سامي الخرافي يكتب: 'ما كو شي بلاش' في الكويت!

زاوية الكتاب

كتب 969 مشاهدات 0


الأنباء

جرس  /  ما كو شي بلاش!

سامي الخرافي

 

جمعتني الصدفة مع شخصية كويتية «كبيرة بالسن» في إحدى الدواوين، ودار حديث سريع بيني وبينه، حيث ذكر لي أن ما أكتبه في جريدة «الأنباء» يلامس الشارع الكويتي ومشاكله ووضع الحلول المناسبة والممكنة علها تصل للمسؤولين ويقومون بتدارك الأخطاء من خلال السلطة الرابعة وهي «الصحافة».

وكان كلامه وساما على صدري وفرحت كثيرا، وهنا سألته سؤالا واحدا: قلت له إن ابنتي خريجة آداب لغة انجليزية من جامعة الكويت بتقدير جيدا جيدا ولكن لا يوجد لها مكان وكأنه تخصص غير مطلوب في الكويت، وإذا فكرت في ان تعمل بالأماكن التي ليست مرتبطة بديوان الخدمة المدنية ولكنها تابعة للحكومة فيجب عليك ان تأتي بواسطة عليها «القيمة» مثلما يقولون، فما رأيك في هذا الشيء عمي؟

فأجاب بحسرة قائلا: في السابق عندما كانت الأمور «سهالات» تذهب لما يسمى بشؤون الموظفين وغالبا ما يكون ذلك الشخص يعرف أهل الكويت من شرقها الى غربها، ويسألك بعض الأسئلة التي تخص أسرتك: شنو يصيرلك فلان وعمك اللي يشتغل في المكان الفلاني.. الخ وبالأخير يقول سلم على الوالد، ويقولك «روح» كمّل أوراقك ومبروك عليك الوظيفة.

كانت الناس المسؤولة تقدر أهل الكويت وتعرفهم حق المعرفة، وعندهم مقولة شهيرة «خير الكويت لأهلها»، فليش اصعب عليه السالفة؟! أما حاليا فأصبحت مقولة الكثيرين «ماكو شي بلاش» بمعنى «انت منك مصلحة اقدر استفيد منها»، وقد يقولها البعض «أشكره» أمامك دون حياء منه أو من بعث معك الورقة «الصغيرونة» ليتوسط لك يكون «ثقيل» لكي استفيد منه مستقبلا، وقد يكون هو صاحب الشأن ومن لديه القبول والرفض في التعيين يجب أن تكون مواليا له أو بالكويتي «من ربعي» حتى تكون تحت طوعي وأمري.

يا ولدي سامي: النفوس تغيرت مع أن أكثر من في تلك المناصب هم من أحفاد من كانوا يعرفون أهل الكويت حق المعرفة، ولماذا أصبحت المصالح هي الشعار المقدم على الوطنية؟! فذلك ما اريدك أن تكتبه في مقالة قادمة تتحدث عن هذا الأمر الذي وصلت اليه أمورنا، وأن نكون على قلب واحد بعيدا عن المصالح، الكويتي يجب أن يتم تعيينه بسهالة وعدم تكديره لأنه بالنهاية ماله غير هالديرة يشتغل فيها، الخير والنعمة بالكويت ولله الحمد ما تركت أحدا محتاجا الا وساعدته، فما بالك بأهلها؟! فمن باب اولى أن تهتم بهم، لا يضيق خلقك وتتكدر، فسيتم تسخير الناس لك ولغيرك، فهم ابناء الكويت، والكويت لن تنسى أولادها في الشدة، فكيف تنساهم في الرخاء؟!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك