المكاتب الثقافية ومستقبل الطلبة المنشود!.. بقلم سلوى الجسار

زاوية الكتاب

كتب 726 مشاهدات 0


الوطن

رؤيتي  /  المكاتب الثقافية والدور المطلوب

د. سلوى الجسار

 

بداية أهنئ جميع الطلبة الذين تم قبولهم لاستكمال دراستهم الجامعية وفق خطة البعثات الدراسية في وزارة التعليم العالي. والحمد لله أعداد المبتعثين، في الخارج في تزايد مستمر وفي تخصصات مختلفة وفي دول مختلفة وهذا مؤشر ممتاز يحسب لصالح وزارة التعليم العالي في تعدد وتنوع الجامعات التي يتخرج منها الطلبة للمشاركة في دعم قوة العمل في القطاع الحكومي والخاص للنهوض بالمجتمع وسد الاحتياجات لسوق العمل.رغم التوسع في خطة البعثات مازالت وزارة التعليم العالي بحاجة الى اجراء دراسات تقويمية ومراجعة شاملة لخطة الابتعاث وارتباطها بمتطلبات سوق العمل ودور المكاتب الثقافية والاجراءات الادارية والفنية والمالية المتبعة في ادارة المكاتب الثقافية في بلاد الابتعاث ومدى قدرتها وطاقتها الاستيعابية في القيام في مهامها المطلوبة. وهل يمكن ان تكون السياسة المتبعة للتسهيلات والاشراف عليها على مستوى من الكفاءة الادارية والفنية من قبل آلية العمل المتبعة في الوزارة، وهل السياسة المتبعة للاشراف على الطلبة واحدة على الرغم من اختلاف الدرجات العلمية من بكالوريوس وماجستير، وهل التعليمات المطلوب اتباعها وتنفيذها من قبل المكاتب الثقافية واضحة ومفهومة، وهل تقوم وزارة التعليم العالي بدراسة ملاحظات المكاتب الثقافية والمشكلات التي يواجهونها وظروف الطلبة المختلفة والعراقيل التي يواجهونها اثناء الدراسة.ان المتابع للظروف المختلفة التي يمر بها أبناؤنا ودور المكاتب الثقافية في بعض الدول ليرى العديد من المؤشرات السلبية التي قام بها الرؤساء او الملحقون الثقافيون باتخاذ قرارات وفق اجتهاداتهم الفردية والتي كانت سببا في عدم اعتماد شهادات الطلبة بعد تخرجهم، كما ان آلية اعتماد الجامعات في بلد الابتعاث مازالت تمر في أسلوب غير أكاديمي ومهني، الامر الذي يعرض العديد من الطلبة الى التأخير او تغير الجامعة في حالة سحب الاعتماد بل هناك قرارات أخرت تخرج الطلبة من جامعاتهم.فالسؤال: ما مصير الطلبة وضياع مستقبلهم بسبب ضعف اشراف المكاتب الثقافية أو اتخاذ قرارات غير سليمة؟! او ترك الاشراف على الطلبة من قبل موظفين أكاديميين اما جدد أو مضى عليهم اكثر من عشرين سنة في مكاتبهم الى درجة الملل من مهامهم الوظيفية والاعتماد على الروتين المتبع في حل المشكلات دون تطور في الأداء او متابعة ما هو جديد، وللأسف لا يخضعون الى تقييم الأداء على الرغم من ملاحظات العديد من الطلبة عليهم ومازالت بعض المكاتب الثقافية تدار من قبل هؤلاء الموظفين امام تراجع المسؤولية الادارية والمهنية لبعض الملحقين الامر الذي يجعل أبناءنا الطلبة تحت رحمة موظفي المكاتب الثقافية.ان ما اوردناه من ملاحظات تأتي من الأهمية ان نذكرها خاصة ان الوزارة تقوم حاليا في اختيار رؤساء وملحقين ثقافيين للعمل في مكاتب ثقافية مختلفة، الامر الذي يتطلب رؤية موضوعية وحيادية بعيدة عن اي محاصصة اجتماعية او سياسية، في اجراءات الاختيار كما أن من الأهمية ان يتم ادخالهم في دورات تدريبية لتوضيح الدور المطلوب منهم في ادارة المكاتب الثقافية وآلية العمل واهم المشكلات التي تواجه الطلبة بالاضافة الى تدريبهم على أسلوب الارتقاء والتطوير للمكتب الثقافي وضمان التأكيد على مدى المامهم باللوائح التنفيذية والتنظيمية للمكتب والدور المطلوب منهم.انني لأجد ان المسؤولية الملقاة على المكاتب الثقافية ليست سهلة وخاصة اذا قام المكتب بدوره في الحصول على القبول الجامعي للطلبة وعدم ترك الامر فقط لهم للقيام به على الرغم من ان الكثير منهم دفع المبالغ الكثيرة للرسوم والبريد وتعبئة نماذج القبول والمراسلات للعديد من الجامعات ولم يحصل على القبول على الرغم من توفر جميع البيانات والدرجات المطلوبة ولكن هناك خطأ في الاجراءات مما سبب تأخير الطلبة عن بدء الدراسة والرجوع الى الكويت أو طلب تغيير التخصص او مكان الابتعاث.أما الموضوع الآخر المرتبط بلوائح الابتعاث والمطلوب دراسته واعادة النظر به هو مشاركة بعض طلبة البعثات الخارجية بالأنشطة السياسية والخروج بمظاهرات ومسيرات ضد سياسة الدولة وقوانينها على الرغم من ان الدولة هي من تدفع لهم للدراسة والحصول على الدرجات العلمية العليا، وهذا ما شاهدناه في السنوات الاخيرة عند مرور الكويت بظروف سياسية قامت بها مجموعات مختلفة.أين التعليمات والتعهدات التي يجب ان يوقع عليها الطالب ويتعهد بالالتزام الكامل بها اثناء البعثة.على وزارة التعليم العالي اتخاذ الاجراءات الهامة في متابعة جميع الأنشطة التي يقوم بها بعض الطلبة في حفظ حقوقهم في بلد الابتعاث ومحاسبتهم في حالة مخالفة قوانين الدولة حتى لو استدعى الامر الغاء البعثة؛ فالدولة تنفق الميزانيات على أبنائنا الطلبة لطلب العلم والمعرفة لبناء المستقبل وتنمية الوطن وليس الابتعاث للتكسب السياسي على حساب المصلحة العامة.كلنا ثقة في أبناء الوطن والجميع يتطلع اليهم فلهم قيادة التغيير القادم.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك