لابُد للحق أن ينتصر، بقلم.. مشعان البراق

زاوية الكتاب

كتب 1273 مشاهدات 0


ها قد إنتصرت غزة وخاب المُتصهينين العرب ، ها قد إنتصرت غزة ببساطة أسلحة مُقاومتها وبقلّة عدد مُقاتليها ، وخاب كُل من كان يُخذّل بأبطالها بعُذر أنّهم أضعف من إسرائيل ، إنتصرت غزة بصمودها وإرادة شعبها الأبي وليس بأسلحتها وعدد جنودها ، رُغم تآمر الأنظمة العربية عليها وبطشت إسرائيل بها دون رحمة ، إختار أبطال غزة الصمود ورفضوا الخضوع ، فإنتصروا ، والنصر في الحروب لم يكُن يوماً لمن قتل أكثر ، بل لمن صمد أكثر وفرض ما كان يُريد فرضه ولمن أراد أن يُنهي الحرب بالوقت الذي يُحدّده وليس بالوقت الذي يُحدّده عدوّه دون أن يستسلم ..

إلتزم حكّام العرب المُتخاذلين والمُتآمرين الصمت أمام مجازر إسرائيل ، ولكنّهم كانوا يتكلّمون بشكل غير مُباشر عبر وسائل إعلامهم القذرة ، والتي كانت تُخذّل بالمُقاومة الفلسطينية وتُهاجمها وعبر شيوخ الدين الذين كانوا يُلقون اللوم على المُقاومة الفلسطينية بأنّها تتسبّب بقتل الفلسطينيين بدلاً أن يلوموا حكّام العرب المُتخاذلين بأنّهم لم يتحرّكوا لردع العدوان الصهيوني على غزة ..

الإعلام العربي القذر لا يستحق أن نُعطيه أهمّية ، فهو بين مجنون وأهبل وسفيه يقول ماهو مطلوب منه أن يقوله دون أن يعرف ماذا يقول ، ولكن ”الشرهه“ على شيوخ الدين الذين خذّلوا بالمُقاومة الفلسطينية وحمّلوها ذنب مقتل الفلسطينيين على أيدي الصهاينة ولاموها على صمودها ورفضها للخضوع والذلّ ، وكان عُذرهم أن سلاح المُقاومة بسيط وعددها قليل ، هؤلاء الذين يدّعون الزُهد بالحياة ويدعون الناس بأن يسعوا لجنّة الآخرة وترك جنّة الدُنيا كانوا يتباكون على قتلى فلسطين الذين وعدهم الله بجنّات النعيم ، فماذا تُلام عليه المُقاومة الفلسطينية ؟ تُلام على أنّها رفضت الخضوع وإختارت أن تصمد وتُقاتل حتّى تنتصر أو ينال جنودها وشعبها الشهادة ؟

ولكن المُقاومة كانت تأتمر بأمر الله عزّ وجل حيث قال في كتابه الكريم ”وأعدّوا لهم ما إستطعتم من قوّة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم“ ، وكانوا مُؤمنين بقوله تعالى ”يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويُثبّت أقدامكم“ وكان سعيهم للشهادة كسعي من خذّل فيهم لرضى الحكّام الطواغيت ..

تناسى هؤلاء العُلماء أن جيوش المُسلمين في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وفي عهد الصحابة والتابعين كانت في أغلب معاركها أقل عدداً من جيوش الكُفّار وأبسط سلاحاً ، ولم يقُل أحدهم لن نُقاتل لهذا السبب ولن نجعل العدو يقتل منّنا ، بل كانوا يُقاتلون مُتّكلين على الله طالبين الشهادة قبل النصر ..

ولكن لنعُد قليلاً للوراء ونفضح تناقض هؤلاء ..

عندما كان الجهاد بالثمانينات في #أفغانستان ضد #السوفييت لصالح #أمريكا ، كان #وعاظ_السلاطين يدعون لذهاب شباب المُسلمين للقتال وكانت الأنظمة العربية والخليجية كذلك ، وكانوا يدعمون الجهاد بكُل قوّة رُغم بساطة سلاح المُجاهدين وقلّة عددهم بالنسبة لجيش السوفييت ، ولم يظهر شيخٌ من شيوخ الدين ولا مسؤول ولا إعلام الحكومات العربية الخليجية ليقولوا أن الجهاد هذا لا يجوز لقلّة العدد وبساطة الأسلحة ولم يُحمّلوا المُجاهدين ذنب سفك دماء المُسلمين في أفغانستان ، فما الذي تغيّر بالدين ليكون الجهاد في #غزة ضد #إسرائيل مُحرّماً ، وذنب القتلى برقبة المُجاهدين بسبب قلّة عددهم وبساطة أسلحتهم ! فهل يتغيّر الدين بتغيّر رأي حكّام العرب والخليج ومصلحة #أمريكا ؟

وعاظ السلاطين الآن لا يُجيزون الجهاد في الشام ولا في العراق ولا في أفغانستان ولا حتّى في فلسطين ضد الصهاينة ، وبذلك هُم يقولون ”لا جهاد قائم الآن“ ! ولكنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول ”الجهاد قائم إلى قيام الساعه“ !

صدق النبي وكذب المُنافقين ..

كتب: مشعان البراق

تعليقات

اكتب تعليقك