'حرام'.. بهيجة بهبهاني منتقدة صرف مكافآت أعمال ممتازة للمعلمين

زاوية الكتاب

كتب 4529 مشاهدات 0


القبس

يا 'تربية' حرام 58 مليون دينار أعمال ممتازة!

أ.د بهيجة بهبهاني

 

صرَّح الوكيل المساعد للشؤون القانونية في وزارة التربية بأنه تم تخصيص مبلغ وقدره 58 مليون دينار مكافأة أعمال ممتازة للعاملين بوزارة التربية من الإداريين والمعلمين في كل المراحل التعليمية، علما بأن المبلغ المليوني تم صرفه من المال العام، ومن حق المواطن أن يسأل ويتساءل عن سبب تحديد هذا المبلغ الضخم للأعمال الممتازة، رغم أن المعلم الكويتي حاليا يتسلم راتباً يقارب، بل يتجاوز، 2000 دينار شهرياً! وما هي إنجازات المعلمين المتميزة؟ وما هي عطاءاتهم الرائعة للعملية لكي يتم منح بعضهم مكافأة هائلة بصورة أعمال ممتازة؟!

إن التمييز بين المعلمين والتفاضل بينهم يكون من خلال اختيار المعلم المتميز لشغل المناصب الإشرافية كمدير مدرسة أو وكيلها أو رئيس قسم، تقديرا لجهوده المميزة، وجودة إنتاجيته، ولكننا نرى أنه حرام صرف الملايين من المال العام كأعمال ممتازة للمعلمين من دون بذلهم جهودا كبيرة للارتقاء بأنفسهم من خلال الاطلاع على الجديد في الأمور التربوية والتعرف الى الحديث في الجوانب التعليمية وتطبيقها في تطوير طرق تدريس الناشئة، والذين يتفوقون على بعض المعلمين في العلم والثقافة من خلال استخدام الأجهزة الإلكترونية الحديثة.

إن مكافأة الأعمال الممتازة يمكن منحها للإداريين، كون رواتبهم قليلة مقارنة بالمعلمين، بالرغم من أن شهاداتهم جامعية كالمعلمين، ودستورياً يجب تساوي الراتب بينهما بغضّ النظر عن اختصاصاتهم.

إن المعلم يجب أن يخضع سنوياً لاختبار لتقدير المستوى العلمي وتقييم أسلوبه التدريسي، وهذا الإجراء التقييمي لأداء المعلم معمول به في كل الدول المتقدمة بالعالم، فالمعلم في الكويت يجتاز عدة دورات تدريبية، ولمعرفة مدى استفادته من هذه الدورات لابد من تقييمه، ومن ثم تقويمه، وإذا لم يتفاعل إيجابياً، فيجب تحويله إلى وظيفة إدارية، فاليابان - على سبيل المثال- تمنح معلميها راتب وزير، إلا أنها تلزمهم بإجراء عدة اختبارات ولا يمنحون رخصة لمزاولة المهنة، إلاّ بعد 6 أشهر على التخرّج، والتدريب العملي، في المدارس العامة، ثم اجتياز اختبار «مجلس التعليم»، وتسري جميع تراخيص المعلمين لمدّة 10 سنوات، يجب على المعلّم أثناءها، حضور دورات تدريبية دورية للوقوف على أحدث المعلومات، والتدريب على التطوير المهني المتخصص.

إن هذه الملايين من المال العام لها أوجه صرف أفضل مثل تزويد المدارس بالمكيفات وأجهزة الحاسوب لكل طالب.. فهل هناك من يسمع؟ وهل هناك من يستجيب؟!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك