أصبح حال أمتنا اليوم لا حياة لمن تنادي!.. بنظر بدر الرشيد

زاوية الكتاب

كتب 1663 مشاهدات 0


القبس

كله عند العرب صابون!

بدر صالح الرشيد

 

مرض تخثر الدم يعتبر من الأمراض الخطيرة التي تهدد حياة الإنسان، والأخطر أن يصيب هذا المرض الأمة العربية بشعوبها، بعد أن أصيبت بمرض تخثر الدم، أمة فقدت البصيرة، وحولت أحلام إسرائيل ومطامعها إلى واقع، كانت تعجز عن تحقيقه، مع أنها ستنصاع لكل مطالب الدول العربية وحقوقها، لو أن ما جرى من اقتتال ما بين الشعب العربي الواحد، وما أزهق من أرواح وأهدر من أموال وأسلحة وُجِّه إليها لتحررت فلسطين! لكن هذه حال الأمة العربية، مع الأسف نقول نحن أبطال وشجعان وانتحاريون وإرهابيون، لكن بعضنا على بعض، أما أمام إسرائيل فطيور نعام، وها هي تتفرج علينا بكل سعادة، لتوفير كل ما يلزم لتحقيق إسرائيل الكبرى وجعل معظم الدول العربية عبارة عن بقايا دول، بعضها قد تحوّل إلى أشلاء مبعثرة، انفصل الجسد الواحد: جنوبه عن شماله، وعاد الوسط من دون أطراف، من المؤكد - وليس من المعتقد - أن العرب قد أعطوا بهذا الوضع المزري إسرائيل ومن خلفها أميركا «شيك على بياض»، حتى في قضيتهم المحورية والمصيرية وقّعوا حتى على مستقبل أوطانهم وحياة شعوبهم! وها هو ما يسمى اليوم جماعة داعش التي أوجدت من أجل القتل والدمار والإساءة الى الإسلام، ويدّعون انه طلباً للجنة. فأي جنة تلك التي سيدخلها أولئك الذين ينحرون البشر نحرا، وبهذه القسوة، وهذا كله لم يأت من فراغ؟! بل من تفريغ للعقول بعد غسلها من بعض قيادات الأحزاب الدينية المتطرفة، والتي تتطلع إلى الحكم والسيطرة، حتى ولو تم تفريغ الأوطان من شعوبها.

أصبحت حال أمتنا اليوم لا حياة لمن تنادي. فعندما يموت شعب أو يصبح أغلبيته لاجئين في الصحراء يكون الأمر عبارة عن خبر تتناقله وسائل الإعلام العربية لتحقيق السبق.

عندما تضعف بصيرة الإنسان يصبح كل الصابون، وبكل محتوياته حتى الضارة، هو صابون، لذا قيل «كله عند العرب صابون».

وهكذا عندما يموت العقل يبقى الإنسان حيا جسديا فقط، فهل ماتت عقولنا نحن كشعوب عربية؟!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك