سلوى الجسار تكتب: حتى لا تصبح شهادات الدكتوراه تجارة رائجة!

زاوية الكتاب

كتب 894 مشاهدات 0


 رؤيتي / شهادات الدكتوراه وفوضى الحصول عليها
د. سلوى الجسار

شهادة الدكتوراه هي أعلى درجة أكاديمية جامعية بعد اجتياز العديد من المقررات الدراسية وما تحتويه هذه المقررات من اختبارات وأبحاث ومناقشات وعروض خلال سنتين تقريبا ومن ثم الدخول في اختبارات شفهية وتحريرية بالمواد المرتبطة بمجال التخصص، وبعد اجتياز الاختبارات يبدأ العمل بمتطلبات الدكتوراه من تحديد لجنة الدكتوراه وتقديم مقترح الدراسة ومناقشته ثم الدخول في كتابة الرسالة ومناقشتها وعمل التعديلات عليها وهذا الإجراء يستغرق من 5-4 سنوات تقريبا لنيل درجة الدكتوراه. ان حصول الفرد على شهادة الدكتوراه يعني التمكن والتعمق في المجال العلمي والبحثي ووصول الفرد الى مستوى عال من الكفاءة والعلم في مجاله العلمي. اضافة الى ان التقديم للحصول على درجة الدكتوراه واجراءاتها ومدتها الزمنية بالدراسة وفق الالتزام الكامل والحضور الدائم في مكان البعثة والجامعة المعترف بها يجعلنا نتساءل كيف حصل العديد من الأفراد في المجتمع الكويتي على درجة الدكتوراه وهم على رأس عملهم ولم يغادروه لعدة سنوات وبعدها نسمع بحصول فلان او فلانة على درجة الدكتوراه. أرجو بألا تكون الاجابة حصلنا عليها عبر التعليم عن بعد فهذا الامر مردود عليه علميا وقانونيا.
لا يهمني كيف حصلوا على الشهادة وبأي طريقة كانت، ولكنني أتساءل بالنسبة لديوان الخدمة المدنية واعتماد هذه الشهادات مع وزارة التعليم العالي هل تم الحصول عليها وفق الاجراءات الادارية والقانونية السليمة، هل لديهم موافقات مسبقة، هل تم اعتماد هذة الجامعات وتقويم برامج الدكتوراه بها؟
لقد صدر مرسوم بانشاء مجلس الخدمة المدنية رقم 15/1979 والذي حدد في اللوائح التنظيمية ان الهدف من البعثات والإجازات الدراسية هو شرط التفرغ للحصول على المؤهل العلمي وتحديد مستوى المؤهل والساعات الدراسية المقررة ومعادلة المؤهل. لقد جاء في لائحة البعثات المدة الزمنية للحصول على المؤهل العلمي لكي يصرح للموظف الغياب عن عمله واحلال موظف آخر لشغل مكانه. فالسؤال: هل جميع من حصل على مؤهلات الماجستير والدكتوراه جاء متطابقا مع النصوص القانونية واللوائح الادارية المعمول بها؟ فاذا كانت الاجابة بنعم فهذه الطامة الكبرى والا لماذا لا يعين حامل درجة الدكتوراه في جامعة الكويت حيث يتطلب اجتياز جميع متطلبات وإجراءات الدكتوراه التي سبق ذكرها مع شرط الحضور في مكان البعثة ومتابعة الدراسة وأن يخضع تحت إشراف المكتب الثقافي.
انني أرى التسابق للحصول والوصول الى حرف الدال أمام الاسم لعدد ليس بقليل من بعض المسؤولين وهم على رأس عملهم، وهذا الاجراء سوف يخلط ما بين من تَعِب في الحصول على الشهادة لعدة سنوات بالتغرب واتباع جميع متطلبات الدراسة مع مَن حصل عليها وهو على رأس عمله ومرتاح في منزله، بل العجيب حين يزاحمك هذا الشخص على مركز او منصب قيادي، بل الأعجب حين يكون هذا الشخص مسؤولا عليك بالوظيفة لانه حاصل على درجة الدكتوراه، او يقدم عليك في بعض المناسبات الأكاديمية والعلمية.
إذا تم الاعتراف بهذه الشهادات فسوف يصبح أغلب الموظفين في وزارات وهيئات ومؤسسات الدولة من حملة الدكتوراه، ومن ثم سوف تختلط الأمور وتصبح شهادات الدكتوراه تجارة رائجة، والخوف الشديد حين يشرف على علاجك او تعليمك احد هؤلاء. وأختم بالقول الله يحفظ الكويت وأهلها ولا حول ولا قوه إلا بالله العلي العظيم.

 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك