الـ«فيس بوك»، تشير بوضوح الى تجمع بعض ميليشيات عناصر تنظيم الشريعة المتطرفة وهم يحملون علم تنظيم القاعدة بالجوار من مقر اقامتها. وافادت تقارير اخبارية ليبية بأن «بوقعيقيص» لقيت حتفها بعد اقتحام مجهولين منزلها واطلاق النار عليها». واضافت الشرق الاوسط «ان عصام الغرياني زوج الناشطة والعضو المنتخب اخيرا للمجلس البلدي في بنغازي مفقود» (2014/6/27).
شجاعة المحامية الليبية تذكرنا بامرأة لا تقل عنها شجاعة، والتي تعرضت للاغتيال وهي تغادر منزلها، وهي السيدة «عقيلة الهاشمي» التي لم تكن ابرز الدبلوماسيين العراقيين فحسب، بل كانت ايضا من اقوى المدافعات عن حقوق المرأة.
اغتيلت د.الهاشمي 2003/10/2، بعد اشهر قليلة من سقوط نظام صدام، حيث فتح مسلحون النار على سيارتها، لمشاركتها في مجلس الحكم العراقي في النظام الجديد، واصيبت الهاشمي في منطقة البطن، ونقلت الى المستشفى، وتوفيت متأثرة بجراحها. وجاء في بيان رسمي انها ستدفن في مدينة النجف بعد الصلاة على جثمانها في مسجد الكاظمية.
وقد درست «الهاشمي» القانون في بغداد وتخرجت عام 1978 والتحقت بمكتب العلاقات الخارجية للاتحاد العام لنساء العراق، ثم سافرت الى باريس حيث نالت شهادتي الماجستير والدكتوراه، وعملت استاذة للغة الفرنسية بضع سنوات قبل التحاقها بوزارة الخارجية.
كان الرئيس صدام حيا ومختبئا آنذاك، وكانت الاغتيالات والتفجيرات تتوالى في بغداد وغيرها، والجماعات الارهابية تتشكل وتنتشر رافعة راية «المقاومة الوطنية الشريفة» ضد الغزو الامريكي.
ولم يكن الكثير مما هو معروف اليوم عن هذه التشكيلات معروفا يومذاك!

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك