يكتب خليل حيدر عن آلة الموت العربية في العراق!

زاوية الكتاب

كتب 1126 مشاهدات 0


الوطن

طرف الخيط  /  آلة الموت العربية.. في العراق

خليل علي حيدر

 

أربعة آلاف عربي مسلم فجروا انفسهم في اسواق ومناطق العراق.. حتى نوفمبر 2013، أي قبل عام!
من بين هؤلاء، كما بينت احصاءات وزارة الداخلية العراقية 1201 فلسطيني واردني فخخوا انفسهم في العراق، ومنهم كذلك 300 انتحاري سعودي و250 يمنيا و200 سوري و99 مصريا و44 من تونس و40 من ليبيا و20 من قطر والامارات والبحرين وغيرها (الوطن، 2013/11/1).
الاحصائيات العراقية اعترفت بمقتل واصابة وفقدان اكثر من 276 الف شخص، ضحايا هذه المذابح المتوالية منذ سقوط النظام.
صحيفة «الحياة» نشرت يوم 2013/11/3 مقالا بقلم خالد سليمان عن حياة ثلاث فتيات عراقيات اليومية، في مدينة الرعب بغداد «شهد» صحافية تخاطر بحياتها كل يوم، تبحث عن قصص احوال المهمشين والمحتاجين، ومجموعات المافيا الصغيرة التي تتاجر بالاعضاء البشرية والرقيق الابيض، وهي تشعر باحباط شديد، «لأنني كلما اقتربت من خيوط قصة من القصص الغريبة التي تحصل في بغداد اليوم، اكتشفت يدا سرية فيها لاحد المتنفذين داخل الاجهزة الحكومية».
تسرد شهد اشياء كثيرة عن العنف والمفخخات والمخدرات ومآسي الشباب وكوابيس الحياة العربية خلال هذه المرحلة.
العراقية الثانية هي المهندسة المدنية «رنيم» التي تعيش في منطقة اليرموك، وتحب الخروج مع صديقاتها وممارسة حياتها اليومية.
رنيم تعتبر التفجيرات من مظاهر الحياة العادية في المدينة، فالانسان هنا في بغداد برأيها «اعتاد الموت بهذه الطريقة».
وتضيف: «كلما خرجت من البيت اعتبر نفسي واحدة من الناس الذين يقتلون في الانفجارات، او يختطفون من قبل نقاط التفتيش الوهمية في المدينة»، الانفجارات ليست يومية بل تحدث مرة أو مرتين في الاسبوع، كما تحاول ان تعزز الثقة في نفسها، اما ما يستحق التوقف في حديثها فهو «تأقلم الانسان العراقي مع الانفجارات والجثث والدم، اذ يصبح المكان الذي حدث فيه انفجار وسقطت فيه الضحايا وغطاه الدم، مكانا عاديا بعد ساعات من الحدث، فتفتح المحال التجارية امام حركة البيع والشراء وكأن شيئا لم يحدث».
تتحدث عن احد هذه التفجيرات المرعبة فتقول: «كانت الساعة العاشرة صباحا وكنت متوجهة الى عملي، ورأيت الانفجار في الكرادة، رأيت القتلى والمصابين وكانت الصورة قاسية جدا، لكن حين عدت من عملي الساعة الرابعة بعد الظهر، رأيت المكان نظيفا جدا والمحال التجارية مفتوحة وقد ازيحت المخلفات كلها».
تقول المهندسة انها تعيش يومها فقط ولا تفكر بالمستقبل، لان المدينة بلا مستقبل!
«مريم» هي الثالثة، وتعمل مندوبة لشركة ادوية ومترجمة متعاقدة مع الحكومة، ومستخدمة يومية لوسائل النقل العام، فقدت مريم اثنين من اصدقائها في منطقة الغزالية في التفجيرات المتكررة في العاصمة، ومن القصص الحزينة التي ترويها «قتل اخوين بسبب اسمائهما وكل واحد منهما قتل من فريق من فرق القتل الموزعة طائفيا في العاصمة، الاول كان يسمى عمر، قتل بسبب اسمه، واخوه كان يسمى عليا، قتل ايضا بسبب اسمه».
مريم في غاية الاستياء من وسائل النقل العامة في العاصمة العراقية ولكن لا حيلة لها: «أنا فتاة اعتمد على نفسي واعمل، وكان والدي عنيفا وعنف حياة العائلة، رحل ولم يترك لنا شيئا، لا يمنعني أي شيء وأية ظروف امنية ولا مضايقات اجتماعية عن العمل، ذلك ان حياة عائلتنا متوقفة على عملي».
لمريم تجارب سيئة مع الباصات العامة في بغداد، ولكن لابد من ركوبها رغم انها، كما تروي متألمة، «لا يمر يوم الا واتعرض فيه للتحرش اللفظي والجسدي»، وتضيف: «كلما انفلت الوضع السياسي والأمني في بغداد، انفلتت الايادي في باصات النقل العام على النساء».
مازلت اذكر صوت الشيخ أحمد ياسين، شيخ حماس، وهو يهدد القوات الامريكية عام 2003 بالاحزمة الناسفة، اذا دخلت بغداد، فقد كان صدام حسين ولايزال من اعز القادة لجماعة حماس وانصارها في غزة.
في غزة، يقول تقرير نشرته القبس الكويتية في نفس الفترة 2013/11/7، ان اهل الشاب محمد الزعانين قد علموا بمقتله في سورية اثر «عملية استشهادية»، بعد ان اعلن التيار السلفي الجهادي في بيت المقدس انه «يحتسب الاستشهادي محمد الزعانين، أبو أنس المقدسي، شهيد الدولة الاسلامية في العراق والشام – داعش لاحقا! – والذي ارتقى شهيدا باذن الله على ارض الشام المباركة».
وذكر تقرير الصحيفة ان أبوعبدالله المقدسي، القيادي البارز في المجموعات السلفية في غزة، يقدر عدد المقاتلين الذين خرجوا من غزة الى سورية بنحو 27 مجاهدا، منهم من عاد ومنهم من استشهد، ومنهم من اصيب ومازال هناك، ويقول ان الزعانين كان ملاحقا باستمرار من قبل امن حكومة حماس، بسبب اطلاقه المتكرر للصواريخ تجاه الكيان الصهيوني!

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك