في ذكرى الغزو العراقي، يكتب عبدالكريم الغربللي:

زاوية الكتاب

الاحرار ملاحقون ومعتقلون والفاسدون المتهمون بالسرقات والتآمر على نظام الحكم طلقاء بصدارة المجلس

كتب 4357 مشاهدات 0

 الغزو العراقي على الكويت - من الانترنت

بتاريخ 1 أغسطس 1990م التاريخ الصحيح لذكرى غزو قوات النظام العراقي الغاشم أتقدم لشهيدات وشهداء الوطن بالعرفان والامتنان لما بذلوه من تفاني وبسالة وهم يذودون عن حمى الوطن ولم يترددوا في التضحية بأرواحهم كي تبقى الكويت حرة ومستقلة..، كما لايفوتني الاشادة بصمود الشعب الكويتي الوفي وتمسكه بشرعيته ونظامه بصورة اجماع غير مسبوقة لدولة أراد الغزاة اقتلاعها من الجغرافيا والتاريخ..، فخسيء الغزاة وتحررت الكويت، فهل تم تنفيذ وصية الشهداء؟!!! وهل تم تلبية تطلعات الشعب؟!!! بكل أسف واقعنا لا يرقى لتضحيات الشهداء ولا لوفاء الشعب..، فحالنا اليوم يضاهي سوء ما كان الوضع عليه قبل الغزو الغاشم عندما جردت الامة من سلطاتها باستبدال مجلس الامة بالمجلس الوطني، واليوم لدينا مجلس لا يهش ولا ينش اضعف من الضعيف 'ويفشل' يستقيل من الشرفاء ويتشبث به الضعفاء...، ومن المعلوم ان تاريخ الكويت يؤكد انه كلما اختفى مجلس الامة سواء بالحل او بالإضعاف تهل علينا المصائب ولكوارث.. الازمة الاقتصادية عام 1976 تلتها كارثة المناخ 1981 تداعيتها مستمرة حتى الان، وأزمة الغزو الغاشم 1990، واستمر الحال بنسق لعبة 'الثعبان والسلالم' وكلما عبر الشعب عن تمسكه بحقوقه الدستورية جاء مربع الثعبان ليرجعها الى مربع البداية..، حتى انتهى بنا الحال بحكومة مستأسدة على مجلس ركيك ومنبطح لرغبات الحكومة بدلا من مراقبتها.
الحكومة اليوم تتمادى بإجراءاتها القمعية ضد كل من تسول له نفسه التحدث ـ مجرد التحدث ـ عن الفساد الشاخص بمنشئات فاشلة او سرقات مالية ضخمة، ادين مرتكبيها 'بسوء السمعة' من قبل لجنة مستشارين شرفاء، ومن المدانين الأن نواب في مجلس أبو صوت..!! ويضيق صدر الحكومة بصحيفة وقناة تلفزيونية يتيمتين تبنت وجهة النظر غير الحكومية، فبعد عدة محاولات حكومية لقمعهما فشلت قضائيا، جاءت الحكومة بفكرة تطبيق قانون الجنسية بصورة انتقائية...، دون حتى الإشارة الى الجهة التي كانت وراء منح الجنسية بصورة غير مشروعة!!! والموضوع لا يحتاج الى إيضاح فحتى الحكومة تدرك قبل غيرها معاييرها المزدوجة في تطبيق القانون... وهل هناك نواب لن ينجو من تطبيق القانون اذا ما طبق عليهم ؟!! الحكومة تسوي روحها لا تعلم!!! الحكومة باغلاقها قنوات المعارضة وصحفها قد فتحت الباب على مصراعيه ـ بعلم او قصر نظر ـ لانتقال المعارضة إعلاميا في فضاء الانترنت واليوتيوب والقنوات الفضائية خارج الكويت والخارجة عن سيطرة ومراقبة ونفوذ الحكومة...!!! ولكل داء دواء...
أرواح الشهداء الابرار شعبنا الوفي،
نعلم انكم غير راضون على وضع الكويت اليوم فلا دستور متقيد به، ولا مجلس يعتمد عليه، ولا مواطنين مطمئنون على مستقبلهم، الاحرار اما ملاحقون او هم معتقلون... والفاسدون المتهمون بالسرقات والتآمر على نظام الحكم طلقاء ويحتلون صدارة المجلس...! واراضي الدولة توزع على غير المستحقين وعلى أبنائهم وبناتهم وزوجاتهم...!!! وفضيحة المكلسن تحال من مجلس الأمة الى ديوان المحاسبة بصفة الاستعجال منذ 18 نوفمبر 2009م وحتى هذه اللحظة لا يوجد رد...!!! والحكومة تطلب من الذي لديه معلومات عن الفساد التوجه لديوان المحاسبة؟!!! نعم هذا حالنا اليوم لا يسر صديق ولا يقيض عدو... دروس وعبر كثيرة كان من الواجب تعلمها وفهما ونحن نعيش ذكرى الغزو الغاشم، ؟!!! فالوطن لن يغفر لنا إذا أفلتت الفئة الباغية من الجزاء الصارم الذي يحفظ للوطن عزته وللمواطنين كرامتهم، وارواح الشهداء أتمتنا على سلامة وكرامة الوطن وعدم المجاملة او التفريط، والحل بسيط في اجراءاته 'العودة للتطبيق الصحيح للدستور بصورة واقعية وليست صورية... 'وإنها أمانة ، وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها'، وليتق الله المشايخ 'الكشخة' ذوي البشوت مذهبة وعريضة الدربوية وهم يحبطون الشعوب عن المطالبة بحقوقهم وليعلموا ان الله يمهل ولا يهمل، ونظرا للظروف الإقليمية والدولية غير المستقرة...فالشعب في امس الحاجة على نبذ التفرقة والاتحاد وتولية الصادقين ونبذ المنافقين... 'لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ... ولا سراة إذا جهالهم سادوا... تهدى الأمور بأهل الرأي ما صلحت ... فان تولت فبالأشرار تنقاد'. رحم الله وتقبل شهدائنا الابرار وحفظ الله الكويت حرة مستقلة ومستقرة آمنة مطمئنة وشعبها الوفي من كل مكروه...

كتب - عبدالكريم السيد عبداللطيف الغربللي

تعليقات

اكتب تعليقك