'متآمرو الغرب' هم الخطر الحقيقي وليس 'داعش'!.. هذا ما يراه وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 1753 مشاهدات 0


الراي

نسمات  /  الخوف الحقيقي ليس من 'داعش'!

د. وائل الحساوي

 

قال وهب بن منبه رحمه الله: «اني قد ادركت صدر الاسلام، فوالله ما كانت للخوارج جماعة قط إلا فرقها الله على شرّ حالاتهم!

وما اظهر أحد منهم قوله إلا ضرب الله عنقه!

وما اجتمعت الامة على رجل قط من الخوارج! ولو امكن الله الخوارج من رأيهم لفسدت الارض، وقطعت السبل، وقطع الحج عن بيت الله الحرام! وإذاً لعاد أمر الاسلام جاهلية حتى يعود الناس يستعينون برؤوس الجبال كما كانوا في الجاهلية، وإذاً لقام اكثر من عشرة أو عشرين رجلا ليس منهم رجل إلا وهو يدعو إلى نفسه بالخلافة، ومن كل رجل منهم اكثر من عشرة آلاف يُقاتل بعضهم بعضا! ويشهد بعضهم على بعض بالكفر! حتى يُصبح الرجل المؤمن خائفا على نفسه ودينه ودمه واهله وماله، لا يدري اين يسلك أو مع من يكون!!».

والامام وهب بن منبه هو تابعي جليل وهو من رواة الصحيحين واصحاب السنن، وقد عاش فترة الفتن التي احدثتها الخوارج في العالم الاسلامي.

لقد وضع هذا العالم الجليل النقاط على الحروف في بيان حقيقة (داعش) التي لا يشك عاقل بانها فرقة من فرق الخوارج المعاصرين، وان هيمنتها وعلوها في الارض اليوم هما بسبب تسابق بعض الدول والجماعات على تبنيها ودعمها بهدف الاستفادة من طاقاتها وامكانياتها، اما بتدمير خصومهم أو بزرع النزاعات في ما بينهم، وقد نجحوا في ذلك ايما نجاح، وهنالك مئات الادلة على ذلك، ويكفي ما صرح به سفير بريطانيا لدى الامم المتحدة في مقابلة مع «CNN» الاميركية حين ذكر أن «داعش هو وحش صنعه بشار الاسد، وهناك دلائل كثيرة على التواطؤ بينهما!!».

ونضيف على ما قاله السفير البريطاني بان المخابرات الايرانية احتضنت الفارين من تنظيم «القاعدة» من افغاسنتان بعد سقوطها، وقد دربتهم وارسلتهم إلى سورية لتحقيق مآربها، كما أن نظام البعث العراقي قد سخر عناصر في تنظيم «داعش» لتحقيق اهدافه في ضرب قوات المالكي، ويكفي أن يخرج نائب صدام المنشق (عزت الدوري) على العالم ليشكر «داعش».

ولو تأملنا في كلام وهب بن منبه لعلمنا بان هؤلاء الخوارج بالرغم من شرهم المستطير ووحشيتهم التي ليس لها نظير إلا انهم ليسوا الخطر الحقيقي الذي نحذره، لانهم كما قال وهب (ما اظهر أحد منهم قوله إلا ضرب الله عنقه، وما اجتمعت الامة على رجل قط من الخوارج) وهذا واضح إذ إن خلافتهم المزعومة لا تقوم على اسس بناء الدولة المطلوب من تمكين وتنظيم، وانما هم كالمغول الذين يهجمون على الناس ويستخدمون الرعب في هزيمة الخصم.

ولاشك أن تداعي الدول الغربية وتحالفها لهزيمة «داعش» سيؤدي حتما إلى اجتثاثها، ولكن بعد أن يخسر اهل السنة في العراق والشام الكثير بسبب دعمهم لهم والسكوت عن جرائمهم.

وللاسف فان الغرب هو الذي مكن لقيام تلك الجماعات المتطرفة وهيمنتها على العالم الاسلامي، عندما رفض دعم الجماعات المعتدلة في سورية والعراق، بل انه لم يتدخل ضدها إلا عندما وصل السيف إلى العنق حيث بدأ ذلك النبت الخبيث بتجنيد ابناء الغرب للقتال معه، وخاف الغرب أن تنتقل الحرب إلى عقر دارهم!!

إذاً فالخطر الحقيقي هو من تلك الاطراف المتآمرة في الغرب التي لا تنفك تتآمر علينا وتزرع الشقاق في بلادنا، ومالم ندرك أبعاد مؤامراتهم وطرق التصدي لها فاننا سنعيش كل يوم قصة «داعش» جديد!!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك