سمو الشيخ جابر المبارك ليس لك إلا إقالة الفاسدين - برأي د.صلاح الجري

زاوية الكتاب

كتب 1577 مشاهدات 0


سمو الشيخ جابر المبارك ليس لك إلا إقالة الفاسدين... تجتمع وتصرح بسعيكم إلى التطوير والدفع باتجاه التنمية وتشديدكم على مكافحة الفساد، فيسعد الشعب بهذه التصريحات، وفي المقابل نجد قيادييكم يتعمدون إفشال توجهكم وإظهاركم أمام الشعب بالمقصر الضعيف الذي يقول ولا يفعل، حتى غدت صورتكم وصورة حكومتكم الرشيدة مهتزتين بأعين المواطنين، بسبب فئة معينة من المسؤولين الذين يسيرون عكس توجهكم، وكما قال الشاعر :

متى يبلـغُ البنيانُ يـوماً تمامَه :: إذا كنتَ تبنيهِ وغيرُك يهدمُ؟

وباتت لدى المسؤول، الذي يحصل على مرسوم التعيين، حصانة وصك غفران بأنه فوق أي محاسبة وبمنأى عن تطبيق القانون عليه، لذا يبدأ بممارسة عمله، حسب توجهه الحزبي وماَربه الشخصية، مستحلاً غنائم منصبه، مع علمه التام اليقيني بأنكم لن تجرؤوا على إقالته كما يفعل خادم الحرمين بإقالة كبار المسؤولين، من أمراء وغيرهم من ذوي المناصب القيادية في حالة ثبوت فشلهم في تحقيق الغاية المرجوة من شغل مناصبهم، ومثله في ذلك أيضاً باقي قادة دول الخليج، فلماذا نرى من تدور حولهم شبهات الفساد من قياديي حكومتكم يكافأون بالتجديد لهم بدلاً من إيقافهم عن أعمالهم حتى تظهر براءتهم ويرد الاعتبار إليهم بالتجديد، بل قد نفاجأ بأن بعضهم يحال أكثر من مرة إلى النيابة بدلاً من تدارك الفشل والتقصير، ولنفس شبهة الفساد، والأمثلة كثيرة، وما خفي كان أعظم.

وخير مثال طوارئ 2007 المحالة إلى النيابة والآن ستحال محطة الزور أيضاً إلى النيابة لمعظم الأشخاص الذين تدور حولهم شبهة فساد، لذا نقول لكم: إذا لم تستخدم اليد الحديدية فإن الدولة ستظل مستمرة بانطلاقاتها إلى الهاوية وإلى الخلف لا إلى الأمام، فلن نقبل أن يُخالَف الدستور ويضيع مستقبل وثروات شعب بسبب تقاعس.  

ويحملنا ترددكم في انتهاج الحسم والشدة تجاه الفاسدين والمتخاذلين في أعمالهم، على مطالبتكم بالقيام بدوركم وتحملكم كل المسؤولية تجاه الشعب، ولو بإقالة كل مسؤول متقاعس عن القيام بواجباته على الوجه الأكمل بكل الوسائل القانونية، حيث إن استشراء الفساد مع تقصيركم في الحسم يدفعان الشعب إلى المطالبة بالحكومة المنتخبة وسط تردى الأوضاع وعدم تطبيق القانون على المقصر والفاسد، بل انعكس الأمر، بدلاً من محاسبة هؤلاء، إلى أن تزج حكومتكم بأبناء الشعب الأبرياء خلف القضبان بسبب مطالبتهم بالإصلاح ومحاسبة الفاسدين بناء على تغريدة تعبر عن عدم الرضا وتؤكد ما آلت إليه أوضاع البلاد ومن تأخر جسيم في كل المجالات.

الشعب يخاف على وطنه من التدهور والانفلات، ولذا فإنه يطالبكم اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بالقيام بدوركم بمكافحة الفساد ومحاربة الفاسدين، وتطبيق القانون على الكبير قبل الصغير، لنصل إلى العدالة الاجتماعية التي ترتقي بها المجتمعات المتقدمة، ويعم بسببها الأمن والأمان، وهذا دوركم ودور كل مواطن شريف.

ولنا عودة

كتب / د. صلاح خليفة الجري

تعليقات

اكتب تعليقك