عن كوارث التزوير في فحص العمالة الوافدة!.. يكتب عادل المزعل

زاوية الكتاب

كتب 935 مشاهدات 0


الوطن

كوارث التزوير في فحص العمالة الوافدة

عادل نايف المزعل

 

تقاس الامم ومدى تحضرها بالرعاية والاهتمام الذي توليه لأبنائها في المجال الصحي ولا عجب في ان يتبوأ الغرب المكانة اللائقة بين دول العالم لرعايته الصحية لابنائه فدول الغرب دون استثناء توفر رعاية صحية متكاملة لابنائها، حتى الحيوانات هناك تحظى بالرعاية الصحية والاهتمام، وعلى الرغم من السعي الدؤوب لوزارة الصحة لدينا لتوفير الامكانات البشرية والكوادر الطبية والدواء والاجهزة لتنهض بالمجال الصحي، الا ان هذه الرعاية والاهتمام يصطدمان بعوائق تدمر كل انجاز تحققه الوزارة.
وآخر هذه المصائب التزوير في فحص العمالة الوافدة بشهادات اللياقة الصحية لعمالة موبوءة واعتماد نتائج فحص الدم على العشوائية في النتائج، وهناك امراض وحالات وبائية ادت الى وفاة البعض نتيجة مخالطتهم بهذه العمالة، وبالامس القريب الفان عامل مصابان بالايدز والدرن دخلوا الكويت في غفلة من الزمن، وهي تزوير نتائج الفحص الطبي وهذا الوضع الصحي يتهدده الخطر لارتفاع معدل الاوبئة.
وهناك فيروسات سريعة الانتشار تنتقل عن طريق الهواء والمخالطة، فدعونا لا نحمل مكاتب فحص العمالة في الخارج المسؤولية، فهذه المكاتب تستطيع ان تشتري ذمم البعض فيها بحفنة من الدولارات وان الاجراء المتبع مع العمالة الوافدة هو ان يذهب العامل أو العاملة لاجراء فحص شامل في بلده في مستشفى متعاقد مع مكتبنا الصحي في هذا البلد، وهناك يجري فحص شامل كامل لفيروس «سي» الخاص بالكبد، وبعد ان يجتاز هذه المرحلة بنجاح يستحقه يمكن ان يحضر الى دولة الكويت ويجري فحصا في صحة الموانئ، فيقومون بعمل تحليل للدم الايدز وفحص بالاشعة عن الدرن، هناك قصور في التحقق من شخصية الوافد الذي سيجرى له ومركز فحص الدرن تسوده الفوضى، وهناك العشرات من العمال، يصطفون في طابور طويل، وعند غرفة الاشعة ينزع كل منهم ملابسه ويدخل ليتم تصويره في عملية آلية يغلب عليها التخبط والتسرع والحرص على سرعة الانتهاء من هذا الطابور الطويل، ولذلك يستطيع من هو مصاب بالمرض ان يحضر غيره ليحل محله في كشف الاشعة فالوجوه متشابهة تقريبا، والاسماء تكاد تكون متقاربة، وهذا الخلل الذي لا علاج له الا باستحداث مكتب التأكد من شخصية العامل الذي سيفحص قبل الدخول لاجراء الفحص، فهذا المكتب دوره ينحصر في التأكد والتحقق من شخصية المراد فحصه وذلك حتى تضمن سلامة المواطنين والمقيمين من اخطار الامراض التي يحملها البعض من هؤلاء، ونرجو من وزير الصحة ومساعديه تشكيل لجنة لتقصي الحقائق وتلتقي مع جميع المسؤولين عن هذا الامر الخطير مهما كانت مناصبهم، ولا يمكن لأي كان السكوت لأنها قضية تمس الناس جميعا وعلى الوزير محاسبة كل ضعاف النفوس الذين لا يخافون الله رب العالمين ولابد من تفعيل القانون الذي يكشف لنا من هم المفسدون الذين يتاجرون بأرواح البشر وتقديمهم للعدالة.
اللهم احفظ بلدي الكويت واميرها وشعبها من كل مكروه، اللهم آمين.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك