الكويت بحاجة إلى التكاتف والتعالي عن الصغائر!.. هكذا تعتقد فاطمة البكر

زاوية الكتاب

كتب 625 مشاهدات 0


القبس

وهج الأفكار  /  تحصين البيت الداخلي

فاطمة عثمان البكر

 

• الكويت منذ نشأتها تميزت بالأمن والأمان، وسياستها التعقل والعدل والاعتدال.

حالة من الارتباك تسود الساحة المحلية في فترة نحن الأكثر حاجة إلى الهدوء والى ترتيب أوضاعنا الداخلية، تحت ظل تداعيات وأزمات ومخاطر تحيط بنا من كل حدب وصوب، اليوم، وأكثر من أي مرحلة من المراحل التي نمر بها في تاريخنا، ينبغي أخذ الحيطة والحذر اكثر من اي وقت مضى، الى التكاتف والمساندة والتعاضد والتعاون، لكي نعبر بسفينة الوطن الى شاطئ الأمن والسلام والأمان، فالأوضاع والمخاطر المحيطة بنا كبيرة وكثيرة، وإذا -لا سمح الله- وصلنا الطوفان، فكلنا سنغرق ولن ينجو أحد.

اليوم، وأكثر من اي وقت مضى وانقضى، نحن بحاجة إلى التكاتف والتعاون والتعالي عن الصغائر، فلا وقت للمجادلات والمشاكسات والدوران في حلقة مفرغة عن من هو مع الوطن أو من هو ضده، فكلنا نعيش في هذا الوطن، وكلنا لنا حقوق وعلينا واجبات المواطنة، والوطنية الحقة ليست شعارات ولا أزياء تلبس في المناسبات، لا ولا حناجر تهتف لتشق عنان السماء. المواطنة الحقة والوطنية المبتغاة هي إحساس وانتماء يطبّقان على ارض الواقع.

المواطنة الحقة وحب الوطن والذود عن مكتسباته التي بنيت عبر اجيال واجيال، وبعرق وجهود صانعيه، دعك من التغني الدائم باللحمة الوطنية وترديدها كشعار فقط، مثل: الحضري، السني والشيعي، البدوي وغير ذلك من تغنٍّ دائم، فمكونات الشعوب والمجتمعات كلها تنضوي تحت هذه التقسيمات، وهذا واقع أفرزته وتفرزه المراحل التاريخية، وهو واقع ولكن امام الوطن والمواطنة الكل ينضوي تحت شعاره الحقيقي، الكل يعيش على ارضه وترابه، الكل يذود عنه دون تفرقة او تفريق، الكل يعيش ويتعايش، لذلك نقول إننا اليوم، وفي هذه المرحلة التاريخية، وفي ظل تلك الاحداث العاصفة التي نعيشها، علينا التمسك والتطبيق وممارسة حق المواطنة، والذود عن هذا الوطن دون التأرجح على سلم هزيمة حاضرة محاصرة بالأوهام والشكوك وفقدان الثقة، ووضع مبدأ الشك الذي يسود كل مفصل، التمسك بالوطن والذود عنه، التعاون والتكاتف والبعد كل البعد عن المهاترات والسفسطات العقيمة، هو السلاح الامثل والابرز والاقوى والابقى والاجدى.

الكويت ومنذ نشأتها وتأسيسها تميزت بالامن والامان، سياستها الحكمة والتعقل والعدل والاعتدال، كانت مأوى وملجأ لكل من جار عليه ظلم أو غبن، احتوت الجميع تحت مظلة العدل والاستقرار والامان، فزاعة للخير، خيرها وعطاؤها لم ينحصرا لمواطنيها فقط، بل امتدا الى كل اصقاع الدنيا، شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، احتلت مكانة رفيعة ومميزة في علاقاتها الدولية الاقليمية والخليجية، كسبت احترام العالم بأسره، علاقتها الفريدة والمميزة بين الحاكم والمحكوم أساسها الاحترام والثقة المتبادَلة، عدالة اجتماعية لم يسبق لها مثيل ليتوج اخيرا امير البلاد -حفظه الله تعالى- بـ«قائد ورمز للإنسانية» في وقت تئن فيه (الإنسانية) في كل مكان بظلم واجحاف لم يمر بهما تاريخ العالم، فهذا اللقب وهذا التقدير له مغزى وموقع كبير.

التعقل، الحكمة الحفاظ على هذه المكانة تستدعي كل مواطن غيور ومحب لوطنه ان يفتخر بها ويعتز بها ويذود ممارسة فعلا وتطبيقا عن هذا الوطن وفي هذه المرحلة العاصفة على وجه الخصوص والتحديد!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك