جمال النفيسي يكتب عن 2 أغسطس

زاوية الكتاب

الذكرى لا يجب أن تكون جلداً للذات فقط، بل عبرة للبناء

كتب 994 مشاهدات 0

آثار الدمار العراقي في غزوه للكويت

'1990/8/2 إنها سحابه صيف'
تاريخ يحمل الكثير من المعاني على الساحة الكويتية في الداخل وعلى الساحة الإقليمية الخليجية والساحة العربية والدولية !!!
ولعدم وجود متسع من الوقت فالالوية هي هي للشان الداخلي الذي تجسدت خلاله روح المواطنة الكويتية المتمسكة بدينها وأرضها وشرعيتها،وبات جلياً للكل أنه قد يكون هناك بديل لكل شي إلا الدين والوطن،فبعد صراع طائفي مرت به منطقة الخليج نتيجة الحرب العراقية الايرانية إمتزج الدم الشيعي والسني على تراب هذا الوطن جمعهم الولاء للكويت،وأثبت الشعب أنه لايمكن مساومته على شرعيته المتمثلة باسرة الحكم وتمسكه بدستور62!!!وكانت مسؤوليه باهظة الثمن ضحى الشعب الكويتي بها وتحمل وزرها كلها،وتجاوز عن أخطاء أفقدته الارواح والعرض والوطن،أملاً في تعلم الدروس وإعادة بناء الوطن بصورة أقوى مما كان عليه،،،قيم لطالما جبل عليها هذا المجتمع!!! ولكن وبأسف شديد لاشئ من هذا تحقق؟؟؟بل عشنا باخفاقات حتى أنها باتت تهدد وحدتنا الوطنية وأمن وإستقرار الوطن،بل بتنا فريسة سهلة سائغة لكل طامع وناعق لتفتيت وزعزعة روحنا الوطنية،،،
فهاهم يضعون التواريخ لنهاية بلادنا،ويصفونها بمرحلة 'الاستنزاف' ويزرعون حالة من عدم الثقة بمصير هذا الوطن الذي قاوم وشعبه مئات السنين ظروفاً ودهوراً أمر وأقسى مما هي عليه الأن،لقد زاد الترف عن الحد حتى إرتاحت العقول وبدأ الجهل يسود،وتبدلت مفاهيمنا وقيمنا للاسوأ،وبتنا ملاذا للرويبضة والنطيحة والمتردية ولكل من يدعي الوطنية وينسج البطولات الوهمية بينما هو أول من يضرب نسيجنا الوطني وأول من دس رأسه بالرمال عندما أشتد الكرب!!!والادهى والامر ليس بهؤلاء بل بالشارع الذي بات يسير خلف من ينسج تلك الأكاذيب والضلاله،،،وهذا هو أخطر مايمر بها المجتمع عندما يصبح مرتعاً لهذه الاشاعات!!!كنا مجتمعاً عجز صدام حسين وآله البطش والقتل التي يملكها أن يجيرنا له،،،كنا مجتمعاً رفيعا غنياً بقيمه وأخلاقياته نتجاوز عن الصغائر،بل حتى الكبائر تجاوزناها حباً في وطننا ويقيننا بان الوطن بلارمز يلتف حوله الجميع،مصيره الذوبان ليطويه وشعبه التاريخ،شأن الأمصار والأمم التي أنتهت!!!كنا شعب الفاسد لدينا منبوذ،وبتنا شعب المنبوذ فينا هو الشريف صاحب المبادئ،كنا شعب نبرز فيه شريفنا وبتنا شعب نبرز فيه سفيهنا،،،، ننظر بازدراء لتقدم الامم الاخرى التي كانت تتعلم منا والان سبقتنا وعجزنا حتى أن نتعلم منها الدروس!!!نطالب بحكومه شعبيه والقبلية والطائفية معيار نجاح ممثلينا!!! نطالب برئيس حكومة ذي مؤهلات عالية تواكب تحديات العصر،وأغلب شهاداتنا ومؤهلات باتت مشكوك بها!!! فقط نسعى لالقاب دون جوهر!!!نطالب بتطبيق مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص،ونرفع شعار 'من صادها عشى عياله' فالجريمة يعفى منها أبن العائلة أو القبيلة أو الطائفة، والويل لمن لايقف معه ويسانده!!! نتشدق بالدين وتعاليمه وسنه نبيه صل الله عليه وسلم إلا أن عنصريتنا تسبق ذلك،،،فالالوية للقبيلة وشيوخها!!!
تتعالى أصواتنا عن قبيضة ومرتشين ونطالب بمجلس أمة نوابه فاعلين، ونحن من شارك في مخرجات يحكمها شراء الذمم والتعنصر الطائفي والقبلي!!! والأدهى أن ديكتاتور غزى بلدنا وإحتلها ودمرها ونجد من يتغنى ويمجد لاسباب طائفية يغذيها الجهل وبأسف شديد !! ووسط ذالك كله ياإخوان لقد وجد الفساده ضالته فيينا وعشعش إلى أن أصبحت له مؤسسات تعيش بيننا يحمي بعضها بعض، بل وكل يوم تزداد قوة وصلابة عن ذي قبل، ونحن وقودها!!! نتشدق بالحرية والديمقراطية، وشوهناها بسلوكياتنا البعيدة عن الديمقراطية وإحترام الرأي الأخر، وبدل أن نتبع مبدأ 'الخلاف لايفسد للود قضيه' إتبعنا مبدأ 'الفجور في الخصومة' وكيل الشتائم والاتهامات لمن لايسير خلف ركبنا!!! تداخلت مفاهيمنا وأختلطت حتى كدنا ننسى الدول الشقيقة التي مدت لنا يد العون وأستضافتنا وبدل من أن نكون لاجئين أصبحنا ضيوفاً عليهم،،،هل نسينا فضلهم؟؟؟فاي رجال دولة نتوقع من هكذا ثقافة؟؟؟.
وفي الختام، وأنا أمام مشهد مؤلم كهذا لوضع مزري لابد وأن نذكر شهدائنا الأبرار وكل من ضحى وبذل الغالي والنفيس لهذا الوطن بلا إستثناء، ودور أسرة الحكم التي سعت لتحرير البلاد باي ثمن كان التي لم تنعزل عن شعبها الذي إلتف حولها بقوة وأعطاها شرعية طالما شكك فيها المرجفون حينها، ففعلاً كانت هي سحابة صيف، وإلا كيف نفسر بلد تحتل بكامل قطاعاتها ويشرد شعبها وينكل بمن هو فيها بالداخل ويؤسر من أسر، ويشكك من شكك بشرعيتها إن تعود بكامل قطاعاتها خلال أشهر،لتعود كدوله مستقله أقوى من ذي قبل وبشرعيه دولية غير مسبوقة،،،أنها' سحابه صيف'،،،كما لايفوتني هنا أن أشير إلى جهازنا الدبلوماسي، هذا القطاع الذي واجهه وتحمل أعضاءه هذه الكارثة والتي فاجئت الجميع والذي وبأسف شديد لم يلاقي التقدير الذي يستحقه مقارنة ببقيه قطاعات الدولة!!! فكيف ووزير الخارجية حينها صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد قابع بمكتبه، يرافقه وزير الدولة للشؤون الخارجية حينها سمو الشيخ ناصر المحمد، يصدر تعليماته ويحث على تحركاتنا في الخارج فرداً فرداً والقوات العراقية تغلغلت بشرايين الدولة في الداخل، وهو يخرج من بينها؟؟؟ كيف والشيخ ناصر المحمد يخرج بعدها وهو حامل الاذاعة المتنقلة لتبث باسم الكويت مباشرة؟؟؟ وكيف ووكيل وزارة الخارجية حينها سليمان ماجد الشاهين وطاقمه يتم إقتحام المكتب عليهم (بعد إنسحاب الحرس الوطني) والبنادق على رؤوسهم؟؟؟ وكيف ومعظم جهاز وزارة الخارجية حينها وتحديداً الأخوة في جهاز الرمز كان يمارس عمله الوطني الى آخر لحظة!!! كيف ووزير الخارجية الحالي الشيخ صباح الخالد الذي جرد من سيارته بتهديد السلاح حينها لينضم لصفوف المحتجزين حينها؟؟؟ وجميعهم لو عرفت هويته الله عالم وحده كيف كان مصيرهم الأن!!! جهاز تفاوتت أداء أعضائه كل حسب إمكانياته وطاقاته،إلا أنهم تحملوا مسؤلية كبرى وبأسف شديد طمست إنجازات أعضاء هذا الجهاز في الداخل والخارج!!! وإن كان هناك قصور فساكون أنا أول هؤلاء المقصرين وأقول عذراً وطني فحقك علينا أكبر من ذالك بكثير،،،ذكرى الثاني من أغسطس لايجب أن تكون جلداً للذات فقط، بل عبرة للبناء ويكفينا المزيد من الألام فالفرص تضيع علينا الواحدة تلو الاخرى، فالى أين أنت ذاهب ياشعب الكويت؟؟؟ إن الله لايغير بقوم حتى يغيرو مابانفسهم!!! وليحمي الله الكويت وشعبها من كل مكروه،،،

الآن - رأي: جمال النفيسي

تعليقات

اكتب تعليقك